نمر الآن بصحوة اقتصادية وفكرية في مؤسسات الدولة المدنية، ولئن تكن هذه الصحوة متأخرة، فهو خير من ألا تكون. انتظرناها طويلاً لتخرج لنا بعباءة برنامج التحول الوطني والذي يعتبر امتداداً لخطة التحول المعرفي. عن نفسي متفائلة جداً فالحراك الشبابي الجاد مع العزم والحزم سيغير الكثير من المعادلات داخلياً وخارجياً، ونحن في هذه المرحلة بحاجة أن نكون على خط حسابي واحد، فلا يمكن حقيقة لأبسط خطة وإن كانت تشغيلية وليست بحجم الخطط الإستراتيجية أن تنجح دون أن نشرك جميع المؤثرين والمتأثرين بها، ودون أن نتشارك في معرفة أبعادها وهذا هو أساس العمل في الحكومات التي أثبتت نجاحها. المفاجآت للمواطنين في الفترة الأخيرة والمدعومة بتصريحات قد لا تكون استفزازية بقدر ما هي سلبية، أثرت -دون شك- في ثقة المواطن بقدرة عدد من المؤسسات الحكومية على صناعة واتخاذ القرار، وهذا كان مربط الفرس في التراجع عن التنفيذ، وقد يكون المربط لأيامنا المقبلة ان استمررنا في تهميش ايجابيات إشراك المواطنين في صناعة القرار. في برنامج التميز التابع لإمارة دبي تفاجأت بالعديد من الأفكار الجميلة، وأهمها: التحول من خدمة المستفيد كشخص لخدمة الفكر كمبدأ، ودبي قد لا تكون من الدول التي بحثت عن السعادة كمكمل لحياة نوعية، فقد سبقتها لذلك العديد من الدول التي لا تعادل اقتصاداتها ربع اقتصادنا.
جهود ومشاريع المجلس الاقتصادي والتنموي بقيادة سمو ولي ولي العهد، لا يمكن التقليل من أهميتها، أو من حاجتنا لها، لا سيما الإعلان عن تقليل الاعتماد على النفط، وتحول أرامكو لشركة صناعية، والذي يعد دعماً لمسار التحول لاقتصاد قائم على المعرفة واستمرارا للرفاهية الحقيقية، وهو أملنا جميعاً في الإعداد لما هو آت، وما زلنا نأمل لكل خطط الدولة وجهود مؤسساتها ووزاراتها النجاح؛ لأن نجاحها هو تحقيق لتطلعات واستحقاقات المواطنين، لكننا أيضاً ننادي بدراسة أوضاع المواطنين، وما يعنيه التدرج في تطبيق سياسة الترشيد؛ تحقيقاً لمفهوم الأمن الفكري الشامل الاجتماعي والصحي والغذائي، كما ورد في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا»، وليكن الجميع في بوتقة نجاح واحدة دون أن نضطر للتراجع خطوة واحدة للوراء.
سنحتفل يوم الأربعاء في الشرقية (بملتقى الكتاب السعوديين في نسخته الثانية)، بإشراف نادي المنطقة الشرقية، بحضور ما يزيد على خمسين كاتبا وكاتبة مقال؛ لمناقشة الأحداث الوطنية الكبرى والأحداث الثقافية، طرفي الصحوة الجديدة. الفرصة التي انتظرناها طويلاً مع بزوغ فجر إدارة النادي بالمنطقة الشرقية، كعلامة مؤثرة في فكر المنطقة. جهود نأمل لها أن تسهم في توحيد أقلام الكتاب تجاه مسؤولية القلم لمواجهة وسائل التواصل الاجتماعي والنقد الهادم لأحلامنا وخططنا، الحلقة التي لا يمكن أن تكتمل دون افصاح ومشاركة بين مؤسسات الدولة والأقلام الوطنية.
▪▪▪
ما ارخصتك لجل غيرك طبعي ما الحقك واجيك
ان رحت ياكثرهم غيرك وان جيت ياكثري عليك