قد نكون الجيل الفريد الذي يشهد كتابة التحولات وتغيير البنية الديموغرافية والتنموية في المنطقة العربية والأوروبية ولربما انتشار ووصول الإسلام لبقع لم يصلها من قبل. قد تحزننا الظلمة المهلكة والتصفية الدينية للشعوب العربية السنية التي اختارت الهجرة على التصفية العرقية في العراق وسوريا ولبنان من قبل الميليشيات الشيعية، لكننا نستشرف ثمار انتشار رسالة خاتم الأنبياء حيثما يحل المهجرون. وقد تكون لهجرة العقول هذه رغم خسارتنا لها، فرص للازدهار في بيئات ترعى المعرفة ليكون هناك كالبريطاني اللبناني بيتر ميداور، وعالم الكيمياء الأمريكي اللبناني الياس كوري، والأمريكي الالباني فريد مراد، والمسلم الفيزيائي محمد عبدالسلام، وعالم الرياضيات مايكل عطية رئيس الجمعية الملكية ببريطانيا، والجراح الأمريكي اللبناني الشهير مايكل ديبيكي، والأخطر في تاريخ التقنية ستيفن جوبز! والعالم الفلسطيني الأمريكي منير نايفه، وعلماء الهندسة الميكانيكية علي وعدنان نايفه، والقائمة تطول بالعلماء العرب والمسلمين والذين قد تختلف أسباب هجرتهم باختلاف ظروفهم. الفكرة أن لكل مصيبة حسنات للبشرية على الصعيد الشخصي أو الاقليمي أو العالمي فنحن مازلنا قرية صغيرة.
والفكرة مرة أخرى أن المملكة بدأت بكتابة تاريخ المنطقة بالحفاظ على هويتها الديمغرافية من القتل والتهجير بالتدخل المباشر في محاربة الإرهاب ابتداء بالاستجابة لنداءات اليمن الشقيق. وها هي طلائع النصر تلوح بتحرير محيط صنعاء من قبل قوات المقاومة الوطنية وبتغطية قوات التحالف، وبدء الانقلاب والاعدامات الجماعية بقتل 50 ضابطا جمهوريا ايرانيا إثر رفضهم المشاركة في القتال مع الحوثي (وهذه بضاعتهم وردت إليهم على يد حوثييهم).
أمر آخر لابد من ربطه بمشاركة المملكة لحرب اليمن هو حماية حدودنا ومواطنينا وهو حق شرعي مع الكثير من شواهد محاولات اختراق الحدود والإثم والعدوان على منازل السعوديين والمقيمين في الجنوب بصورة يومية. قد نكون على موعد مع سوريا بعد رعد الشمال وهو بمثابة الصفعة لكل قوات الحشد الشيعي الإيراني في الحدود العراقية أو السورية وهي فرصة لإعادة ضبط وتوجيه ميزان القوى في العالم أمام أي قوى أجنبية تظن أن ابتلاع سوريا أو العراق قد يسهل ابتلاع بقية الدول العربية أو الخليجية.
ولو آمنا أننا في تحدٍ غير مسبوق لكتابة تاريخ المنطقة فلابد أن تساهم كل الجهات في الدفع نحو الاستقرار والأمان، وأولها وزارة التعليم بأساتذتها ومفكريها، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بأئمتها وذلك بمراقبة المنابر والحلقات والدروس وايقاف المخالفين والدعوة للحمة الوطنية.
أمر لابد منه هو اتاحة التجنيد الاختياري وعرضه على القنوات النظامية لمقاومة بطالة الشباب مع تهيئة التجنيد الفكري السوي لمقاومة الدعشنة والقعدنة وخلافها.
الشجاعة في ترشيد الانفاق لا تقشيفه مسئولية كل مسؤول ومطلب لا ينبغي أن يعوق استدامة خدمات مؤسسات الدولة وتنمية أفرادها، وأمام المواطن السعودي كل الخطوط الحمراء فهو الرصيد الأهم ولا ينبغي أن نوجه حسابات التقشيف لمعاشه أو للخدمات الموجهة له، ولتكن مملكتنا بدعواتكم في حمى الله محروسة.