DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

القاعدة الشعبية لـ«تيار المستقبل» قوية وراسخة

انتخابات بيروت تكشف تراجع شعبية «حزب الله»

القاعدة الشعبية لـ«تيار المستقبل» قوية وراسخة
القاعدة الشعبية لـ«تيار المستقبل» قوية وراسخة
كان للانتخابات البلدية في أقضية بيروت والبقاع وراشيا في لبنان طعمٌ آخر هذا العام، ولم يكن هذا الاستحقاق الدستوري «بلدي ـ أو إنمائي» كما اعتادت عليه في السنوات الماضية، بل كان استحقاقا سياسيا بامتياز، كشف الأرضية السياسية والشعبية للأحزاب والقوى المختلفة، إن كان على الصعيد الشعبي، أو فيما يتعلق بالحلفاء والخصوم. ونجح تيار «المستقبل» بزعامة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري في تكريس المناصفة التي أقرها اتفاق الطائف في العام 1990، وهذا الأمر يشهد له في المضمارالسياسي، حيث تمكن من «ضرب عصفورين بحجر واحد»، بتحقيقه انجازاً سياسياً وآخر شعبياً عبرإعادة توحيد الصفوف الشعبية، وأثبت انه لا يزال زعيم السنة في لبنان. أما في الجانب الآخر فنجد أن «حزب الله» فقد بوصلة «التكليف الشرعي» لمناصريه في البقاع وبعلبك حيث تلقى صفعة كبيرة في هذه الانتخابات أثبتت أن شعبيته متراجعة. «المستقبل» يثبت لـ«الخصوم» قوته الشعبية ويشدد عضو المكتب السياسي لـ«تيار المستقبل» المحلل السياسي راشد فايد في تصريح لـ«اليوم» على أن «نتائج الانتخابات في البقاع، أظهرت أن الناس لديها تململ من وضع اليد على قرارها البلدي والسياسي، تململ لم يصل الى إزاحة هذه اليد، ولكنه يهدد استمرار هيمنتها على القرار السياسي، وفي أماكن استحضر فيها العداء بقوة كما جرى في بريتال لإزاحة أنصار الأمين العام السابق لـ»حزب الله» الشيخ صبحي الطفيلي وازاحة مؤيديه عن المجلس البلدي، ومن الواضح أن الاستنفار من نسبة المقترعين التي وصلت الى 65 بالمئة، هذا الابرز في البقاع. لا توجد لائحة حزبية فازت دون منافسة في كل لبنان، وهذا يدل على وجود اعتراض على استمرار الاحزاب بالهيمنة السياسية». وأضاف: «أما في بيروت فلقد كان هنالك مواجهة بين لائحتين لا تختلفان عن بعضهما البعض فيما يخص التوجه السياسي فاللائحتان من نفس فكر 14 آذار فيما يتعلق بالمفاهيم التقدمية، حيث هنالك نظرة تقدمية للأمور من الطرفين، بالاضافة الى تنوع الكفاءات، فالأعضاء في اللائحتين متقاربون بالاختصاصات والمفاهيم. أما الفرق في المعركة بين لائحة «البيارته» و»بيروت مدينتي»، فإن «البيارته» كان لها تبني سياسي من الاحزاب، وهذا ما زاد فرصها بالنجاح، ودور الاحزاب في الانتخابات البلدية هو حق لها في كل دول العالم، ومن يقول ان «الاحزاب يجب أن ترفع يدها عن المجلس البلدي»، فهذا يعتبر كلاما بلا مضمون، لأن الاحزاب هي ممثلة للناس والبلدية ايضاً ممثلة لهم، وهؤلاء الناس هم حزبيون بنسبة مئوية منهم ومن حقهم باسم الحزب او الاسم الشخصي أن يكونوا مرشحين». واشار فايد الى ان «هنالك تساؤلات كثيرة، فهنالك أطراف دخلوا على التحالف مع تيار «المستقبل»، وصوَّتوا ضد لائحة «البيارته»، كان من المفترض منذ البداية القول «إننا لا نريد الدخول معكم ونحن نؤيد اللائحة الثانية»، لهذا نتساءل: هل هذا قرار من قيادتهم أم هل لهذا الحد هم كحزب او تيار ليس لديهم تسليم بالقرار المركزي، ولو كان هنالك اختلاف بالآراء في الداخل ولكن في لحظة ما يأتي قرار مركزي، هل هذا تمرد على القرار المركزي ام أن الادعاءات السابقة عن نسب تمثيل طائفية كقول «القوات» اللبنانية و»التيار الوطني الحر» انهم يمثلون 86 بالمئة من المسيحيين، فهل هذا الرقم مفبرك؟