الزيارة الميمونة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لجمهورية مصر العربية، تعتبر ناجحة بكل المقاييس في توقيتها ونتائجها الباهرة لمصلحة البلدين الشقيقين.
إلا اننا سوف نستعرض اتفاقية إنشاء جامعة الملك سلمان كونها تهدف الى تطوير العنصر البشري، في منطقة سيناء، التي هي بأمس الحاجة اليها في مدينة (الطور) التي تتمتع بمكانة دينية وروحانية كبيرة، فقد ورد ذكرها في القرآن الكريم فقد كلم الله عز وجل فيها النبي موسى عليه الصلاة والسلام قال تعالى: «فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى».
فهذه الجامعة يحقق إنشاؤها أهدافا عظيمة لمنطقة شبه جزيرة سيناء من الناحية التعليمية والاقتصادية والاجتماعية والسياحية والثقافية، بالإضافة الى منع الإرهاب في هذا الجزء الغالي من جمهورية مصر العربية بمحاربة التطرّف وحلّ مشكلة البطالة بها.
من المقرر أن تكون من اكبر الجامعات ليس في مصر بل في القارة الأفريقية، حيث تقع على مساحة تقدر بـ (205) أفدنة بمدينة الطور بسيناء، وتضم عددا من الكليات من بينها السياحة والهندسة والطب والثروة السمكية والتعدين، وسوف تستكمل بقية الكليات حسب خطة مجدولة.
كذلك سيتم بناء مدينة جامعية لسكن هيئة التدريس والطلبة المغتربين، وقد روعي في تصاميمها ان تكون من احدث المدن العصرية من ناحية المباني والبنية التحتية اللازمة للمدينة. من طرق وميادين وحدائق ومرافق تعليمية وصحية وأمنية وايصال المياه وتصريفها.
هذا ويقدر تكاليف إنشائها بمبلغ (2.5) مليار وسوف يبدأ العمل فى الإنشاءات الداخلية فى شهر مايو المقبل. علماً انه تمَّ إنجاز بناء السور والبوابات الخارجية.
جدير بالذكر أنه قد تمَّ اعتماد مشاريع تنموية أخرى لتطوير شبه جزيرة سيناء عبارة عن مدينة متكاملة سوف تضم بالاضافة للجامعة وحدات سكنية ومدينة صناعية وميناء بحريا، كما ستتم زراعة نحو 10 آلاف فدان، ناهيك عن المردود الكبير لجسر الملك سلمان وما سوف يعود به من النفع على شبه جزيرة سيناء.
نعم انه عصر الحزم في عهد ملك الحزم الذي عرف لمصر أهميتها كدولة كبرى في المنطقة وان إقامة علاقات وطيدة معها يَصُب في مصلحة البلدين خاصة، والعالم العربي والإسلامي عامة، نتطلع بشوق لرؤية المشاريع التنموية، بما يعود بالخير والاستقرار على الشقيقة الكبرى جمهورية مصر العربية.