DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

العباءة الإيرانية تغزو مؤرخي النفط!

العباءة الإيرانية تغزو مؤرخي النفط!

العباءة الإيرانية تغزو مؤرخي النفط!
أخبار متعلقة
 
أثناء نقاش اقتصادي مع صديق مقرب وزميل دراسة في اليابان وخبير باقتصاديات اليابان والعالم الأستاذ «فهد عبدالله البدراني» لفت انتباهي مشكورا إلى معلومة مهمة جدا عن كاتب ذلك المقال السافر الذي نشر أكاذيبه في صحيفة «نيويورك تايمز» على أن المملكة العربية السعودية تستخدم سلاح النفط لمصالحها واتهم فيه المملكة بإسقاط الاتحاد السوفييتي. والذي تم الرد عليه بفضل الله يوم الأحد الماضي في جريدة اليوم. لفت انتباهي الأستاذ عبدالله الى أن هذا الكاتب هو أحد الكتاب المعروفين بموالاتهم لإيران، وهو مؤلف كتاب «ملوك النفط» {(The Oil Kings) أو «كيف غيّرت الولايات المتحدة وإيران والسعودية ميزان القوى في الشرق الأوسط» وهو المؤرخ النفطي د. أندرو سكوت كوبر، محلل، وخبير في شئون الطاقة، وكان قد سبق له العمل في الأمم المتحدة، و «هيومن رايتس ووتش». وتفاجأت أن ذلك الكتاب وجد صدى واسعا في أنحاء العالم وأجرت كبريات جامعات العالم المقابلات مرحبين بهذه الأكاذيب ومع الأسف لم يرد على هذه الأكاذيب إلى الآن أحد، حيث أن هذا المؤلف المغرض الذي هاجم المملكة بنى مجده على أكاذيب وافتراءات على المملكة العربية السعودية صاحبة الفضل على العالم أجمع. نشر كتابه الذي هاجم فيه المملكة عام 2011، في ذروة العقوبات الاقتصادية على إيران، حيث اتهم فيه المملكة العربية السعودية زورا وبهتانا -كما أوضحنا في مقال الرد يوم الأحد الماضي- بأن سياسات المملكة النفطية هي السبب وراء سقوط الاتحاد السوفيتي أواخر الثمانينيات، وهي أيضا وراء سقوط الدولة البهلوية ونظام شاه إيران في أواخر سبعينيات القرن الماضي. ذلك الكتاب الذي ألفه «كوبر» في عام 2011 وسعى من خلاله بكل ما أوتي من جهد أن يثبت زورا استخدام المملكة العربية السعودية لسلاح النفط لإسقاط «شاه إيران». ظل هذا الكاتب يستخدم أسلوبه الهجومي الهمجي على المملكة ليثبت: أن التاريخ سيعيد نفسه، وأن المملكة ستستغل النفط لتسقط إيران بنفس السيناريو السابق، وربما أوهم البعض مع تزامن وحساسية الوقت وبعض التحولات الإقليمية والدولية في المنطقة، وما تعلمون به من أن إيران تغرد خارج السرب، وتسخر من محاولات اتفاق تجميد النفط بين الدول الأعضاء وغير الأعضاء في منظمة أوبك. سبحان الله... لكم أن تتعجبوا كيف يوظف الإعلام الغربي للنفط جميع مؤهلاته ومتراكم خبراته ليوهم متابعه والقارئ المسكين عبر سرد معلومات وأحداث أشبه بظلمات بعضها فوق بعض: أن المملكة العربية السعودية قد استخدمت سلاح النفط في أواخر سبعينيات هذا القرن لتسقط شاه إيران وتنهي الدولة البهلوية التي استمرت من عام 1925 حتى عام 1979. وبنفس العبثية يحاول الكاتب أن يرسخ لدى متابعيه: أن المملكة العربية السعودية هي التي أسقطت الاتحاد السوفييتي أواخر ثمانينيات القرن الماضي بنفس السيناريو ونفس السلاح، وأتت على النظام الشيوعي الذي استمر من عام 1922 إلى 1989. جهد بائس جاء في صورة محاولة يائسة لمواجهة تحديات الحاضر بتزوير حقائق الماضي وتبديل أحداثه.. وبالتالي يعتبر أصحاب مثل هذه الأقلام المرتزقة على فتات عمائم إيران عاجزين عن فهم الحاضر، وغير مؤهلين لمواجهة المستقبل.. فضلا عن استقراء الماضي وفهم دروسه فكل «ما بني على باطل فهو باطل». وبهذا الهجوم على المملكة يحاول هذا القزم المغرض وغيره من الأقلام المستأجرة المحسوبة على النظام الإيراني أن يربط الأحداث التاريخية السابقة بطريقة مضللة، ويرجع بالتاريخ إلى الوراء.. ليروج أن الأحداث السياسية في السنوات الأخيرة قبل سقوط الشاه والعوامل الاقتصادية التي