(بعض الطلاب إذا جاء يذاكر!! 40 بالمائة يغني! 10 بالمائة يعد الصفحات! 10 بالمائة يسب الأستاذ! مع 40 بالمائة لأعمال هامة أخرى كغسيل السيارة ومقاطع السناب، وفي الختام يقفل الكتاب ويقول: خلصت!... وينجح!)
هذه الطرفة- بغض النظر عن صحة نسبها المئوية- خطيرة وتحمل رسائل ذات مدلولات متعددة، ولذلك فهي بحاجة إلى تحليل وتفكيك، خصوصاً مع قرب بداية الاختبارات التي ستبدأ غداً في التعليم العالي، والأسبوع القادم في التعليم العام!
نبدأ بالطالب الذي يصنع مستقبله ويبني ثقته بنفسه من خلال هذه الاختبارات، والذي هو أعظم استثمارات الوطن إذا عرف مساره الصحيح وسار وفق هذا المسار!
أتمنى من العزيز الطالب ألا يذل نفسه لأربعة:
- زميله البليد الذي يكرر بمناسبة وبدون مناسبة: أنا ما تهمني الدرجة! أهم شيء النجاح! فلا يمكن أن يوجد بشر سوي لا يحب أن يكون من الأوائل في كل أمر من الأمور، ولكن، لكل داء دواء يستطب به، إلا البلادة أعيت من يداويها!
- المتشائم الذي يقول: ندرس! ندرس! وبعدين؟! التشاؤم نتيجة الفشل في الغالب، ووجود الناجح أكبر رد على كل فاشل!
- دعاة المذاكرة الجماعية، الذين يبدأ اجتماعهم بتحديد ما سيتم مذاكرته ثم ينحرف إلى مشاريع الزواج القادمة والمشاكل التي يعاني منها العالم الحر، حتى يأتي الاختبار وهم لم يتزوجوا ولم يحلوا مشاكل العالم ولم يحفظوا كلمة واحدة!
- تجار المخدرات الذين يسوّقون على الطالب أن حبة واحدة تجعله ممن طلب العلا فسهر الليالي، رغم أنه لم يتم مشاهدة مدمن مخدرات متفوقا منذ أن أنشئت المدارس والجامعات.
أختم بالـ 10% الذين يسبون الأستاذ! ولا أقول إلا: أعان الله رجال التربية والتعليم!
ولكني أتمنى من المعلم وعضو هيئة التدريس في الجامعة أن يكون اختبارهم ممثلا لصفات الاختبار الجيد التي هم أعرف الناس بها!
موضوعياً! يقيس ما وضع لقياسه! فلا تكون الأسئلة بحثاً عما بين السطور للتعجيز واستعراض العضلات على هؤلاء المساكين، أو كما يفعل بعض الدكاترة حين يركز الاختبار على آخر عشر صفحات في المذكرة التاريخية العتيقة! ولا يكون وسيلة للانتقام من طالب سيئ فتطبق القاعدة الغريبة العجيبة (الخير يخص والشر يعم!)!
وبالمقابل، لا يمكن أن يكون لإرضاء الطالب صغير السن بنجاح غير مبني على أسس حقيقية!
والأهم عزيزي الطالب! كن مع الله يكن الله معك!