الإبداع والتميز سمة نادرة ينفرد بها فئة تجاوزت إبداعاتهم حدود التخصص، وتميز مشوار حياتهم العملية بابداعات تركت بصمة في سجلاتهم جعلتهم الركيزة ومصدرا يستشف منه المعلومة المصقولة.
من نهاية أبحاثهم وحصيلة دراساتهم العلمية رسموا نقطة بداية لغيرهم، لتختصر مشوارا من التجارب أنجزت في طيات عقود من الزمن جعلتهم في قمة الهرم.
ولنا في التميز والابداع أسوة حسنة في شركة أرامكو السعودية، ذلك الأخطبوط الصناعي وتلك الأكاديمية ذات الصرح المشيد والتاريخ المجيد، السفينة التي تبحر منذ عقود في محيطات العلم والمعرفة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
تتسابق المسميات وتعجز التعابير عن وصف ذلك الكيان الذي أصبح (ويكيبيديا العلم والمعرفة)، عندما نتحدث كمصدر للعلم والثقافة يظل المنتسب لها يحصد العلم والمعرفة والثقافة طيلة سنوات خدمته، ولا يتوقف سيل المعرفة بانتهاء سني الخدمة بل تغرس فيه كبستان تحصد من حسان محصول ما غرس فيه أسرته والمجتمع المحيط به من حوله، وذلك بالتطبيق الفعلي الذي يعكسه في حياته العملية بين اسرته والمجتمع المحيط به من حوله خلال فترة عمله، من روح الوطنية واحترام الأنظمة والقوانين وحب المشاركة في الخدمات الاجتماعية التي تخدم الوطن والمواطن.
تبدأ عناية الشركة منذ مرحلة استقطاب موظفيها بداية باختيار الشخصيات الناجحة من الشباب الأكثر كفاءة، الذين استطاعوا في طيات سجلاتهم المتراكمة بمختلف مراحل سني عمرهم العلمية والعملية الميدانية في أوساط المجتمع تكوين سجل علمي متميز، مقترن بحسن سيرة وسلوك فعلية (وليست ورقية) خالٍ عن مخالفات الأنظمة المرورية والجرائم القانونية.
الا أن هناك مؤشرات تشير إلى وجود فجوة حقيقية بين شركة أرامكو السعودية وقريناتها من المنظمات الأهلية والحكومية، من خلال الأهداف المدروسة في مرحلة ما قبل استقطاب الموظف وخلال مراحل عمله وما هو متوقع منه بعد انتهاء علاقته المباشرة بالعمل.
فعليه نشيد ونتطلع من الجامعات وجميع الجهات المعنية الأهلية والحكومية التي يتوقع انتساب الطالب لها بعد تخرجه بعد المرحلة الثانوية أو الجامعية، الى الاستفادة من خبرة الشركة في وضع بعض الأنظمة والقوانين التي تجعل الطالب يحافظ على سجله الأخلاقي باحترام الانظمة والقوانين، خلال مرحلته الدراسية كمحافظته على سجله الأكاديمي والصعود به الى أعلى النسب.
وكذلك وجود متابعة مرتبطة بتوجيه من الكادر التعليمي، من خلال وجود نظام مرتبط بالدوائر الحكومية يسمح لهم بالتعرف على أخلاقيات وسلوك الطالب وما قد يرتكبه من مخالفات للأنظمة والقوانين، يستطيعون من خلالها دراسة سلوكه والحد من تفاقم هذا السلوك، ووضع آلية لمعالجته من خلال التوجيه والارشاد. فكلما تم اكتشاف مشكلة في بداية مراحلها سهل حلها والعكس صحيح، فربما تكون بداية الانحراف من تفحيط أو قطع إشارة وينتهي بالاجرام والفشل في الحياة الاجتماعية اذا لم يتم اكتشاف ومعالجة هذا السلوك منذ بدايته.
خالد مبارك الخليفة