أدت إلى زعزعة العلاقات بين طهران وواشنطن ثم أخيرًا دور المملكة العربية السعودية في خفض أسعار النفط في نهاية عام 1976 مما أدى إلى انهيار الاقتصاد الإيراني واشتعال الثورة التي أطاحت بنظام الشاه.. كل ذلك يزعم كذبا أنه بسبب سياسات المملكة النفطية ( مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً ). والجدير بالذكر أن الكتاب يوثق كاتبه فيه فترة السبعينات بطريقة مثيرة، ولكن بتزييف للحقائق ظاهر وتركيز على تجيير وتحوير كل الأحداث لتكون خدمة لمصالح أولي نعمته إيران من سرد للقصص المفتعلة كما نص الكتاب (تمرد شاه إيران في محاولته لرفع أسعار النفط، مما يؤثر على الاقتصاد العالمي، ودور المملكة العربية السعودية «القوي» في تعاونها مع أمريكا في إفشال محاولة شاه إيران برفع أسعار النفط) .. ويوزعون ذلك بأنه «تسبب في اهتزاز الاقتصاد الإيراني لهشاشته وسقوط شاه إيران، وإنهاء النظام البهلوي الحاكم وقيام ثورة الخميني، ووصول النظام المتطرف للحكم»، وهذا ما نص الكتاب عليه.... وبالعودة إلى الحقائق فإن أسباب سقوط الدولة البهلوية بعيدا عن مماحكات السياسيين ونظريات المؤامرة، مع الأخذ في الحسبان أن الثورات الكبرى السابقة في فرنسا (1789م)، وروسيا (1917م)، وإيران (1979م)، كانت مسبوقة بأزمات مالية. والرد على هذا الكتاب المضلل للحقائق يتلخص في الآتي: أولا: المؤلف أشار الى أنه مع بداية عام ١٩٧٧ انخفضت مبيعات النفط الإيراني بحوالي مليوني برميل يومياً وهذا غير صحيح، حيث نرى في (الشكل رقم 1) أن إنتاج النفط الإيراني لم يتناقص إلا بعد سقوط الشاه وسقوط النظام البهلوي.. وقد غلط المؤلف أو غالط عندما أشار في نص الكتاب إلى أن «الاقتصاد الإيراني عانى من انخفاض الأسعار منذ بداية شهر يناير من عام 1977، وأن عملية إغراق الأسواق العالمية بالنفط هي التي أدت إلى اضطرابات داخل الأسواق والتي كانت بدورها السبب الرئيس في خفض إنتاج النفط الإيراني بنسبة 38%، وبالتالي تقلصت العائدات والإيرادات المالية من النفط»!!! أين هو ذلك الانخفاض في إنتاج النفط في عهد الشاه؟؟!! فالحقائق تثبت عكس ذلك.......! ثانيا: المؤلف أشار إلى أن الثورة الإسلامية في إيران كانت ثمرة غير مقصودة للضربة القاضية التي وجهتها المملكة العربية السعودية للشاه في اجتماع أوبك في الدوحة (ديسمبر 1976)، حيث منعت ارتفاع اسعار النفط مما ضاعف المشكلات المالية في إيران. وهذا عار عن الصحة تماما.. حيث إن قرار اجتماع أوبك في الدوحة لم يؤثر على أسعار النفط البتة كما هو واضح في (الشكل رقم 2) فإن أسعار النفط ظلت ثابتة منذ منتصف السبعينات إلى قيام الثورة الإيرانية في نهاية السبعينات، والتي تسببت في نقص إمدادات النفط من إيران وبالتالي الى ارتفاع حاد في أسعاره. ثالثا: ذكر الكاتب أنّ المتسبب الرئيس في الأزمة المالية الإيرانية التي أدت إلى سقوط الشاه هو سياسة أمريكا المدعومة من المملكة العربية السعودية، والتي رفضت بدورها في اجتماع منظمة أوبك في شهر (ديسمبر 1976م) بالدوحة اقتراح إيران برفع الأسعار. إدعى المؤلف هنا أنّ المملكة صرحت في ذلك الوقت على لسان وزير نفطها أنها ستُبطِل أي تأثير لرفع الأسعار وذلك عبر إغراق الأسواق العالمية بنفط رخيص. وهذا التضليل مغاير للوقائع الحقيقية، ذلك لأن مستويات إنتاج المملكة من النفط ظلت ثابتة نسبيا ولم يكن هناك ارتفاع حاد في الإنتاج إلا بعد الهبوط الحاد في إنتاج إيران بعد الثورة الإيرانية التي خفضت امداداتها للنفط بشكل كبير كما هو مبين في (الشكل رقم 3). رابعا: أورد المؤلف أنه في صيف ١٩٧٧ زاد معدل التضخم غير الرسمي في إيران بين ٣٠، ٤٠٪ بينما انخفض الإنتاج الصناعي بنسبة ٥٠٪ بعد أن قامت المملكة بفرض خفض أسعار النفط؛ مما أدى إلى حدوث الأزمة المالية التي زعزعت