- لم يعتد بالنصراويين الانشغال بحدث إلا اذا كان عنيفا بامتياز.. ولعل اعلان الأمير فيصل بن تركي استقالته من رئاسة نادي النصر كرس انقلابا كبيرا.. وألحق بالنادي زلزالا مدمرا.. هز الصورة.. وزعزع أركان النادي في وقت عصيب وفرض امتحانا بالغ الصعوبة.. وأنا هنا لا أضع نفسي محاميا عن فيصل بن تركي لأن بصماته ودعمه ونتائجه وأعماله وعلى مدى سبع سنوات من رئاسته إدارة نادي النصر هي خير شاهد على ما فعل.
- والكل يقر ويشهد أن رئيس مجلس إدارة نادي النصر دفع أثمانا باهظة من الجهد والمال والصبر في فترة تغيير جلد الفريق خلال السنوات الثلاث الاولى من المرحلة الانتقالية الصعبة.. إلى أن جاءت مواسم القطاف.. فقاد كحيلان النصر للفوز ببطولة دوري جميل مرتين متتاليتين وبطولة كأس ولي العهد واستقالة كحيلان النصر ليست الاولى.. ولن تكون الاخيرة فقد سبقته استقالات مريرة لرؤساء أندية بارزين منهم رئيس الهلال السابق الأمير عبدالرحمن بن مساعد وأخيرا الرئيس الحالي الأمير نواف بن سعد.. ورئيس نادي الشباب السابق خالد البلطان.. ورئيس الاتحاد السابق منصور البلوي.. ورئيس الاهلي السابق الأمير فهد بن خالد.. وهؤلاء كنوز لا تعوض!.
- والمثل الشهير يقول: (إذا أردت أن تُطاع فاطلب المستطاع) فالعجز والفشل المُتمادي والمؤلم الذي اعترى فريق النصر في الموسم الحالي من مستويات هزيلة وتكتيك ركيك.. ونتائج محبطة بل ومخيبة ولم تكن سرية وإنما علنية وفاضحة.. وترتيب مذل يوحي بأن العالمي لا يستطيع العيش الى ما لا نهاية على وقع ضيق اليد.. وشح الامكانات والقدرات.. وقصور في تلبية الحاجات الضرورية اضافة إلى الديون المتراكمة.. وهذه التداعيات انجبت انهيارات وانكسارات.. ونزفا واستنزافا.. ورغم كل هذه الافرازات استطاع فريق النصر قبل ختام الموسم الحالي الوصول للمباراة النهائية لمسابقة كأس الملك.
- وكل هذه (البلاوي) التي انهالت على نادي النصر أدت إلى بروز وإعلان الإجراء الجريء لرئيس النادي كحل أسهل من تفاقم المزيد من العقبات والاخفاقات.. ويقول الفيلسوف نيتشه (أضرار إبقاء النافذة مغلقة هي أقل وأرحم وأفضل من ويلات فتحها كيلا تدخل العاصفة الأكبر وتأكل الأخضر واليابس).. والرئيس المستقيل الأمير فيصل بن تركي ليس هو القوة العظمى الوحيدة في ناد كبير مثل النصر العالمي صاحب الجذور الثابتة في أرض الكرة السعودية.. ونادي النصر العريق غني برجالاته وكفاءاته.. وأنا على يقين من وجود شخصيات بارزة ومؤثرة مرشحة لرئاسة النادي.. والرئاسة بحد ذاتها ليست المشكلة.. وإنما الأهم وجود المرشح الجاهز والمناسب للرئاسة.. وصاحب الكفاءة والتجربة والمشروع والخبرة والدعم المادي.. واعتقد أن العالمي مهما تبدلت الصورة.. وحتى في حال العسر واليسر.. ومهما تغيرت الخرائط على الأرض سيبقى منبعا لتفريخ النجوم.. ومخزنا للبطولات.
- وجماهير نادي النصر الوفية والصابرة.. أُصيبت بخيبة أمل واحباط بعد تصاعد الاهوال.. والنتائج السيئة هذا الموسم نثرت شحنة من الاستنكار وعدم الرضا على الرئيس والإدارة والمدرب واللاعبين.. وهذا حقها.. وسخط جماهير الاندية الكبيرة لن يتوقف إلا بعودة البطولات.. وليس الغرض من المطالبة بتغيير إدارة النادي من أجل تغيير الشكل و(الديكور) وإنما الهدف هو إيجاد الحلول والاصلاح.. ومعالجة الأزمة تبدأ بإزالة الركام.. ووقف تراشق الاتهامات.. ومنع انهيار فريق النصر والحفاظ على المصالح الاستراتيجية.. وإعادة انتاج وتنظيم فريق المستقبل بدعم من قوى شريكة ستواليهم في اندفاعاتهم لتحقيق المكاسب.. والحفاظ على السمعة والهيبة والموقع.. ومهما تباينت الرياح والحسابات في المواجهات الداخلية والخارجية سيبقى فريق النصر فوق كل الشبهات وسيعود ليحلق فوق هام السحب.. وإلى اللقاء.
