DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

السعودية ومواجهة إيران.. التنمية بدلاً من الحروب

السعودية ومواجهة إيران.. التنمية بدلاً من الحروب

السعودية ومواجهة إيران.. التنمية بدلاً من الحروب
أخبار متعلقة
 
في زمن الرئيس المصري السابق محمد مرسي، زار الرئيس الإيراني أحمدي نجاد القاهرة وزار الأزهر الشريف. لم تقبل الزيارة من الجمهور المصري العريض. كانت برأي كثيرين تسليماً لرقبة مصر لإيران الدولة الأكثر ازعاجا للأمن القومي العربي، وتبع ذلك امتداد ايراني وتحكم في مصائر العراق وتغول في اليمن مع وجود على الأرض السورية، فأتى زمان على المنطقة لا أحد يقول فيه لإيران لا، حتى هبت المملكة العربية بوعي وإدراك عميق لمعنى الهيمنة الإيرانية وبدأت حرب الاستعادة لليمن، والتي وضعت لايران حسابات جديدة غير التي كانت تفكر بها بالنسبة لعودة احلامها القديمة وهيمنة الولي الفقيه على شعوب المنطقة. وذات مرة حدثني المستشار غير المعلن لوزير الخارجية الإيراني عبد الأمير موسوي ومدير مركز الدراسات الإستراتيجية والذي رافق الدكتور محمد جواد ظريف في زيارته لعمان في العام 2014 قائلاً: «لقد كانت أحد التصورات لرحيل المتطرفين ومعهم داعش إلى جزيرة سيناء لإقامة دولة فيه، لكن هذا الخيار لم ينتصر، وكذلك لم ينتصر خيار إقامة دولة غرب العراق. وقد نرسلهم إلى جنوب الصحراء الافريقية أو وسطها»، هكذا كانت رؤية إيران لسيناء وللتطرف وهي ترى وفق هذا الكلام أنها معنية وحدها بتسوية الملف الارهابي، وانها هي من تحرك قوافل التطرف. إيران التي وجدت لها بوابة عبر جنيف في الاتفاق النووي مع الغرب، ابقت على تعنتها في بوابة جنيف السورية، وكان لها أن تبقي على هذا التعنت كي تواجه الارباك الروسي لها، والذي فرضه على طبيعة وجودها في الساحة السورية، لكنها في الحركة الدبلوماسية السعودية وفي الهبة السعودية لإنقاذ المنطقة منها تواجه اليوم الكثير من التحديات، حين تفوت المملكة عليها فرصة التفرد بمصائر الاقليم وتعيد سياسة الملك سلمان وبجهود وليّ العهد الأمير محمد بن نايف ووليّ وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان المنطقة إلى حسابات مختلفة عن التي بنتها ايران مع حلفائها وبما في ذلك تفاهمها مع الغرب وامريكا. أما مصر والتي خرجت من حكم الإخوان وما زالت تعاني الكثير من المشاكل وبخاصة على المستوى الاقتصادي، فكان لا بد من الوقوف معها، وهكذا كان عنوان الزيارة التاريخية للملك سلمان لمصر، زيارة انتشلت مصر من فخ الاقتصاد ومعضلة التطرف والفقر عبر مشاريع تنموية كبرى أبرزها انشاء جامعة الطور بقيمة 250 مليون دولار. وهناك المشروع القاري الكبير المتمثل بالجسر البري بين مصر والسعودية، ومشاريع الطاقة، ولكن كيف انتبهت السعودية لأهمية دعم مصر تنموياً؟ كيف لها أن تقود عملية استقرار اليمن وإعادة البناء بإقليم يكاد يقع بأيدي إيران جنوبا، وتمد يد التعاون بأوسع ما يمكن مع الشمال سواء مصر في المقدمة ويليها الأردن والتي لم تبخل عليها المملكة دوماً بشيء، برغم المحاولات المتكررة لإدخال الشوائب للعلاقات بين البلدين، ومعهما الدعم السعودي للمغرب الشقيق والدخول أكثر إلى وسط أفريقيا لمواجهة أطماع إيران أيضا. صحيح أن مصر غير الأردن وارتخاء مصر يسبب مشكلة كبيرة للمنطقة كونها تكاد تحاول التعافي من أضرار الربيع العربي وحكم الإخوان. لكن الحضور السعودي في مصر اليوم ليس طارئاً، فالسعودية وقفت تاريخيا مع مصر وهي دوما في سجل الزيارات الملكية السعودية منذ زيارة الملك عبدالعزيز لها عام 1946 ثم كان الملك سعود أول زعيم عربي ورئيس دولة يزور القاهرة بعد ثورة 23، وكان الملك فيصل الأكثر زيارة لمصر بين ملوك العرب، وفي عهد الملك فهد انتقلت العلاقة بين الدولتين إلى سقف جديد في التعاون والدعم، ومع الملك عبدالله بن عبدالعزيز كانت مصر همه الأول وبخاصة وهو يراقب تفكك المنطقة فدعم التحول السياسي بها بشكل كبير، وها هي علاقة الدولتين تتوج مع الملك سلمان إلى وجهة جديدة عنوانها التنمية وإسعاد الانسان المصري وابقاء مصر شوكة في وجه كل من يحاول المساس بأمن الاقليم، وهذا من باب أن المملكة تدرك أن بقاء مصر واقفة وصلبة لا مناص منه، بل هو مهمة كبرى كي لا تتدحرج المنطقة نحو الهاوية. نعم أدخل مرسي نجاد إلى الأزهر، وأدخل مصر كلها آنذاك في جبة الولي الفقيه، لكن الدولة المصرية العميقة كانت تعارض ذلك، واليوم في عهد الرئيس السيسي فتحت قاهرة المعز أبوابها للملك سلمان بن عبدالعزيز بما يمثل من منزلة ومكانة كبيرة ويزور الأزهر والبرلمان وجامعة القاهرة بما يليق لحاكم وازن، ورجل كبير يدرك أن حماية الجار قبل الدار ومصر جارة كبيرة، وهو العارف والعالم بأن التنمية هي الحل في دول المنطقة وأن مواجهة التطرف لا تتم فقط بالحروب، بل هناك خيارات أخرى على رأسها تنمية الدول والمجتمعات. في السياسة السعودية اليوم مواجهات ذات أشكال عديدة. ولعل أبرزها توجيه الدعم السعودي للدول التي تستحق وقد أنفقت المملكة العربية السعودية طوال تاريخها الكثير من الدعم للأشقاء العرب. وكان لها أن تنتبه قبل أشهر إلى أن دعمها في لبنان لم يفد كثيرا وظلت تهاجم من هذا البلد الذي بذلت الكثير فيه ومن أجل شعبه، وكي لا يضيع لقمة سائغة بين فكي إيران، فقد اتخذت سلسلة اجراءات لتقليم الحضور الإيراني وانصار حزب الله في دول الخليج، وهي اليوم تدرك أن مصر تستحق الدعم، وإن إعادة محور الرياض عمان القاهرة ممكنة- مع الالتفات بشكل دقيق لأهمية الجار التركي- وقد دعمت المملكة الأردن سابقاً، وما زالت تنسق معه وتدعمه في مواجهة مشاكله الاقتصادية، والأردن بالنسبة للمملكة هو الكتف الشمالي الذي يحتاج للمزيد من الدعم وفي مصر والأردن اجماع كامل واحترام لدور المملكة العربية السعودية في حفظ أمن المنطقة وفي مساعدة شعبي البلدين لمواجهة التحديات. وفي زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للأردن واللقاء مع الملك عبدالله الثاني في العقبة بعد زيارة الملك سلمان للقاهرة، رسالة واضحة تضمنها البيان المشترك الذي صدر من العقبة والذي أكد على رفض سياسة إيران في المنطقة، وما هو إلا تأكيد على أن السعودية ترى الأردن ركناً مهماً في منظومة الأمن الخليجي وأمن البحر الأحمر وأن أقاويل البرود في العلاقة غير دقيقة وليست صحيحة، بين بلدين لهما تعاون اقتصادي وسياسي وأمني مشترك وجذور من التاريخ المديد والهوية الاجتماعية المتشابهة.