مطار الهفوف بالأحساء.. شوفوا لكم حل.. نعم شوفوا لكم حل لأن ما هو موجود في المطار لا يعكس تاريخ الأحساء وقصتها مع صناعة الطيران. وكل ما عليك فعله هو رؤية صورة قديمة لمطار الأحساء معلقة في مكتب المدير المناوب، التي تختصر قصة صناعة الطيران ليس في الأحساء فقط، بل إنها تحكي قصة صناعة الطيران وتطور المطارات حول العالم. والصورة مأخوذة من مطار الهفوف في العام 1961م وعلى مدرجه صورة لطائرة من الجيل الجديد من الطائرات، التي بدأ العالم بتصنيعها بتقنية جديدة وهي الكبينة المضغوطة. وكانت هذه الطائرة في رحلة غير مباشرة من نيويورك إلى الهفوف. والطائرة المسماة الجمل الطائر هي إحدى طائرتين تستخدمهما شركة ارامكو السعودية من نوع ( دي سي 4) في رحلاتها من المملكة إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وسأتحدث عن قصة هذه الصورة بإسهاب في وقت لاحق للحديث عن صناعة النقل الجوي في المملكة.
في صباح يوم الأحد الماضي كنت موجودا في مطار الهفوف، وكانت موجودة على مدرجه طائرة تابعة للخطوط القطرية وتلتها طائرة تابعة لشركة مصرية، وبعدها هبطت طائرة صغيرة خاصة لتنقل كبار الشخصيات. وبالطبع كان على ارض المدرج طائرة تابعة لشركة ارامكو السعودية، التي لديها في بعض أيام الأسبوع سبع رحلات من هذا المطار. وللأمانة فقد خرجت من المطار وأنا أسأل نفسي: هل هذا المطار صالح لاستقبال طائرات تابعة لخطوط خارجية، وهل تمت تهيئته بالشكل الصحيح لاستقبال مسافرين من جنسيات مختلفة؟ في الحقيقة المطار ليس فيه اي نوع من مقومات المطار الداخلي ناهيك عن كونه مطارا دوليا. فكل ما فيه صالتان صغيرتان جدا للمغادرة والوصول. وإضافة لذلك فالكراسي في الصالتين غير مريحة تماما. وكذلك فالمكان المعد لتقديم المشروبات أو الأكل، -خاصة في حالة تأخر إقلاع أي طائرة- صغير، ولا تتوافر فيه أي أنواع مغرية. وبالطبع قد يكون المطار هو الوحيد في العالم الذي لا تجد فيه صحفا محلية للقراءة وقت الانتظار. ولا أعلم لماذا لا تقوم إدارة المطار بتوفير ذلك.
في الوقت الحالي، بدأنا نرى زيادة في عدد الخطوط الأجنبية، التي تعمل في مطار الهفوف وبدأ المطار يشهد تزايدا تدريجيا في أعداد المسافرين ولكن بقي المطار على حاله منذ أن تم إنشاؤه منذ زمن طويل. والمطارات لا بد أن تكون أحد عوامل الجذب لأي قادم لأي مكان. وفي الوقت الحالي نرى مشاريع ضخمة لتطوير الكثير من المطارت، ولكن لا نرى في الأفق أي خطط لتطوير وتأهيل مطار الهفوف لزيادة قدرة استيعابه وتحسين الخدمات المقدمة للراكب أو لمَنْ يعمل في المطار. وكلمة حق وهي أنني رأيت جدية ونشاطا وحسن خلق وتعاملا من جميع موظفي المطار، سواء أطقم الخدمات المساندة الجوية أو الإدارات العاملة في المطار من جوازات أو جمارك. ولكن لا بد من تطوير بنية المطار التحتية.