«1»
الصغار يحاولون خربشة وجه الأسد.
ذلكم الأسد هو.. فيصل بن فهد.
لكن هيهات... لن يتمكنوا من الاقتراب حتى من أطراف ثيابه لأنه سينهيهم بحركة من أنيابه.
يرتعدون منه في حضوره وحتى في غيابه.
هو سيد قوي... شجاع كان يخشاه الكبار داخليا وخارجيا.
يظل ذا شخصية مؤثرة يخافون منه... ينتفضون منه.. يغارون منه!!
صنع عصرا ذهبيا... مجدا... تاريخا كتبه بعقليته.. بفكره.. بتخطيطه الذي أسس للرياضة السعودية والعربية بوجه عام وللكرة فيهما بوجه خاص.
الآخرون حاليا يتمنون تحقيق ولو إنجاز بسيط من إنجازاته المتعددة برغم أنهم لا يحملون نفس المناصب المتعددة التي كان يشغلها... هم يترأسون منصبا واحدا ويعجزون عن تحقيق إنجاز واحد.
«2»
هو ترأس العدد الكبير من المناصب وحقق العدد الكبير من الإنجازات رغم انشغاله الكبير بتلك المناصب.
كان الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية ورئيس اتحاد القدم ورئيس الاتحاد العربي لكرة القدم ورئيس اللجان الأولمبية العربية وعضو اللجنة الأولمبية الدولية وعضو الاتحاد الدولي لكرة القدم ورئيس اتحاد التضامن الإسلامي والأهم من ذلك، رئيس قلوبنا التي انتزعها منا بقلبه الكبير وإنسانيته وإنجازاته.
مع كل مشغولياته الجسيمة كان يقول فيفعل ويحقق البطولات والانجازات المتعددة دون إعلانات براقة.
إنهم الآن يعلنون ويلمعون دون أي شيء ودون منجز.
وللأسف ظهر في الآونة الأخيرة من يقول إن إنجازات الأمير فيصل بن فهد جاءت بالبركة ودون تخطيط.. جاء من يحاكم الأمير فيصل بن فهد.. رحمه الله رحمة واسعة.
أحدهم قال: إن الإنجازات التي تحققت في عهد الأمير فيصل بن فهد لم تكن على أسس فالمواهب التي حققت البطولات لم تخرج من خلال أكاديميات.
ونسي أو تناسى أو هو لا يعلم أن أول من أدخل الأكاديميات في السعودية والعالم العربي هو فيصل بن فهد من خلال أكاديمية «جيمي هيل» قبل 35 سنة.
«3»
إنجازات وبطولات و«تخطيط» المفكر فيصل بن فهد لم تقتصر على تحقيق كأس آسيا ثلاث مرات أو التأهل لكأس العالم أربع مرات أو تحفيق كأس العالم للناشئين في أسكتلندا وسط المنتخبات الأوروبية القوية ومع بداية نهوض المنتخبات الآسيوية مثل اليابان وكوريا الجنوبية.
لم تكن هذه هي الانجازات فقط بل إنه أسس وبنى 72 منشأة رياضية بين مقرات أندية وبيوت شباب إضافة إلى مقرات الاتحاد السعودي والاتحادات الأخرى والملاعب في كل منطقة والمراكز الثقافية والأندية الأدبية ومعهد إعداد القادة ومستشفى الأمير فيصل بن فهد للطب الرياضي ومساهماته المادية في مساعدة الاتحادات العربية والإسلامية.
حتى بطولة كأس العالم للقارات هي من فكرة الأمير فيصل بن فهد.
كل الملاعب التي نراها حاليا هي من فكر وتأسيس فيصل بن فهد حتى ملعب الجوهرة... أذكر جيدا أنه وفي مباراة النصر والتعاون في نهائي كأس الملك الذي رعاه الملك فهد التي حضرتها في الملعب أنه تم الإعلان عن إنشاء ملعب بمقاييس دولية في جدة.
الراحل الكبير كان أيضا يقوم بعمل وزير الثقافة فيحضر المؤتمرات العربية والدولية في هذا الشأن. و«يخطط» ويفكر للثقافة العربية.
هو الذي أسس وأنشأ الاحتراف في المملكة... يقول الدكتور صالح بن ناصر الذي كان مقربا وصديقا للأمير فيصل بن فهد وشغل مناصب مرموقة ومتعددة في عهد الأمير إن فيصل بن فهد وجه خمسة من أعضاء اتحاد القدم بزيارة عدد من الدول التي تُمارس الاحتراف في العالم للاطلاع على تجاربها والاستفادة منها بما يتناسب مع السعودية، وقد أبدى الاتحاد الدولي سعادته بهذه الفكرة وأرسل مع الأعضاء الخمسة مندوبا دوليا كان يزور معهم كل الدول التي زاروها.
«4»
هل كل هذه الإنجازات والبطولات جاءت بلا تخطيط وليست على أسس.
احترموا ذكرى فيصل بن فهد.
احترموا تاريخه.
احترموا فكره ومجده.
قولوا خيرا أو اصمتوا.
