DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

غلاف المجموعة

القصة القصيرة ظلمت.. والترجمة لغة وسيطة تجعل المعرفة تبادلية

غلاف المجموعة
غلاف المجموعة
أخبار متعلقة
 
حقق السرد في الكويت مكانة على خارطة الإبداع في العالم العربي وبرزت أسماء كويتية فاعلة وحاضرة سرديا في كل المحافل والمهرجانات الثقافية في العالم العربي وهناك أسماء اصبحت بارزة وحققت حضورها من خلال انتاجها الإبداعي ولعل تجربة الروائي الكويتي سعود السنعوسي والحاصل على جائزة البوكر وكذلك القاصة الكويتية إستبرق أحمد عبرتا عن الأصوات السردية المهمة في المشهد السردي الكويتي والخليجي من خلال تجربتهما القصصية والروائية فالكاتبة استبرق احمد انفردت بالاحتفاء بالكتابة عن الكائنات الصغيرة والمخلوقات المهملة.. (الجسر الثقافي) حاور القاصة للتعرف على المشهد القصصي في الكويت والإطلالة على تجربتها الإبداعية. لاعبات الأكروبات ¿ كيف توفق القاصة استبرق احمد في كتابتها القصصية بين عملها القانوني وتجاربها الانسانية؟ -تقف كشأنها في المحاولة، في الموازنة بين خطوط تتقاطع تارة وتتباين تارة أخرى. تقف على خط أثير هو خط المواءمة بين الأشياء، حبل مشدود تعرف المشي عليه، ترثه من كل النساء اللاتي يعرفن "كلاعبات الأكروبات" كيف يقفزن بين وظائف متعددة يعشنها في اليوم الواحد، وتعرف أن تحررهن في انتقالاتهن بين مهامهن الحياتية هو أيضا ما يجعلها كأي كاتبة تدرك أن كل المهام والوظائف.. والحيوات مستباحة لديها سواء عبر نماذج يقدمها لها عملها الروتيني أو تنبت في خيالها لتستكمل شذرات تبحث عن حكايتها في نص. الإحباط والتجديد ¿ قلت (إن لم يستطع الكاتب أن يقول شيئا مختلفا على أي مستوى من المستويات من تجاربه فهو أمر مؤسف ومحبط) كيف تفسرين ذلك؟ -لا أتذكر السياق الذي ذكرت ضمنه هذه الجملة، لكن أظنني قصدت ضرورة تحقيق كل تجربة جديدة للكاتب شيئا من الاختلاف والتنوع في نتاجاته وإلاّ فإنه سيخسر متابعيه من القراء إن لم تكن كل تجربة تحقق قفزة مختلفة ومحكمة عن سابقتها، حتى بالنسبة للكاتب يفترض أنه أمر محبط لأنه لا يجب أن يقنع بالثبات أو السباحة ضمن السائد. الكتابة والسفر ¿ تكتبين أكثر في السفر –كما صرحت- هل التأثير لتغيير الأمكنة أم فسحة الزمن التي يعطيها السفر؟ -كلاهما إذ انني أرتاح بتغيير الأمكنة وأسعد بوقت أغوص به كما أشاء، ففي السفر كل أحمال المسؤولية والارتباطات السابقة غير معترف بها، هكذا تنتعش عوالم أخرى، ريانة ولامعة تتراءى فيها أفكاري، تجعلني قادرة على استقبال التفاصيل بصورة أكثر كثافة ـ فتنصف انتظاراتي، لايعني ذلك أنني فقط اكتب في السفر، لكنني فيه أكثر وفاء وقدرة على الاستجابة لنداءات الكتابة مهما تعددت. الصورة القاتمة ¿تحتفين بالكائنات الصغيرة والمخلوقات المهملة في تجاربك.. لماذا تكتبين في هذه المنطقة تحديدا؟ -أنت محق، أحتفي بها وأجعلها تنتقم لنفسها من الصورة القاتمة التي همشتها بها الحياة، لأجعلها الأكثر التماعا في نصي، الأشياء التي نحبها غالبا نترك لها المساحات، ونسمح لها بالتألق، لذا تلك المنمنمات الصغيرة، الهامشية، التي تسمح لي بصناعة نصي كيف لا أحبها وأجعلها شاهدا عظيما له قدرته الفائقة على رواية أي حدث. عائلة الكتابة ¿ هل تأثرت بالجيل السابق من الكاتبات الكويتيات؟ ومن أبرز الكتاب العرب والعالميين الذين أثرت تجاربهم فيك؟ - سأقول لك إجابة معتادة من النوع "الكلاشية الفاخر" وهي أن كل الكتاب والكاتبات هم عائلتي الكبيرة التي أثر العديد منهم بي في سيرهم ونصوصهم، لكنهم أفراد تتراوح أهميتهم وقرابتهم كل يوم لكن لن يصل أي منهم ليمثل أبا أو أما خالصين لي بالكتابة، ذلك ليس انتقاصا منهم إطلاقا لكن عائلة الكتابة قادرة دائما على إزاحة وإضافة أسماء بحسب وفرة القراءات تأتي الانحيازات والانزياحات، أقول ذلك وأنا عاشقة تماما للأدب المترجم. تجربة النشر ¿تجربتك مع الناقد فهد الهندال في تأسيس دار الفراشة؟ أين موقعها كويتيا وخليجيا وعربيا؟ -فهد أخ وصديق قبل الفراشة، تلتقي رؤانا في قضايا كثيرة منها كان ضرورة القيام بمشروع ثقافي، بالبداية كانت معنا الصديقة هالة رسلان ولم تستمر، وانضمت لنا الصديقة الروائية هديل الحساوي، الهدف ثقافي لكنه تجاري بالدرجة الثانية، نسعى من خلاله للدفع بالكتابة الجادة، لذا للفراشة تحليقاتها الثابتة في اتجاهات نعرفها ونسعى أيضا لتطوير المزيد، وأزعم أن الفراشة لها تقديرها وجمهورها في مشهد النشر في الكويت. تقليدية الحركة ¿وصفت الحركة الثقافية بعد التحرير في الكويت بأنها "تقليدية وجامدة ولا جديد فيها" هل ما زلت عند رأيك؟ ولماذا؟ -في التسعينيات صوت التجربة السردية كان ثابتا بينما صوت التجربة الشعرية أكثر انفتاحا واستقطابا للأصوات، حين حلّت الألفية ظهرت أصوات سردية شابة، جعلت الأمور تميل ناحية السرد أكثر، لكن مع الوقت ظهر مد جديد أدى لتغيير الفكرة حول النشر ومن هو الكاتب، سقطت الكثير من حواجز التهيّب من النشر، وأصبحنا نجد بالإضافة لكتاب جادين، ضفة أخرى من كتاب بعضهم ينشر ما كان يدس في الأدراج القصيّة من كتابات صادمة باستسهالها لكنه يحوز على جمهور معين وعريض، وقد ازدادت وتيرة ذلك في النصف الثاني من الألفية ومضى يشركنا بإصداراته أكثر مجاهرا ومتباهيا بأنه كاتب لم يمارس القراءة، إزاء كل هذه الأوضاع الغرائبية يفرخ المشهد الثقافي المزيد من دور النشر ويسهم بتواجده ويظل أيضا يحتضن شتى النتاجات منها التقليدي والجديد الجاد والأقل. أكثر جرأة ¿ هل تحولت اتجاهات القصة الكويتية بعد الغزو والتحرير؟ -تغيرت في الألفية بشكل واضح ولا يخفى ذلك على أحد، بدأت أسئلة أخرى تمارس في النص، أكثر جرأة وأكثر ابتعادا عن ماهو متعارف أو مستهلك من قضايا، أصبح الآخر والهامشي في النصوص أكثر وضوحا. ¿وهل واكبت القصة الكويتية مجتمع الكويت بموروثه وتطوره؟ -نعم فحتى في الكتابات المبتذلة التي انفجرت، أجد هناك جرأة عارمة في تناول اليومي وانحيازا للكتابة باللهجة المحكية،رغم أنني لا أميل لذلك لكنني أيضا أجد فيها نماذج لكتّاب هم صورة لنماذج استهلاكية وصل إليها المجتمع أصبحت تمارس نصها وقضاياها. ليلى العثمان ¿هل تجاوزت القصة الكويتية الحديثة مرحلة ليلى العثمان؟ -أ. ليلى العثمان قامة جميلة تعشق الكتابة،لا تتوقف مطلقا عن الاطلاع على تجارب الأجيال الجديدة متيقنة بوجود أسماء تستحق المتابعة والتشجيع، فعل المواكبة هذا يعطيها القدرة واللياقة في نصها على تجاوز المنجز السابق من كتاباتها، لذا أظن الغالبية الجادة تعرف أن لا وقوف على نموذج ثابت وأن الغوص في المغامرة هو خيار الكاتب الأوحد. القصة الخليجية ¿من خلال برنامجك «زوايا السرد» هل حاولت الإطلال على القصة الخليجية؟ -برنامج "زوايا السرد" كان دائما يسعى للترحيب بكل التجارب والأسماء، لذا كان يسعى لتناول التجارب الكويتية والخليجية والعربية، الراسخ منها والجديد. ¿ هل لديك اطلاع على القصة في السعودية؟ - سابقا أكثر اكتشافاتي أتت عبر موقع "القصة العربية" للأستاذ جبير المليحان أو عبر موقع" جسد الثقافة"، لاحقا أصبحت أتتبع الكثير منهم، خاصة لتعدد طرقي مابين كوني قارئة، كاتبة، ناشرة، معدة برنامج يعنى بالقصة القصيرة، لكن الشرط الذي أتمسك به إزاء كل هذه التجارب هو شرط"الدهشة". علاقات شخصية ¿ المهرجانات الخارجية والفاعلة هل هي احتفاء بالمبدعين أم تحولت لمجاملات وعلاقات شخصية؟ -كل ذلك فهناك ماهو صادق في البحث عن تجربة ما والاحتفاء بها كما يجب وهناك من يهتم بالمجاملات والمصالح، البحث عن الوسط الذي ينمو به أي مهرجان أو جائزة مهم تماما للقول بأسباب اختيار اسم ما دون اسم دون آخر خاصة إن كان فيه إغفال لتجربة مستحقة في سبيل تجربة لا تدانيها مستوى. قصيدة النثر ¿هل تتفقين مع الرأي الذي يقول إن القصة فن مقروء وليس منبريا؟ وهل ذلك من أسباب قلة المهرجانات للقصة؟ أفكر بذلك مستذكرة ما قيل أيضا عن قصيدة النثر عن كونها لا يجب أن تكون منبرية ورغم ذلك تبين أنها يمكن أن تكون منبرية، لكنني أتفق مع القول الذي يرى أن هناك نصوصا أو قصصا يفضل أن تكون مقروءة بدلا من أن تربت على رؤوسنا وهي على المنبر، كما أن قدرة الكاتب على إيصال نصه حيث إمكانياته في القراءة المتأنية وطبقة الصوت المناسبة أمر مهم جدا. القصة ظلمت ¿لماذا لا تخصص جوائز كبيرة للقصة مثل الرواية والشعر؟ الشعر كان دواما ديواننا، ثم أزاحته الرواية، بالتالي فإن كل جائزة تبحث عن الفن الأكثر شيوعا، والقصة ظلمت لكن ذلك الظلم هو لصالحها إزاء ما نراه من مهازل الجوائز في الفنون الأخرى، فبعدها عن الضوء المبالغ به جعلها أكثر استعدادا للتجريب والاستمتاع به. حقول التجريب ¿هل تتفقين مع من يصف المشهد اقرب الى حقل تجريب اختبارات اكثر منه حالة ثقافية؟ -سأمسك بجملة "حقل تجريب" وأتساءل ألا يجب علينا فعلا أن نضع كل كتابة ضمن هذه الفكرة؟ ما المشكلة في محاولة إيجاد اقتراحات جديدة للكتابة بشكل جدي وحقيقي؟ التجريب لا يأتي إلا من بعد إمساك باقتدار بفن القصة ومن ثم التمرد بوعي عليها بشكل مستمر، إذ كيف أدعي محاولاتي وأنا مجرد صدى يطابق صوتا آخر. ¿ الترجمة إلى اللغات الأخري هل تخدم الكاتب؟ وكيف؟ -لم تصل العديد من التجارب إلاّ عبر الوسيط الرائع المدعو بالترجمة، سواء كانت ترجمة غنية أو جدباء، لكنها ساهمت بالتعرف على أكوان أخرى مجهولة وغامضة، الترجمة لغة وسيطة تجعل المعرفة تبادلية وتضيف جمهورا جديدا لجهد الكاتب.