DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

تفجير الضاحية الجنوبية في 15 أغسطس 2013

نعيم عباس.. جرائم حزب الله في سوريا دفعته للتفجير في الضاحية

تفجير الضاحية الجنوبية في 15 أغسطس 2013
 تفجير الضاحية الجنوبية في 15 أغسطس 2013
أخبار متعلقة
 
ناقم على حزب الله، رغم أنه تدرب على يده، كان يناصر التنظيم بقوة، ثم أصبح متهما بتدبير تفجيرات في الضاحية الجنوبية ببيروت، فوجئ من انخراط الحزب في حرب سوريا، ويرى أنها "جريمة لا تغتفر"، يؤكد أن النظام السوري على تواصل مع القاعدة، وأنه طلب منها تفجير منزل وليد جنبلاط، كما أن نظام الأسد حسب إفاداته هو من يقف وراء اغتيال العميد فرانسوا الحاج مدير العمليات في الجيش اللبناني عام 2007، لأن الأخير طالب بشدة بترسيم الحدود في شبعا (بين سوريا ولبنان) واستطاع أن يشكل ضغطا كبيرا لتنفيذ ذلك. هذه باختصار هي قصة نعيم محمود، الملقب بـ"أبو إسماعيل المقدسي" و"نعيم عباس" المتهم بعمليات تفجيرية في الضاحية الجنوبية، ضمن 13 قضية يحاكم فيها الآن في لبنان. الأمن اللبناني يعتبره كنز معلومات، لعلاقته الوطيدة بأمير "كتائب عبد الله عزام" (فرع القاعدة في لبنان) توفيق طه وأحد قيادييه. ولعل توقيفه يؤدي إلى كشف متورطين آخرين في الإرهاب. وحسب معلومات حصلت عليها "اليوم" فنعيم عباس ناقم على "حزب الله" وكل ما قام به هو انتقام لانخراط الحزب في الحرب السورية، ولكنه في ذات الوقت من أشد المدافعين عن القومية العربية ولا يسمح لأحد بأن يقترب من العروبة. ولا يريد عباس أن يصدر حكم بحقه من القضاء اللبناني، لهذا فهو يسعى دائماً إلى تأجيل محاكمته كي يتم التفاوض عليه مع "داعش" آخر أوراق الإنقاذ بالنسبة له بعدما عجز على حجز مكان له ضمن صفقة تبادل العسكريين مع جبهة "النصرة"، فإصدار حكم بحقه سيجعله يخسر مكانه على لائحة المطلوبين، إلا أنه لا مفاوضات تجري في هذا الشأن ولكنه عباس ما يزال يعيش في الأمل ". وعلمت "اليوم" أن "الموقوف نعيم عباس يسأل دائماً عما يكتب عنه في الصحف ويردد أن العمليات التي قام بها في الضاحية الجنوبية جاءت كردة فعل على ما قام به أهالي الضاحية الجنوبية بتوزيع الحلوى إثر سقوط مدينة القصير السورية، كما أنه فوجئ من انخراط "حزب الله" في الحرب السورية فهو كان يؤمن بمبادئه فهم من احتضنوه ودربوه على إطلاق الصواريخ، معتبراً أن "الحرب ضد الشام لا تغتفر". ما قام به من تفجيرات "قرار شخصي"! أكدت وكيلة الدفاع عن نعيم عباس المحامية فاديا شديد، في تصريح لـ"اليوم"، أن "لا خيوط جديدة في الملفات التي يحاكم فيها موكلها"، إلا أنها أوضحت أنها "المرة الأولى التي يتم فيها محاكمة عباس علناً"، لافتة إلى أن عباس "يمتلك شخصية مميزة وقوية جداً، وهو هادىء جداً لدرجة الغرابة ولديه شخصية ثابتة وواثق من نفسه". وكشفت أنه "أصبح هنالك استجواب من القاضي له للمرة الأولى بناء على إلحاح منها من أجل السير بملفات قضيته"، مؤكدة أن "نعيم بريء من ملف اغتيال اللواء فرنسوا الحاج الذي استجوب بشأنه كون الاغتيال حدث في العام 2007، حينما كان موكلي في سوريا". (وهذا ما أكده عباس مؤخراً أثناء استجوابه أمام المحكمة وأبدى استعداده مواجهة شاهد أكد على وجوده في عرسال يوم حدوث عملية الاغتيال). ولفتت شديد إلى أنه "خلال المحاكمة طلب رئيس المحكمة العسكرية العميد خليل إبراهيم من موكلها سرد قصة حياته كي