، بدليل أنه لا يوجد 86 بالمئة من المسيحيين في بيروت صوتوا الى جانب اللائحة ممثل فيها القوى المسيحية الثلاث ويشاركون فيها، وهنا اما ان الرقم غير صحيح، أو أنه لا يوجد قرار قيادي بالمشاركة الجدية، وبالحالتين هنالك مصيبة في التحالفات السياسية على مستوى البلد قد يكون لها إسقاطات لاحقة». وأكد راشد ان «الطائفة السنية تشكل أكثر من 80 بالمئة من أبناء بيروت، وهؤلاء أغلبهم مع تيار المستقبل، وأظهرت نتائج الانتخابات الاخيرة، أنه برغم كل الكلام الذي روجه الخصوم عن ضعف القاعدة الشعبية لـتيار المستقبل وسعد الحريري، فقد ثبت ان هذا الحديث في غير مكانه، كما يتوجب على تيار المستقبل بالمقابل أن يقدم على تغيير نمط العمل التنظيمي ـ الداخلي، وإتاحة المجال أمام القوى الشابة لإبداء رأيها وفتح المشاركة بشكل أكبر بالنقاش على مستوى القاعدة». الحريري .. النجاح في اختبار تثبيت المناصفة من جانبه اوضح المحلل والصحافي يوسف دياب في حديث للصحيفة، ان «تيار المستقبل وحده من بين الأحزاب في بيروت، بالإضافة الى «حزب الله» في مناطق أخرى بإمكانه القيام بتجييش جماهيره، بدليل أن الرئيس سعد الحريري تمكن من النجاح في اختبار تثبيت المناصفة في بيروت بين المسلمين والمسيحيين رغم ان الاحزاب المسيحية المتحالفة معه كـ»التيار الوطني الحر» و»القوات» اللبنانية، لم يكونوا على قدر المسؤولية، فيما يخص المحازبين، كونهم لم يلتزموا باللائحة التي تعتبر لائحة إئتلافية أو توافقية، بينما كانت الرافعة للائحة «البيارته» التي ثبت فيها تيار المستقبل بالتصويت الكثيف والصوت السني فانه تمكن من تثبيت المناصفة في بيروت، وهذا ما أرادوا أن يفشلوا فيها سعد الحريري بها والقول بأنه غير قادر على تثبيت المناصفة، وبالتالي القول بأنها أصبحت من الشخصيات السياسية التي عفا عليها الزمن، الا أن مثل هذه الامتحانات اثبتت العكس». وأضاف دياب: أما في زحلة، فرغم أن تكتل الأحزاب فاز بالانتخابات أي «التيار الوطني الحر» و«القوات» اللبنانية وحزب «الكتائب» اللبنانية وبعض العائلات المتحالفة معهم، الا انهم أثبتوا فشلهم، كون لائحة الأحزاب فازت بعشرة آلاف ومائتي صوت، فيما نالت لائحة سكاف «العائلية» 900 الف وثلاثمائة صوت، أي بفارق 800 صوت بين هذه اللائحة ولائحة الأحزاب، أما لائحة عائلة فتوش فحصدت ما يقارب 8 آلاف صوت، أي أن الأحزاب مجتمعة تمكنت من نيل الثلث في زحلة، وبذلك أثبتوا أنهم غير قادرين على التجييش، كما أنها أحبطت مقولة أن «القوات» اللبنانية و«التيار الوطني الحر» يشكلون 85 بالمئة من الشارع المسيحي، الا أن نتيجة الانتخابات أثبتت هذا الامر. حزب الله يتلقى الصفعة وبالنسبة لحزب الله، لفت دياب الى انه لا يزال لديه قوة تجييشية بالحد الأدنى، ولكن الانتخابات التي جرت في بعلبك، أظهرت أنه عندما نقول ان لائحة «حزب الله» فازت بفارق 400 أو 500 صوت عن اللائحة المدعومة من العائلات، أي أن «حزب الله» تلقى صفعة كبيرة في هذه الانتخابات أثبتت أن شعبيته متراجعة وأن القاعدة الشعبية التي كان يستند لها الحزب لا تزال كما كانت، كون إنخراطه في الحرب في سوريا والعراق واليمن وفي ساحات أخرى في المنطقة جعلت الناس تبتعد من حوله وخصوصاً أن الضحايا التي يقدمها الحزب في الساحات خارج لبنان هم ضحايا هؤلاء العائلات التي يطلب منها اليوم النزول الى صناديق الاقتراع وانتخابه، فهذه هي الخلاصة الاولى التي اظهرتها المرحلة الاولى للانتخابات. وشدد المحلل السياسي على ان انتخابات بيروت كانت رافعة للمراحل التي ستأتي تباعاً، لو كان تيار «المستقبل» خسر بانتخابات بيروت او اخترقت لائحته، لكانت هذه النتيجة انسحبت على باقي الدوائر في جبل لبنان والشمال والجنوب، بما أن تيار «المستقبل» أثبت ان لديه وزنا وقاعدة شعبية لا يستهان بها. وختم دياب حديثه بالقول: هذه النتيجة ستأخذ بعين الاعتبار في الدوائر الاخرى، وستكون على وزن الانتخابات في بيروت في المناطق التي تجري فيها معارك سياسية كطرابلس وصيدا، وفي مناطق تعد مدنا وبلدات أساسية وفيها معارك حزبية او سياسية اما القرى التي فيها تنافس عائلي بين العائلة الواحدة أو عائلة واخرى، فقد اعلن تيار «المستقبل» انه لن يدخل فيها، وهذا الامر ينسحب على باقي الاحزاب الاخرى.