في عرف قائد هذه الأمة، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - أن الثروة البشرية في هذا الوطن المعطاء هي الثروة الحقيقية وهي أثمن وأغلى الثروات على الاطلاق، وإزاء ذلك جاء اهتمامه الملحوظ بهذه الثروة الغالية فهي تمثل المحرك الرئيس للتنمية وعليها تقع أعباء النهضة في مختلف المجالات والميادين، ومن هذه المجالات مجال الزراعة.
وإزاء ذلك جاء إعفاء خادم الحرمين الشريفين آلاف المزارعين من تسديد قروض الصندوق الزراعي لتترجم عمليا اهتمامه بتلك الثروة، فصدور موافقته الكريمة على إعفاء مزارعي مناطق الدرع العربي من سداد قروض صندوق التنمية الزراعية بسبب الجفاف، يدل دلالة واضحة على اهتمامه بالمزارعين بالمملكة، فهم يمثلون فئة من فئات الوطن الذين تقع عليهم مسؤوليات كبرى في توفير الغذاء.
الأمر الكريم جاء بعد توصية من اللجنة التي قامت بدراسة أوضاع المزارع المتضررة من الجفاف في تلك المناطق، وصدور الأمر الكريم يعني اهتمام خادم الحرمين الشريفين بتلك الفئة ضمن اهتماماته بسائر فئات المجتمع العاملة في كل قطاعات الدولة، فالاهتمام بالثروة البشرية لهذا الوطن يتجلى في كل المجالات والميادين، والاهتمام بها يعني دعم مسيرة المواطنين في مجال التنمية بكل مسمياتها وأهدافها النبيلة.
من جانب آخر فإن صدور الأمر الكريم يدل على تقدير القيادة الرشيدة للظروف الصعبة التي خرجت عن إرادة المزارعين، والتوجيه بالإعفاء من سداد القروض يعني منحهم المزيد من فرص العطاء والبذل في مجال أعمالهم، وصدور الأمر ليس مستغربا من قائد هذه الأمة الحريص دائما على توفير أسباب الرخاء لكل المواطنين دون استثناء فئة على فئة.
تلمس احتياجات المواطنين ودراسة كافة الصعوبات التي قد تواجههم هما ديدن القيادة الحكيمة حيث تسعى بعد ذلك لحلحلة كل الصعوبات والأزمات التي تواجه المواطنين كما هو الحال في الأمر الكريم مدار البحث، فايجاد الحلول المناسبة لأزمات المزارعين سهّل لهم أمورهم واحتوى الصعوبات التي كانت تواجههم، فلا يمكن الشعور بالطمأنينة والراحة في أعقاب الجفاف الذي ضرب أراضيهم.
إن الدعم اللامحدود الذي يبذله قائد هذه الأمة «يحفظه الله» للمزارعين هو واحد من الأساليب العديدة التي تصب في البحث عن كل الوسائل الممكنة للوصول الى أقصى ما يمكن الوصول اليه من رخاء المواطنين وراحتهم وتذليل مختلف الصعوبات والعراقيل التي قد تحول دون اتمام أعمالهم ودون تحقيق انجازاتهم على طريق التنمية والبناء، والقطاع الزراعي يحظى دائما كبقية القطاعات باهتمام المليك المفدى.
آلاف المزارعين استفادوا من الاعفاء بما يدل على أن خادم الحرمين الشريفين «يحفظه الله» حريص أشد الحرص على متابعة أعمال المواطنين وتلمس احتياجاتهم وتقدير ظروفهم، فالجفاف وندرة المياه ألحق الضرر بتلك الفئة من فئات الوطن فكان من الضرورة بمكان مساعدتهم للتغلب على أزماتهم، وهذا ما حدث بالفعل في ظل صدور الموافقة الكريمة بالاعفاء.