يربط الملفات جميعها ببعضها البعض كونه متهما بـ11 ملفا في المحكمة العسكرية، ولديه ملفان في المجلس العدلي"، موضحة أن "هنالك ملفات متشابهة تتعلق بإطلاق الصواريخ من الجنوب". وتابعت: أسعى إلى جمع الملفات المتشابهة في ملف واحد، كونه وإن تعددت الملفات إلا أن الموضوع واحد"، وأشارت إلى أن "نعيم يؤكد دائماً أن كل العمليات التي قام بها قام بها نابعة من قرار شخصي ولا علاقة لـ"القاعدة" بها، إلا أنه لا ينكر أنه أحد عناصر تنظيم "كتائب عبد الله عزام" أي "القاعدة" في لبنان". وشددت محامية عباس أن "وضعه صعب وخاصة في ملفات التفجير، في الضاحية الجنوبية، كونه في التحقيقات الأولية اعترف بشأن السيارات المفخخة وأين تم وضعها". يؤجل محاكمته آملاً بصفقة تبادل أوضح مصدر متابع للقضية لـ"اليوم" أن "عباس موقوف منذ 12 فبراير 2014، وهو الذي كشف عن جمانة حميّد التي كانت تقود سيارة مفخخة عندما كانت آتية من عرسال، حيث تم توقيفها في اليوم ذاته في منطقة اللبوة، والتي كانت تريد تسليمها إلى الجهة المنفذة"، لافتاً إلى أن "جمانة كانت من ضمن صفقة التبادل مع التي تمت مع جبهة "النصرة" لتحرير العسكريين في الأول من ديسمبر من العام الماضي". وكشف أن "عباس ومنذ توقيفه وهو يؤجل محاكمته، لأنه كان يعتقد أنه سيكون من ضمن صفقة التبادل مع "النصرة"، إلا أن هذا الأمر لم يحصل، ويأمل أن يكون من ضمن صفقة التبادل إن تمت مع "داعش" الذي يأسر حالياً تسعة عسكريين من الجيش منذ الثاني من أغسطس من العام 2014، أي يوم عملية عرسال التي سقط فيها عدد من شهداء الجيش اللبناني وبينهم ضباط". وأشار المصدر لـ"اليوم" أن نعيم عباس "لا يخشى احداً ولا يختبئ وراء أصبعه، بل جريء يعترف بأفعاله بكل ثقة وسلاسة، فلقد اعترف بإرسال سيارات إلى الضاحية الجنوبية خلال العام 2014، أي قبل تاريخ توقيفه"، لافتاً إلى أنه "موقوف في سجن الريحانية، منذ إلقاء القبض عليه، وهو سجن تابع للجيش اللبناني ويضم الموقوفين ذوي "الخصوصية الأمنية" أمثال اللبناني أحمد الأسير، واليمني سليم الصالح الملقب بـ"أبو تراب" (أمير المبنى ب في سجن رومية)، حيث يوضعون في سجون انفرادية تحت الأرض". السوريون طلبوا من القاعدة قتل جنبلاط تخطّت اعترافات عباس، يوم الجمعة الماضي في 5 فبراير، ما كان متوقعا ليدلي بمعلومات هي أخطر من سابقاتها، حيث سئل عباس عن مخططه لضرب منزلي رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب "التوحيد العربي" النائب وئام وهاب، فأجاب: "إن المخابرات السورية طرحت هذا الموضوع على توفيق طه أمير "كتائب عبد الله عزام" (فرع القاعدة في لبنان) عام 2010 أن يضربوا الأستاذ جنبلاط"، وقال: إن رسالة السوريين كانت واضحة للتنظيم "خذوا ما تريدون من لبنان بشرط قتل وليد جنبلاط"، وأكد لرئيس المحكمة العميد الركن الطيار خليل إبراهيم، "أن توفيق أعلمني بذلك". ولم تتوقف اعترافات عباس عند هذا الحد، بعد أن حاول رئيس المحكمة سؤاله بعدة طرق عما إذا كان يحضّر لعمل أمني في لبنان أو ما إذا كان يذكر ما الذي حدث بتاريخ 12 ديسمبر من العام 2007 يوم اغتيال اللواء الشهيد فرنسوا الحاج. واكتفى رئيس المحكمة بتحديد التاريخ لعباس، وما إذا كان يذكّره بشيء، كرر رئيس المحكمة أكثر من مرة السؤال، وكان يلقى الجواب نفسه من عباس بأن التاريخ لا يعني له شيئا إلى أن "ضاق الأخير ذرعا" وتحدث متوجها إلى رئيس المحكمة