لقد حققت المملكة العربية السعودية نهضة جيدة في العديد من المجالات التي تخدم المواطن وأفراد عائلته وذلك من خلال إنشاء الطرق والمدارس والمستشفيات والجامعات وغيرها من المرافق التي يحتاجها الإنسان في حياته أينما يعيش، وهذا الإنجاز من الدولة أمر مقدر ومشكور ومن الضروري تطويره وتحسينه إلى مستويات أفضل لكي تواكب نهضة بلادنا الغالية مستويات راقية كما هو في الدول المتقدمة.
إن الحياة اليومية للمواطن تحتاج توفير مناطق ترفية للشخص وأبنائه (ذكور وأناث) خصوصاً أن طبيعة وواقع المعيشة الحالية (بما فيها من ضغوط العمل) تتطلب وجود حدائق جميلة وسواحل على البحر مفتوحة وكورنيش منظم تتوفر فيه ممرات لممارسة رياضة المشي مع مناطق جلوس جميلة تستطيع العوائل أو الأفراد استخدامها بيسر وسهولة، حيث إن مثل هذه المرافق الترفيهية وغيرها أصبحت جزءاً أساسياً من تطوير المدينة خصوصاً في المناطق الساحلية.. ولكن الملاحظ مع الأسف أن السواحل على البحر قرب المدينة مملوكة أو محجوزة لأغراض تجارية وهذا الأمر يمتد على الكورنيش داخل المدينة الذي يغص بالمنشآت التجارية التي تأخذ الواجهة البحرية دون مراعاة لاعطاء الأولوية لتوفير مناطق مفتوحة على البحر لجلوس الناس وممشى لهم مع الخدمات مثل زيادة عدد دورات المياه وتوفير مصليات بسيطة وغيرها من الأمور، ومن الطبيعي أن توفير مناطق ترفيه جميلة في أي مدينة يعتبر تطورا إيجابيا يصب في مصلحة المواطن ورفاهيته المعيشية.
إن الحاجة ماسة إلى إعادة النظر في تطوير مناطق الترفيه بالمدن السعودية من خلال عمل دراسة فنية دقيقة ووضع قوانين واضحة وملزمة لجميع الجهات الحكومية للحد من الاستغلال التجاري للسواحل بصورة غير مدروسة، مع إيجاد تنظيم مهني لطرق ومواصفات تنمية مناطق الترفيه لتتم بصورة هندسية صحيحة دون الاجتهادات الفردية التي قد تخطىء الهدف المنشود من إيجاد مرافق ترفيه راقية تستخدم لسنوات طويلة (وليس أعمال إزالة واعادة بناء أو الاستمرار بدفن البحر).. وإلى الأمام يا بلادي.
