في المملكة العربية السعودية كسائر الدول المجاورة، تتكون مجموعات فنية بهدف تنشيط الحركة الثقافية والفنية، وفي مملكتنا الغالية قد نفوق كل الدول من حيث عدد الجماعات الفنية. وأتذكر- حسب قراءاتي الفنية- أن هذه المجموعات منذ بداية الفن الحديث، حيث نشأت جماعة السورياليين، التي كان أحد أقطابها الفنان العالمي سلفادور دالي، وكذلك حال أقدم المجموعات الفنية في الخليج العربي التي كانت تحت مسمى أصدقاء الفن التشكيلي الخليجي.
ومن أبرز مؤسسيها الفنان عبدالرسول سلمان من الكويت والفنان يوسف أحمد من قطر والفنان عبدالرحمن السليمان ومنيرة موصلي وفهد الربيق من السعودية وأنور سونيا من عمان وبلقيس فخرو من البحرين.
ونتذكر تلك الحقبة الزمنية لتلك المجموعة التي كانت قمة في العطاء، ولم تكن تقبل أي فنان متوسط المستوى، بل كانت المجموعة سفيرا للفن التشكيلي الخليجي في العالم، وكان معظم السفارات لدول الخليج تساند تلك الخطوات بحب، وتدعمهم بحب.
واستمر عطاؤهم لسنوات عديدة، تزيد على العقود الثلاثة، وكنا ننهل من تلك التجربة الفنية، ونتعلم كيفية تنظيم تلك المعارض، والأجمل في تلك المجموعة الصداقة التي تربطهم حتى اليوم، فحينما أجد عبدالرسول سلمان أجد معه رفيق دربه يوسف أحمد.
أما في تجربتنا فنحن في المملكة كانت أولى التجارب المحلية مجموعة الرياض ومجموعة عشتاروت ومجموعة فناني مكة المكرمة، الأولى كان يحركها الفنان علي الرزيزاء وكانت المجموعة تتجه في نشاطها دولياً أكثر منها محلياً.
أما الثانية وهي مجموعة عشتاروت فقد انطلقت من القطيف في معرضها الأول في العام 1414هـ وتضم كلا من: الفنان علي الصفار والفنان عبدالعظيم شلي والفنانة حميدة السنان والفنانة خلود السالم والفنان عبدالعظيم الضامن.
وكَوَنت مجموعة ثقافية مُحبة للفن، فكانت تُعقد أمسيات دورية طوال العام، وكان معرضها الثاني في جدة، في المركز السعودي للفنون التشكيلية، بعدها ضعفت الجماعة تدريجياً حتى انتهت. وتم تأسيس جماعة جديدة جاءت نتيجة لزيارة الفنان عبدالله ادريس لمرسمي في القطيف واقترح تكوين المجموعة بمسمى «بين ماءين».
وتضم الفنان عبدالله ادريس وعبدالعظيم الضامن وعثمان الخزيم، وبعد المعرض توسعت الفكرة لتضم مجموعة من الدول المجاورة والمطلة على الخليج العربي، السعودية وعمان والهند، وبعد عدة محطات للمجموعة كانت بدايتها الخبر، ثم جدة والكويت، ثم في العام 1417هـ تأسست مجموعة جديدة بمسمى «أصدقاء الفن التشكيلي».
وقد ضمت نخبة من الفنانين التشكيليين والتشكيليات، وهم: فيصل المشاري ومنى النزهة وعبدالله شاهر وعبدالعظيم الضامن، وقدم للمجموعة الناقد محمد العباس.
وفي عصرنا الحاضر ازدادت المجموعات الفنية، إلى أن نرى في كل حارة مجموعة وفي كل بيت مجموعة، يقول البعض: ظاهرة صحية كثرة المجموعات، لكنها في الواقع عكس ذلك، فقد أصبحت تلك المجموعات تعيش العزلة، بينها وبين العالم، وتظن أنها قادرة على الفعل الثقافي وهي في معزل عن العالم، لذا ندعو تلك المجموعات الى عدم تحويل المجموعات لشلل لا قيمة لها في الإبداع... وللحديث بقية.