لمجالس المناطق والمجالس البلدية دور مهم في تخطيط وتنمية المدن والأقاليم. وقد نشر بصحيفة الحياة أن إمارة منطقة مكة المكرمة قد أوصت لجنة حكومية بتحديد أماكن آمنة أو ما يسمى «المناطق الخضراء» في محافظة جدة، ليتم إرشاد الناس إليها للاحتماء وقت الكوارث. وكشفت مصادر مطلعة لـلصحيفة أن توصية الإمارة تطلبت تحديد الأماكن الآمنة من جانب مديرية الدفاع المدني في المحافظة و«أمانة جدة»، وكذلك وضع لوحات إرشادية وإعلامية لها، ليمكن الوصول إليها بسهولة، ومعرفتها من جانب المواطنين والمقيمين كافة.
وأوضحت المصادر، أن التوصيات التي اعتمدت من اللجنة الحكومية تتضمن قيام مركز نظم المعلومات الجغرافية في الأمانة بتحديد خريطة «المناطق الخضراء» بمحافظة جدة، تراعى فيها جغرافية كل منطقة من حيث الارتفاع وعدم تجمع مياه الأمطار فيها، ومدى مناسبة مساحة المنطقة الخضراء لعدد السكان في كل موقع، وسهولة الوصول إليها، تمهيداً لعرضها على اللجنة ودراستها، ومن ثم اعتمادها.
قضية توفير أماكن آمنة أو ما يسمى «المناطق الخضراء» بالمدن من القضايا المهمة في تخطيط المدن وتبرز معها أهمية وجود المعلومة الدقيقة عن المكان والتنسيق والمتابعة لتنجح مراحل التخطيط والتنفيذ، وأن يكون هناك لجان متخصصة في تخطيط المدن والأقاليم بمجلس الشورى ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ومجالس المناطق والبلدية للوقوف على المخططات الاستراتيجية للمدن والأقاليم عند مناقشة قضايا ذات علاقة بتخطيط استعمالات أراضي المكان ومنها «المناطق الخضراء» والتي تعد قضية يتم دراستها ضمن منظومة تخطيط استعمالات الأراضي بالمدن كونها ذات أبعاد أمنية واقتصادية واجتماعية وبيئية.
المدن هي الوعاء الذي يحوي تفاعل الإنسان بالمكان، والذي تنتهي اليه مراحل تنفيذ السياسات والخطط والبرامج التنموية ويتضح فيها قوة الإنجاز، وأشارت «رؤية المملكة 2030» الى اننا «ننعم في مدننا بمستوى عالٍ من الأمان والتطوّر. فرغم الاضطرابات المحيطة بنا في المنطقة واتساع مساحة بلادنا، يتميز وطننا بالأمان، إذ تعدّ مدننا من أكثر مدن العالم أمناً، حيث لا يتجاوز مستوى الجريمة نسبة 0,8 لكل 100.000 نسمة في السنة، مقارنة بالمعدّل العالمي المقدّر بـ 7.6. سنعمل على المحافظة على هذا الأمان عبر تعزيز الجهود القائمة في مكافحة المخدرات، وسنتبنى إجراءات إضافية لضمان السلامة المرورية وتقليص حوادث الطرق وآثارها» وفي مجال البنية التحتية «شهدت مدننا تطوّراً كبيراً، حيث أنشأنا بنية تحتية متقدّمة، وسنعمل على استكمال المتطلبات والاحتياجات التي تهيئ لمواطنينا بيئة متكاملة تشمل خدمات أساسية ذات جودة عالية من مياه وكهرباء ووسائل نقل عامة وطرقات. وسنوفر العديد من المساحات المفتوحة والمسطحات الخضراء في مدننا، لإدراكنا حاجة كل فرد وأسرة إلى أماكن للنزهة والترفيه، وغايتنا من ذلك أن نرتقي بمستوى جودة الحياة للجميع». ومن أهداف الرؤية ان يتم تصنيف 3 مدن سعودية بين أفضل 100 مدينة في العالم بحلول العام 2030 إن تصنيف المدن يعتمد على معايير منها الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والإدارية، وهناك تصنيفات عالمية مختلفة بمعايير مختلفة على مستوى العالم والدول لتصنيف أفضل المدن، وأفضل المدن أمناً، وأفضل المدن للسياحة، وأفضل المدن للعيش. ورؤية المملكة 2030 إطار واضح يهدف لتحقيق التنمية المتوازنة المستدامة، ومن خلالها يمكن عمل معايير تساهم في رسم مخططات مدن آمنة مستدامة وتستخدم في تقييم تطورها وعلاج قضاياها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والإدارية.
وأخيراً وليس آخرأ فإن توصية إمارة منطقة مكة المكرمة بتحديد أماكن آمنة أو ما يسمى «المناطق الخضراء» في محافظة جدة يعتبر من الآليات والمعايير المهمة لتحقيق رؤية المملكة. ويمكن الاستفادة من رؤية المملكة 2030 والاستراتيجيات القطاعية لقطاعات التنمية لعمل معايير وطنية لقياس أفضل المدن بالمملكة عن طريق مجالس المناطق والمراصد الحضرية وهيئات تطوير المناطق والمجالس البلدية، ويتم بعد ذلك اعلان سنوي عن ترتيب افضل المدن بالمملكة ومميزاتها لتعطي في النهاية مؤشرا عن تطور المدن محليا لتحقيق رؤية المملكة والمنافسة عالمياً.
