ظهر مقطع العم معيض الذي ضرب فيه أولاده، فتسابقت شركات وطنية -عندما اشتهر المقطع- إلى التكسب من الحادثة بالإعلان عن جوائز ومكافآت لأبناء العم معيض، وقد اشتكى الأب بعد ذلك أن ما أُعلن عنه كان مجرد تكسّب على حسابه وأولاده، وأنه لم ير اشتراكاً ولا تذكرة!
بعد النجاح المنقطع النظير لمقطع معيض، ظهر مقطع جديد أشد إيلاماً، فقد كان المُعنَّف هذه المرة طفلاً بريئاً يُضرب بلا خطأ ارتكبه، لقد ألبسه من ضربه شعار النادي الأهلي، ووجه إلى وجهه الرقيق ضربات قاسية، والصغير ينظر بألم وكأنه يقول للأخ الذي كتب سيناريو الدناءة بحثاً عن الهدايا: كم أعماك حب المادة فترديت!
نجحت الخطة القذرة، فأعلن رئيس أحد الأندية الرياضية في ردة فعل سريعة وغير مدركة للعواقب، عن مكافأة مالية للصغير ستذهب في الأخير للكبير، وتشجع على مزيد من الإيذاء للأبرياء، بل والتفنن في ذلك!
وبالتالي فالواقع الآن: إن كنت تريد الشهرة والمال فاضرب صغيرك، وليكن هذا الضرب مؤذياً؛ حتى تكسب مزيداً من التعاطف، ثم صوّر وانشر، وبعد أن يوضع وسم على «تويتر» بفعلتك، ثق أن الجوائز والمكافآت ستنهال عليك، ولن تعدم جائزة صادقة من بينها!
اللهم إني أعوذ بك من خلل الإدراك، والجهل الذي يؤدي إلى الإضرار من حيث أراد صاحبه النفع.
إننا بحاجة إلى أن نكون أكثر وعيا عند اتخاذ أي قرار ذي آثار متعدية، وتحتاج مؤسساتنا لأن تبتعد عن القرارات الفردية غير المدروسة، وأن تسعى للتكامل مع بعضها، بحيث نبني معاً، لا أن يبني طرف ويهدم الطرف الآخر، ومتى يبلغ البنيان يوماً تمامه، إذا كنت تبني وغيرك يهدم؟!
أيضاً يجب أن تحاسب المؤسسات التي تعلن عن مكافآت لأي كان، فهذه المكافآت من أموال المساهمين وليست من مال المدير ولا مال أبيه، وإلا لما دفع ريالاً واحداً!
أخيراً.. إن كانت مؤسساتنا المساهمة في كل وسم تويتري حريصة على الدعاية لاسمها، فنصيحتي لها أن تقوم بتفعيل مسؤوليتها الاجتماعية الحقيقية، ولتثق أنها بذلك ستنال دعاية شريفة تحقق لها مرادها، فمن بحث عن رضا الله رضي الله عليه وأرضى عليه الناس، ومن شجّع على الأذى كان شريكاً للمجرم في إجرامه.