استقرار الاقتصاد الإيراني، وأضعفت قبضة الشاه على السلطة وعجلت بسقوطه. وهذه النقطة تثبت بطلان ادعاءاتهم على المملكة وليس العكس حيث إن «شاه إيران» قد تمنى بالفعل رفع سعر النفط لكي يتمكن من تمويل ميزانيته التنموية الضخمة، وبرنامجه الهائل للتسلح، ولكن أسعار النفط لم تكن هي السبب الأساسي لسقوط الشاه حيث إن أسعار النفط كما أسلفت ظلت ثابتة والواقع: أن الفساد، وطموحات الشاه، والمبالغة في التسليح، جعلته لا يحسن تقدير المواقف ولا يبصر المآلات؛ حيث كان ينفق ما يفوق عائداته النفطية بكثير. وهنا جهل المؤلف أو تجاهل أن هذه المعطيات كانت سببا في نفور الشعب الإيراني وزيادة غضبه كما كانت سببا أولياً في ارتفاع مستوى التضخم، وجنون الأسعار، وتنامي نسب البطالة، وانقطاع الكهرباء. وهنا يجب ألا ننسى أن الشاه أهمل غليان شعبه، والفساد المالي، وركن إلى علاقته مع «كيسنجر»، وما علم أن «بيل سايمون» وزير الخزانة، «ودونالد رامسفيلد» وزير الدفاع قد أضمرا له ما يسوؤه.. وكما قيل: من خانه ثقاته فقد أوتي من مأمنه. يا نائم الليل مسرورا بأوله إن الحوادث يطرقن اسحارا ولذلك لم تجدِ شيئاً التعهدات الأمريكية بالتزامها نحو حماية النظام البهلوي وصارت كمواعيد عرقوب........ صارت مواعيد عرقوب لها مثلا وما مواعيدها إلا الأباطيل فليس تنــجز ميعادا إذا وعدت إلا كما يمسك الماء الغرابيـل وفي النهاية كان لابد إلا ان نرد على هذا الكاتب المغرض عندما ذكر صفقة (كيسنجر) مع المملكة العربية السعودية بشأن الأسعار وأنها تشمل إيقاف أو تحجيم النفط المصدّر من إيران، لإضعاف الموقف الإيراني الداعي إلى رفع الأسعار عن طريق خفض أسعار النفط، والتي انعكست بالتالي على الإيرادات المالية للحكومة الإيرانية مما أدى إلى إضعاف موقف حكومة الشاه ومن ثم سقوطها. ولم أجد صعوبة بمكان أن أرد على هذه الأباطيل لأن مصدرها الكذب ممن لديه استعداد أن يكذب كما يتنفس .. أيها الكاتب كتابك يفتقد للتوثيق، وكلمة «ويكليكس» ووثائقها أصبحت تستخدم بدون إحالة موضوعية، لهذا كان الأجدر بك ذكر الأرقام والإحصائيات.. وذلك لأن كل الذي ذكر عن مؤامرة المملكة العربية السعودية مع أمريكا لإسقاط نظام الشاه إنما هو قصص وأضغاث أحلام لا تمت إلى الحقيقة بصلة كما أثبتت الأرقام والإحصائيات التي ذكرتها سابقا. وكما أوضحت سابقا فإن تاريخ انتاج المملكة العربية السعودية للنفط وسياستها الحكيمة المشرفة يتنافى ومزاعم المؤلف بأن المملكة أسقطت النظام البهلوي أو النظام الشيوعي والكل يعرف حق المعرفة أن سياسات المملكة العربية السعودية لا تمت بالمؤامرات بصلة! ويتنافى أيضا مع تاريخ أسعار النفط التي لم تتأثر بقرار اجتماع أوبك في الدوحة الذي كان قاصمة الظهر كما زعموا. وفي النهاية نتساءل جميعا: من الذي أخلف وعوده بحماية نظام شاه إيران؟؟ ومن الذي تأخر في إرسال المساعدات المالية لنظام الشاه الذي كان بحاجة لها بعد الأزمة المالية التي كانت قد تفاقمت أكثر، مما أدى إلى الإعلان عن ميزانية انكماشية قاسية أدّت إلى ارتفاع معدلات البطالة وزيادة الاضطرابات التي ساعدت في غليان الشارع الإيراني ونزول الملايين للمناداة بسقوط الشاه وحكومته؟؟ ونهاية نسأل من الذي خطط، وسهل رجعة الخميني إلى طهران بعد نفيه: (عام 1964) لبث الفتنة والصراعات في المنطقة. المواطن السعودي الوفي تحتم عليه تحولات المنطقة ومثل هذه المواقف المنحازة أن يقف صفا واحدا مع قيادته الحكيمة ضد هذه الحملات التي تديرها عمائم الصفوية من إيران فيكشف زيفها ويعري مرتزقتها أمام العالم...وليكن كما قال الأول... لئِنْ كنتُ مُحْتاجاً إلى الحِلْمِ إِنَّني إِلى الجَهْلِ في بَعْضِ الأَحايينِ أَحْوَجُ ولِي فَرَسٌ لِلْحِلْمِ بالحِلْمِ ملْجَمٌ ولِي فَرَسٌ للْجَهْلِ بالجَهْل مُسْرَج