وصلتني أكثر من شكوى من حال المنتزهات العامة هذه الأيام، وتحديداً مع نهاية اختبارات أبنائنا الطلاب والطالبات.
هناك من يتحدث عن ممارسات لا تليق بمجتمعنا ولا بشبابنا الذين نؤمل فيهم الكثير!
فبعض الشباب يؤذي الآخرين بصوت مسجل سيارته المرتفع، مع مصاحبته أنغام الأغنية بممارسات لا تليق بالرجال!
والبعض الآخر يمارس التفحيط في وسط الأحياء وبالقرب من المنتزهات معرضاً حياته وحياة الآخرين للخطر!
والبعض الآخر يقوم بمضايقة العائلات في الأماكن المخصصة لها، ويستغل بصورة أكبر العائلات التي لا يوجد فيها من يردعه!
أيضاً بعض بناتنا لا يمكن إظهارهن بمظهر الضحية دوماً، ففي بعض الأحيان هن شريكات في الجريمة ومؤججات لها!
هذه الممارسات - وغيرها- تحتاج إلى ردع، فهي تبدأ صغيرة ومن فئة محدودة، ثم تبدأ في الانتشار عندما تقابل بالسكوت واللامبالاة، فمعظم النار من مستصغر الشرر!
ومعالجتها تكون من أكثر من جهة، فهي مشكلة عامة ولابد من تدخل أكثر من جهة، على كل منها مسؤولية لا يمكن أن تلقيها على غيرها!
أولى الجهات وأهمها: رجال أمننا كان الله في عونهم، فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، وما تواجد رجال الأمن في شارع إلا هرب أهل الانحراف يبحثون عن شوارع أخرى، فتواجد رجال أمننا في الأماكن العامة، ووضع نقاط التفتيش المتنقلة في الشوارع، لا يمكن الاستغناء عنه أبداً!
الثانية: البيت! فمن يؤذي الآخرين يعاني حرمانا تربويا في البيت وإخلالا بالمسؤولية من الأبوين، كما أن من يقتل نفسه والآخرين هو يقتلهم بسيارة اشتراها له والده ثم غاب عن الوعي! أيضاً على العائلات أن تضبط وقتها، فليس من المعقول أن ترى عائلة بنسائها وأطفالها فقط في المنتزه حتى ساعات الصباح الأولى ثم تشتكي من أذى المؤذين!
الثالثة: الجهات ذات العلاقة، سواء وزارة التعليم أو لجان التنمية الاجتماعية أو الجامعات التي أصبحت موجودة– ولله الحمد- في كل محافظة، فهذه الجهات نتمنى ألا تغيب عن المشهد، وأن تقوم بدورها من خلال البرامج الصيفية التي تملأ وقت فراغ أبنائنا، وإن لم تجذب السيئ، فلا أقل من أن تحمي الأفضل لكي لا ينساق في طريق السوء والضياع!
أيضاً على كل منا مسؤولية كبيرة، ألا يسكت عن الخطأ حين رؤيته له، سواء بالمناصحة أو بالإبلاغ عند تعذر الفائدة من المناصحة، فسكوتنا عن الباطل دعم له ومساهمة في انتشاره!
و«إذا قال الرجل: هلك الناس، فهو أهلكهم»، كما أخبر المصطفى صلوات الله وسلامه عليه.