بدأت جلسات العمل لمنتدى الصناعات التحويلية 2016م الذي انعقد في مدينة الجبيل الصناعية صباح أول أمس الثلاثاء، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بحضور عدد كبير من المسؤولين والمهتمين والمستثمرين في مجال الصناعات التحويلية على المستويين الدولي والمحلي كمنتجي المواد البتروكيماوية الأساسية ومصنعي المنتجات البلاستيكية التحويلية وقطاع الخدمات الصناعية والمؤسسات التمويلية وشركات الخدمات اللوجستية وخبراء من مراكز البحث والتطوير وبيوت الخبرة الاستشارية والهندسية والبيئية وممثلين من الجهات الحكومية ذات العلاقة بالصناعات التحويلية.
وشارك في جلسة العمل الأولى الهيئة الملكية للجبيل وينبع عدد من الخبراء بكل من وزارة الصناعة والصندوق السعودي ومعادن أرامكو وأدار الجلسة الخبير مارك واتسن. ونوه الخبراء المشاركون في الجلسة العلمية بالجهود التي تقوم بها المملكة في مجال الصناعات التحويلة ودعم هذه الصناعة التي تعد اليوم واحدة من المهام الاستراتيجية لخطط الدولة في التوجه لهذه الصناعات لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.
واستعرض الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية للجبيل الدكتور مصلح العتيبي التحديات التي تواجه الصناعات التحويلية في المملكة. وقال : هناك 3 تحديات مهمة أبرزها نقل التقنية وبناء التدريب والاستثمار، لافتا الى ان الصناعات التحويلية سيوجد ما مقداره نحو 300 الف وظيفة، مؤكداً ان منتديات الصناعات التحويلية ستعمل على توفير فرص الاستثمار وتحقيق القاعدة الاقتصادية والوصول الى ان تكون المملكة مركزا لهذه الصناعات المهمة من أجل الأجيال القادمة.
من جهته قال المهندس عبدالعزيز القريع من وزارة الصناعة : إن الوزارة تدعم توجه ورؤية الدولة من أجل اقامة صناعات تحويلية نموذجية، وهناك خطة تحويل وتطوير الخدمات والقطاع الصناعي في هذا المجال من خلال تقديم خدمات في استخراج التراخيص الصناعية بصورة سريعة. ويمكن للمستثمر الحصول على الترخيص في 3 ايام ولدينا هدف منح الترخيص خلال يوم واحد من خلال تقديم خدمات الكترونية سريعة. بعد ذلك تناول الخبراء ما يقدمه صندوق التنمية الصناعي السعودي، وقد ظهرت مؤشرات إيجابية لهذا التوجه الاستراتيجي لحكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. وقالوا خلال الجلسة : «نحن نعتبر هذا التطور بداية لمرحلة جديدة، نتوقع أن تشهد خلالها التنمية الصناعية في هذه المناطق تسارعا ملحوظا، وأن تؤدي الاستثمارات الجديدة فيها إلى تعزيز وتيرة النشاط الاقتصادي وإيجاد المزيد من فرص العمل للمواطنين في هذه المناطق. وبالطبع فإن تعزيز التنمية في المناطق يتطلب تضافرا لجهود كافة الجهات المعنية في القطاعين الحكومي والخاص والتطلع إلى تطوير مبادرتنا الجديدة بما يتلاءم مع الظروف الاقتصادية، وإلى تعزيز كافة خدمات الصندوق والجهات الأخرى في هذه المناطق.
واستعرض الخبراء جهود الصندوق في تشجيع الاستثمار الصناعي في المناطق الواعدة لما لذلك من دور في توفير فرص العمل للمواطنين في هذه المناطق، والمساهمة في تحقيق التنمية المتوازنة والحد من حركة الانتقال الداخلي تجاه المدن، إضافة إلى الإضاءة على المزايا الاستثمارية للمناطق الواعدة، والحوافز والتسهيلات المتاحة للمستثمرين، وسبل ربط النشاط الصناعي في المناطق الواعدة بالنشاطات الصناعية الأساسية، فضلا عن الاستفادة من التجارب العالمية في مجال تنمية المناطق الواعدة، ونقل المعرفة إبراز الحوافز المتعددة المتوافرة في المناطق الواعدة ما يساهم في جذب استثمارات صناعية ذات تقنية عالية.
وأشار الخبير في إحدى الشركات الاستثمارية اوولر يتش بارتل الى أهمية الصناعات التحويلية في المملكة العربية السعودية، مبينا ان شركته دخلت السوق السعودي من أجل الاستثمار، وهناك 4 مليارات ريال قيمة المعدات الموجودة في الجبيل.
وقال المهندس خالد العوهلي من معادن : تقوم الشركة بالاستثمار في شمال المملكة من أجل انتاج الفوسفات، لافتا الى ان معادن تستثمر في الصناعات التحويلية من أجل تأسيس وتطوير الصناعات التحويلية لتكون قاعدة اقتصادية من أجل النمو المستقبلي.
ويوجد في معادن 7 آلاف من الشباب يعملون في كافة المجالات منهم 90 في المائة من المناطق غير المطورة يمثل السعوديون منهم 70 في المائة وهي من النسب المتقدمة في سعودة القطاعات الصناعية.
وتطرق الخبراء ايضا الى جهود الكهرباء في هذا المجال، مشرين الى ان قطاع الكهرباء يعد من القطاعات المهمة في تقديم الخدمات والوصول الى ما يدعم القطاع الصناعي في دعم الصناعات التحويلية، حيث نجحت في مشروعين، الأول: في مدينة وعد الشمال، حيث تقوم الشركة بانشاء محطة كهربائية 1000 ميجاواط ومشروع آخر في ضبا بطاقة 550 ميجاواط .
وقد جاءت الجلسة الأولى بعنوان : توجه سوق الصناعات التحويلية في ظل تقلب أسعار النفط.
وشارك فيها السيد سانجي شارما العضو المنتدب لشركة أي اتش اس , والسيد وارين وايلدر نائب الرئيس للكيماويات بشركة أرامكو السعودية, والبروفيسور , وسيجفرايد روسوارم الريس التنفيذي لقطاع الصناعات ونائب الرئيس التنفيذي وعضو مجلس الادارة في شركة سيمنس, وجيمس ماكليفني نائب الرئيس الأعلى لشركة داو كيميكال.
وركزت الجلسة على مناقشة الاستراتيجية اللازمة لتحقيق الاستدامة في ظل عدم ثبات أسعار السلع وفرص التطوير لقطاع التصنيع في المملكة العربية السعودية, والصناعات الأساسية ودورها في تكوين الصناعات التحويلية، وتشجيع القطاع الخاص في تطوير وتكوين صناعات تحويلية قابلة للاستمرار.
وتناولت الجلسة الثانية التي أدارها السيد مارك واتس من شركة ميد الاستشارية سبل تمكين وتسهيل الاستثمارات في قطاع الصناعات التحويلية بالمملكة العربية السعودية. وشارك في هذه الجلسة كل من الدكتور مصلح بن حامد العتيبي الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل, المهندس خالد العوهلي نائب الرئيس للتخطيط الاستراتيجي والتطوير لشركة معادن, عبدالعزيز الخريف مدير عام التخطيط والسياسات والابحاث الصناعية بوزارة التجارة والصناعة, والمهندس عايش الشمري نائب الرئيس لقطاع التوزيع بالشركة السعودية للكهرباء, والسيد يورليك بارتيل من شركة كوبيرين, والمهندس عبدالله البوعينين الرئيس التنفيذي لشركة مرافق.
وفي الجلسة الثالثة أشار رشيد بن محمد الشبيلي، الرئيس التنفيذي لـ "الشركة العربية السعودية للاستثمارات الصناعية" الى الدور المحوري الذي ستلعبه الشركة في تعزيز التنويع الاقتصادي للمملكة عبر تأسيس شركات ربحية من شأنها تحفيز الاستثمار الصناعي في الصناعات التحويلية.
وجاء ذلك في كلمة ألقاها الشبيلي خلال مشاركته في "منتدى الصناعات التحويلية السعودية" بمدينة الجبيل، حيث قدم شرحاً مفصلاً حول دور الشركة في دعم البرنامج الوطني للتنويع الاقتصادي.
وتستكمل اليوم الخميس فعاليات المنتدى في يومه الثالث بعقد الجلسة الخامسة تحت شعار الاتجاهات العالمية الحديثة في تطبيقات تكنولوجيا الصناعات التحويلية الجديدة وبمشاركة الدكتور اوكي مورازا من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ومجاهد حاج عبدالله من شركة انظمة ثلاثية الابعاد, والاستشاري ستيفن جوزيف بقطاع التخطيط الاستراتيجي وتطوير الاستثمار بالهيئة الملكية بالجبيل.
م.عبدالعزيز عطرجي و د.مصلح العتيبي خلال التكريم
العديد من الخبراء حرصوا على حضور جلسات المنتدى