حزب الله «لبناني» بالاسم وللتعمية الفجة، هو ذراع إيرانية، هوية وولاء وعملاً وروحاً وفداء، يعلن ولاءه لنظام أجنبي، في بلد يملأ مواطنوه وسائل الإعلام ضجيجاً حول ولائهم لوطنهم، وينفذ الحزب خطط الولي الفقيه الفارسي المذهبي، ومؤامراته المعلنة ضد العرب وطناً وهوية ومستقبلاً. ويتعهد حزب الله بتنفيذ الأعمال القذرة بالنيابة عن الحرس الثوري الإيراني.
والحزب مجموعة إرهابية صغيرة في بلد ضيق المساحة (مساحة لبنان 10.400 كم مربع)، لكن مهمة الحزب و«وظيفته» تحتم أن يكون صوته عالياً وشاغلاً للناس وأن يتحلى بمهارات خداع متقنة، مثل أنه يقنع كثيرين وقعوا في فخاخ ضجيجه أنه ضد إسرائيل. وهذا هو العنوان فقط، بينما العمل الفعلي، دعك من مناوشاته، المصممة للتعمية، مع إسرائيل، موجه إلى غزو البلدان العربية وتفجير الاضطرابات في ربوعها.
ونجح الحزب في زرع الفتن في ست دول عربية على الأقل، وسبق أن مد أذرعته إلى مصر، واستطاع، بطرق شتى، جذب مجموعة للتحالف معه، ويسعى لإضافة الجزائر وتونس إلى القائمة، فيما تمكنت المغرب مبكراً من إجهاض مؤامراته.
عدد سكان لبنان 6,184,701 نسمة (2015)، يمثل الشيعة الربع أو اقل من عدد السكان. وعدد مؤيدي حزب الله العقائديين يمثل نسبة ضئيلة، لأن كثيراً من الشيعة اللبنانيين إما يتبعون حركة أمل التي أضعفتها إيران لحساب حزبها، أو وطنيون مستقلون أو قوميون أو محايدون.
وحزب الله هو ثمرة برنامج تصدير خط الولي الفقيه الإيراني منذ بداية حكم آية الله الخميني عام 1979. وخط الولي الفقيه هو مزيج من القومية الفارسية وحزبية إيرانية سياسية ومذهبية. وبروز حزب الله الواسع دليل على نضوج خطط التصدير، وأن غرس الخميني أصبح يانعاً.
وبحكم أن الإيرانيين أذكياء فهم يوكلون إلى اتباعهم العرب المهمات القذرة، مثل الخداع وزرع الفتن والاضطرابات، والتفجيرات، وتكسير المجتمعات العربية، ليحطموا العرب بأدوات عربية، مثل ما تفعل داعش تماماً، وهم يتفرغون للإدارة والتمويل، بل يبدون في مناسبات يوكلون مهمة التمويل إلى عرب أيضاً.
حزب الله، مهما نمق كلماته وتذرعاته، ينهض بدور إرهابي مدمر للشيعة قبل غيرهم، يشبه دور «داعش» فهو يغرر بشباب ومراهقين شيعة عرب ويستدرجهم للتدريب في لبنان وإيران والعراق، ثم يصادر إراداتهم ويحولهم إلى أدوات عمل تفني أعمارها في سبيل مجد إيران الفارسية- الهدف الأسمى من كل هذه الضجة-، وهم يعتقدون أنهم يناضلون من أجل إعلاء الصوت الشيعي، مثلما أفهمتهم إيران، ومثلما يروج حزب الله.
وبهذه الأعمال الظلامية، يحرض الحزب الاقليات الشيعية على مجتمعاتها، ويورطها في مأزق، وبمستقبل مظلم، حينما يختفي الحزب والولي الفقيه معاً، وتنسحب إيران إلى حدودها الوطنية، هذا إن احتفظت إيران بحدودها الوطنية في المستقبل واستمرت دولة موحدة، لأن نظام الولي الفقيه نظام إيديولوجي، لن يعمر طويلاً، بحكم طبيعة الأنظمة الأيديولوجية الضيقة الأفق، القصيرة النظر والعمر، فهي دائماً، غير وطنية ومن عادتها أن تتبنى سياسة صراع عدوانية في الداخل والخارج، مثلما يفعل نظام الولي الفقيه، مما يعجل بانهيارها. وحينما ينهار نظام الولي الفقيه بحكم أنه يفقر الإيرانيين، ويبدد ثرواتهم على الميلشيات العالمية من باكستان إلى لبنان ونيجيريا والحبشة، فإن الوطنية الإيرانية سوف تثور، مثلما حاولت عام 2009، وتسقط النظام، عندها سيتلاشى حزب الله، ويختفي حسن نصرالله من التاريخ، هذا إن لم يلعنه الإيرانيون والشيعة اللبنانيون والعرب في كل محفل.
وفي الحقيقة فإن الحزب لا يهمه لا الشيعة في لبنان أو في غيرها، ولا السلام في لبنان ولا المصالح اللبنانية ولا رضا اللبنانيين أو غضبهم، ولا يهمه من يدفع الثمن. ومهمته الكبرى وهدفه الأسمى هو «توظيف» لبنان واللبنانيين والشيعة العرب لإسعاد الولي الفقيه ونيل رضاه.
وتر
كانت الجنوبية، ترعى الضيعة..
ويضيء في عينيها سلام حقول الكروم
والبيادر
وضفاف القاسمية
وصباحات السفوح الخضر..
قبل أن تأتي جحافل الظلام..
وتخطف فتيان الضياع، وقلب الجنوبية وأمشاجها
وتحرق الحقول، وتسمم مياه الجداول
وتطفئ الضياء والحلم..