قائلا "بتحور وبتدور كرمال شخص واحد (قاصدا اللواء الحاج)، إسألوا السوريين". وأكمل عباس من دون أن يفسح مجالا لكثير من التكهنات عما يقصده حيث "فرنسوا الحاج طلع منتصر من نهر البارد على تنظيم فتح الإسلام الذي كان يحتاج إلى تزكية من تنظيم القاعدة الأمر الذي لم يحصل". وعند سؤاله، عن لماذا سيقتله السوريون، أجاب: "كان اللواء الحاج يطالب بترسيم الحدود في شبعا واستطاع أن يشكل ضغطا كبيرا لتنفيذ ذلك، لكنه واجه معارضة سورية، فيما هو كان يعتبر أن المسلحين الذين دخلوا إلى مخيم نهر البارد قد دخلوا من الحدود السورية". قال عباس ذلك وهو "مطمئن" إلى براءته من هذه الجريمة بعدما أبلغه المحققون أن لا علاقة له بها، وفق ما ذكره. وأكد عباس أن مساره تحول من محاربة اليهود بإطلاق الصواريخ من الجنوب إلى تفخيخ السيارات "وتفجيرها في الضاحية الجنوبية، بعدها قاموا بتوزيع الحلوى في الضاحية إثر سقوط القصير". وكان "يلتقي الانتحاريين على طريق المطار وعند مسجد الخاشقجي، حيث يستقلون سيارة أجرة من دون أن يتفوه أحد منهم بكلمة، فيما كان عباس يشير بعيونه إلى المكان المستهدف للانتحاريين الذي يعود ويلتقيهم في المقابر كي لا يسمع أحاديثهم أحد". ولم تكتف المحكمة بإفادة عباس التي استغرقت أكثر من ساعة ونصف بحضور وكيلته المكلفة من المحكمة المحامية فاديا شديد، حيث رفعت الجلسة إلى الثالث عشر من يوليو المقبل لمتابعة استجوابه. وكان عباس تناول في بداية استجوابه قصة حياته "متنقلا من حركة فتح إلى الجهاد الإسلامي حتى إنه طرق باب حزب الله لمحاربة اليهود إلى أن رسا به الأمر بين أحضان القاعدة في العراق التي انبثقت عنها كتائب عبدالله عزام، وتولى توفيق طه مجموعة لبنان ومهمتها إطلاق صواريخ ومجموعة الليبي بشلي التي كانت تنقل مقاتلين إلى العراق. وأوضح أنه انتسب إلى القاعدة عام 2002 بشكل سري إلى أن أعلن ذلك جهارا بعد ثلاث سنوات، حيث أصبح توفيق طه أميراً على مجموعة لبنان ". من هو نعيم عباس؟ وكيف تم توقيفه؟ وسبق وأصدرت قيادة الجيش مديرية التوجيه بياناً عرفت فيه عن نعيم عباس، حيث جاء فيه: "أوقفت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، في 12 فبراير 2014، المدعو نعيم عباس( فلسطيني الجنسية)، في منطقة المزرعة ـ بيروت، وهو ينتمي إلى كتائب عبد الله عزام، حيث كان الجيش يرصد عباس منذ مدة، بعد ورود معلومات عن دوره في إعداد سيارات مفخخة وتفجيرها، وقد تمت ملاحقته منذ خروجه من مخيم عين الحلوة، في عملية مراقبة دقيقة، أسفرت عن مداهمته والقبض عليه. وفور بدء عملية التحقيق معه، سارع إلى الاعتراف بإعداده سيارة مفخخة لتفجيرها لاحقا، وهي موجودة في محلة كورنيش المزرعة ـ بيروت، فتمت مداهمتها وتفكيك العبوة التي وجدت بداخلها، وزنتها حوالى 100 كيلوغرام من المواد المتفجرة والأحزمة الناسفة، بالإضافة إلى عدد من القذائف، كما ضبطت قوى الجيش سيارة ثانية نوع كيا لون رصاصي، كانت تتجه من يبرود في سوريا إلى داخل الأراضي اللبنانية ثم بيروت، وبداخلها ثلاث نساء، على أن يسلمن السيارة المذكورة لأشخاص انتحاريين. ولوحقت السيارة وتم توقيفها عند حاجز اللبوة مع النساء الثلاث. كذلك، اعترف الموقوف عباس بوجود مخابئ لسيارات مفخخة تجري مداهمتها حاليا، كما أدلى باعترافات تثبت صلته بتفجيرات وقعت أخيرا، وستصدر هذه القيادة لاحقا بيانا تفصيليا حول العملية والمتورطين فيها".