لا شك ان البرنامج الذي طرحه صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، برنامج واعد يهم كافة أطياف وأجيال المجتمع... برنامج يحمل رؤية السعودية في عام 2030 ميلادي.. ذلك البرنامج هو من العلامات الفارقة والمهمة في تاريخ السعودية.
وهو استراتيجية ورؤية متفائلة ورائعة تشمل جوانب مختلفة اقتصادية وتنموية واجتماعية.
وتلك قضايا مهمة يحتاجها كل من يريد أن يصبح في مصاف الدول المتقدمة، بل وينافسها. والرؤية تعتمد على ثلاثة محاور وأهداف رئيسية هي مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح.
ومن بشائرها أنها ستوفر فرصا وظيفية واقتصادية أكثر، وستهتم وسترتقي بالصحة والتعليم.
وكذلك ستخفف من دهاليز التعقيدات البيروقراطية.. الوضوح والشفافية من سماتها، وكذلك سيكون هناك توسع وتوافر أكثر للخدمات الإلكترونية، وأيضا زيادة الاهتمام بقياس الأداء في القطاع العام.
وهذه المحاور والأهداف توفر أيضا حلولا كثيرة لقضايا أخرى مهمة للمجتمع.
ومن باب المشاركة في هذه الرؤية التي تحمل عبق الوطنية وروح الشباب، والتي خاطبتنا قائلة لنا: «لاجلك وضعنا رؤيتنا، فلتكن عونا لنا» وددت أن أقف معكم على بعض النقاط، منها:
أن قطار التغيير هو الثابت في الحياة وهو من سننها، ولا بد لنا من مواكبة واستيعاب ذلك الحدث والرؤية المهمة، فالعالم يتقدم بسرعة من حولنا مع هذا الانفجار المعرفي والتكنولوجي.
يقول بيتر دركر الملقب بأبي الإدارة الحديثة «منشآت الأعمال الحديثة مصممة كي تنتج التغيير».
إضافة إلى ذلك أن القدوة في التغيير أمر بالغ في الأهمية خصوصا حين يطبق على جميع فئات المجتمع وأطيافه لأن ذلك سيكون له أثر فعال في الإقناع والاستجابة، وانتشار المصداقية والإيمان بالرؤى المستقبلية.
إن لكل إستراتيجية أو تحول أو تغيير جذري شعارا قويا وجذابا، يحمل بين طياته عمقا في المعنى، حتى يذكرنا كلما فقدنا التركيز أثناء السير نحو الهدف والرؤية. ولذلك لا بد أن يكون متواجدا وباستمرار في كافة الوسائل الإعلامية الحديثة والتقليدية.
وأعتقد أن شعار 2030 «السعودية..العمق العربي والإسلامي» يحمل بعدا شموليا وقيميا وتكاتفيا.
من النقاط المهمة أنه لا بد من التفاؤل وبناء الثقة في هذه الاستراتيجية الكبرى، فالإيجابية في التفكير هي الحل الأمثل والناجع حيث إن السلبية والتشاؤم هما أول أبواب المثبطات للنفوس والإرادة.
ولذلك كان حبيبنا عليه الصلاة والسلام يحب الفأل الحسن ويكره الطيرة (التشاؤم).
ومن النقاط المهمة أيضا عدم استعجال النتائج، لأن النتائج ستأتي لا محالة حين يكون العمل مدروسا ومنظما علميا وعمليا.
ولا شك أن السير بخطى وخطط ثابتة مستمرة خصوصا في الاستراتيجيات الكبرى هو الأسلوب الفعال على مبدأ: قليل دائم خير من كثير منقطع.
إن الرؤى والخطط الاستراتيجية الكبرى تعتمد كثيرا على الوثوق بروح التعاون من قبل كافة شرائح المجتمع لأنها كالسفينة التي يراد تغيير مسارها، والتي لا بد فيها من روح الفريق المجتمعي، فكل من هو على السفينة له دور مهم فيها مهما صغر أو كبر ذلك العمل الذي يقوم به. بالإضافة إلى أن فئة الشباب والذين يشكلون نسبة كبيرة من المجتمع في تلك السفينة لا بد أن يعي جيدا تلك الرؤية، حيث إن ما يبنى اليوم هو لها وإليها لأنهم سيعيشون نورها وسيقطفون ثمارها.
أن تكون لنا رؤية واضحة وواعدة، فذلك هو بداية معرفة الطريق.. أن نصل إلى القمة، فذلك هو الإنجاز والنجاح الذي كلنا نسعى إليه ونتمناه. وسنصل إليه إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا.