DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الوزير المقال أحمد الزند

مواقع التواصل الاجتماعي «قاضي وشرطي» الرأي العام في مصر

الوزير المقال أحمد الزند
الوزير المقال أحمد الزند
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي بمثابة قاض في محكمة شعبية منصوبة دائما للمنشغلين في العمل العام في مصر، اذ وصل تأثيرها للإطاحة بوزيرين ومحافظ واعلامية شهيرة خلال اشهر قليلة، ذلك بعد سنوات من انطلاق دعوات الانتفاضة على الرئيس حسني مبارك من إحدى صفحاتها. وكان وزير العدل المقال احمد الزند صرح لإحدى القنوات التلفزيونية المصرية الخاصة مساء الجمعة بتصريحات اعتبرت مسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ان يستغفر . إلا ان استغفار الوزير عن قوله لم يكن شفيعا له بعد ان شن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتوتير وغيرهما" هجوما حادا عليه معتبرين كلامه تطاولا على النبي صلى الله عليه وسلم. وطالب نشطاء على تويتر بمحاكمة الوزير تحت "هاشتاغ #حاكموا_الزند"، ليتفاعل معه عدد كبير من المعلقين المصريين والعرب. وتصعيد مواقع التواصل الاجتماعي ضد الزند ادخل مؤسسة الأزهر الشريف على الخط، واستنكر شيخ الأزهر الأمام احمد الطيب "التعريض بالرسول" في وسائل الاعلام. وحذر شيخ الازهر في بيان القائمين على الحديث العام في وسائل الاعلام "مِن التعريض بمقام النبوة الكريم في الأحاديث الإعلامية العامة (...) صونا للمقام النبوي الشريف من أن تلحق به إساءة حتى لو كانت غير مقصودة"، دون ان يشير لواقعة الزند صراحة. وقبل انقضاء المساء، اصدر رئيس الوزراء المصري قرارا بإعفاء الزند من منصبه. والزند هو ثاني وزير مصري للعدل تتم إقالته بسبب تصريحات تلفزيونية مثيرة للاستهجان في اقل من عام. اذ تولى الزند نفسه الوزارة بعد اقالة سلفه محفوظ صابر في 20 مايو الماضي اثر تصريح لاحدى القنوات التفزيونية قال فيه انه لا يمكن لابن عامل النظافة ان يصبح قاضيا. وقال صابر حينها إن "ابن عامل النظافة لا يمكن أن يصبح قاضيا؛ لأن القاضي لا بد أن يكون من وسط راق"، لتثور مواقع التواصل الاجتماعي ضد صابر الذي وصف بالمتعالي والمتكبر ما اضطر مجلس الوزراء لإقالته. ولم يكن الراي العام يأخذ في الاعتبار كثيرا قبل الاطاحة بحسني مبارك الذي عرف عنه "عناده" مع رغبات المصريين خاصة بخصوص بقاء الوزراء. ويقول الدكتور احمد قصير استاذ علم الاجتماع إن هذه الظاهرة تعد تعبيرا ايجابيا عن حالة السيولة الاجتماعية في مصر. واضاف: "مواقع التواصل الاجتماعي تبرز وتفرز الموضوعات الاكثر اهمية بالنسبة لشريحة كبيرة من الراي العام". الا ان الدكتورة انشاد عز الدين تقول إن "متخذ القرار لا يتأثر بمواقع التواصل الاجتماعي لكن ردود الفعل عليها تُوضع في الاعتبار بالتأكيد". هاشتاجات مميتة وأدت انتفاضات على مواقع التواصل الاجتماعي باستخدام الهاشتاج لإبعاد محافظ ومذيعة شهيرة من الساحة العامة. فمحافظ الاسكندرية هاني المسيري لم يتخيل أن نهايته ستكون بسبب هاشتاج يطالب بإقالته أكتوبر الماضي بعد ان تراكمت مياه الامطار بشكل رهيب في شوارع المحافظة المطلة على البحر المتوسط. وقتل 8 اشخاص على الاقل في اقل من شهر جراء تردي الخدمات مع هطول الامطار. واضطر المسيري لتقديم استقالته في 25 أكتوبر الفائت بعد ان وضعت رأسه تحت مقصلة انتقادات وسخرية فيسبوك وتويتر. ومع تعيينه محافظا، كشف المسيري عن خططه لتوفير عربات ترام بها خدمات الواي فاي الا انه فشل حتى في توفير شفاطات للمياه من الشوارع التي اغرقتها الامطار وملأها الوحل. محاكم مواقع التواصل الاجتماعي لم تقتصر على المسؤولين فحسب. الإعلامية المصرية ريهام سعيد مذيعة برنامج "صبايا الخير" على قناة النهار الفضائية الخاصة تعرضت لحملة عنيفة على "السوشيال ميديا" العام الماضي أدت لإلغاء برنامجها. واثارت حلقة عرفت باسم "فتاة المول" تناولت حادثا لفتاة تعرضت للتحرش والضرب على يد رجل الا ان المذيعة وقفت بجانب الرجل وأساءت لسمعة الفتاة. دفاع المذيعة عن المتحرش فجر غضبا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي التي نظمت حملات لمقاطعة الشركات الراعية لبرنامج المذيعة بهاشتاج #محاكمة_ريهام_سعيد و#مقاطعة_قناة_النهار. ومع توالي انسحاب هذه الشركات أجبرت قناة النهار على وقف المذيعة وفتح التحقيق معها، وغابت سعيد منذ ذلك الحين حتى أعلنت قناة النهار عن عودتها مجددا دون تحديد موعد نهائي لذلك ليظل الانتصار في هذه المعركة مرتبطا بالفترة التي ستبتعد فيها ريهام عن الشاشة. أحكام قضائية وسواء عادت ريهام ام لم تعد فإن شعبية المذيعة ذائعة الصيت تضررت كثيرا جراء انتقاد محكمة مواقع التواصل الاجتماعي بحقها. وفي نهاية فبراير الماضي، صدر حكم بالحبس 6 أشهر وغرامة 10 آلاف جنيه بحق سعيد لإدانتها بالسب والقذف في حق فتاة المول، والحبس سنة لاتهامها بالاعتداء على الحياة الشخصية وكفالة 15 ألف جنيه. ورغم الحكم السريع، يرى مراقبون ان مواقع التواصل الاجتماعي في مصر أصبحت أسرع في إنصاف المظلومين من احكام المحاكم التي تستمر جلساتها لسنوات، معتبرين انها الوسيلة الأسرع لإعادة الحق لأصحابه. تصريحات أخرى شاذة لضيف على برنامج تليفزيوني كان يمكن ان تمر مرور الكرام لولا انتفاضة مواقع التواصل الاجتماعي بعد "شهرين" من كلماته الجارحة بحق سيدات مصر. وأثار تيمور السبكي الذي يدير صفحة على موقع فيسبوك بعنوان "يوميات زوج مطحون" لها اكثر من 1،2 مليون متابع غضبا شعبيا بعد حديثه في برنامج تلفزيوني عن "خيانة الزوجات" خصوصا في صعيد مصر المعروف بتقاليده المحافظة. وأدلى السبكي بهذه التصريحات في ديسمبر الفائت، الا انها لم تلفت الانتباه الا بعد ان جرى نشر مقتطفات منها لاحقا على وسائل التواصل الاجتماعي. والاسبوع الفائت، صدر حكم بالسجن ثلاث سنوات بحق السبكي إثر إدانته بنشر أخبار كاذبة.