DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

استعراض عسكري لأنصار الجهاد الإسلامي في غزة

طهران تشطب «الجهاد الإسلامي» من قائمة حلفائها الفلسطينيين نتيجة حيادها من أحداث اليمن

استعراض عسكري لأنصار الجهاد الإسلامي في غزة
استعراض عسكري لأنصار الجهاد الإسلامي في غزة
لم يصدق أبو محمد (42 عاماً)، عندما تلقى اتصالا هاتفيا من محاسب المؤسسة التي يعمل بها منذ سنوات وتتبع لحركة الجهاد الإسلامي، في قطاع غزة، يخبره فيه بضرورة حضوره إلى مكتبه للحصول على راتب شهر أغسطس من العام الماضي. وقال أبو محمد "كنت في إجازة فرضتها إدارة المؤسسة نتيجة الأزمة المالية التي تعيشها الحركة منذ مارس الماضي، حيث أصبحنا نحضر ثلاثة أيام للعمل مقابل ثلاثة أيام إجازة"، مضيفاً "منذ سنوات لم تمر علينا ظروف صعبة كهذه، وكنا نعتقد أن الجهاد لا يمكن أن تتعرض لأزمة مالية خاصة وأنها على علاقة قوية بطهران الممول الأول لها". ويتذكر أبو محمد – الذي رفض التصريح باسمه الحقيقي نظرا لحساسية الموضوع - أيام الوفرة قائلا "عندما كانت حماس في غزة تعاني أزمة نتيجة انقطاع الدعم المالي الإيراني بسبب موقفها من أحداث سوريا كنا كموظفين بمؤسسات الجهاد نعيش فوق ريح، ونحصل على رواتبنا في اليوم الأول من مطلع كل شهر، وكان أنصار حماس يحسدوننا على انتظام صرف رواتبنا". ويوضح أبو محمد أنه يعيش ظروفاً إنسانية صعبة كغيره من مئات الموظفين بالحركة وأصبح يبحث عن المؤسسات التي تقدم المساعدات رغم أنه كان يعمل في واحدة منها. أما أم إبراهيم والتي كانت تعمل في دائرة العمل النسائي للجهاد، فهي تعاني من ذات الأزمة، لكن بالها مشغول في الوقت الحالي بمستقبلها بعدما أغلق مكتب العمل النسائي ومنحت جميع العاملات فيه إجازة مفتوحة لحين حل الأزمة المالية، ولم تتوقع أم إبراهيم خلال حديثها مع "اليوم"، بأن يكون هناك حل في الوقت القريب لاسيما وأن أغلب الردود التي تلقتها منذ أشهر من قيادات الحركة بشأن مستقبلهم غامضة، ولا تبشر بخير. ويعد موظفو إذاعة القدس المحلية، العاملة في قطاع غزة أحسن حالاً من كافة العاملين بمؤسسات الجهاد المدنية والعسكرية، لاسيما وأنهم يحصلون شهرياً عن ما قدره 60% من رواتبهم من عائدات الإعلانات، بينما يعد موظفو فضائية فلسطين اليوم التي تبث من بيروت أسوأ حظاً لاسيما وأن معظم مكاتبها بالضفة الغربية أغلقت نتيجة الأزمة المالية. وبحسب تقارير، فإن إيران أبلغت الجهاد بأن العلاقات بين الطرفين تحولت من مرحلة "الحليف المهم" إلى مرحلة الصديق الذي "لا تستطيع إيران باستمرار توفير ما يريد". وأشارت التقارير إلى أن قيادة الحركة لم تقتنع كثيرا بالرسالة الإيرانية خاصةً وأن طهران تموّل جماعات صغيرة في غزة أبرزها حركة "الصابرين".وتفتقر حركة الجهاد الإسلامي لأي مصدر تمويل ذاتي، خلافاً لحركة حماس التي استثمرت مبالغ ضخمة في مشاريع تعمل في أغلب القطاعات. ويقر مسؤول بارز بالجهاد خلال حديثه مع "اليوم"، بوجود أزمة مالية خانقة تعيشها الحركة منذ فترة طويلة نتيجة توقف طهران عن دعم الحركة. ويقول المسؤول الذي طلب عدم ذكر أسمه إن "السبب الرئيسي والمباشر خلف وقف التمويل الإيراني لنا، هو رفضنا اعطاء موقف معارض من العملية العسكرية "عاصفة الحزم" والتي تقودها المملكة العربية السعودية، في اليمن، وبقاؤنا على الحياد، مع التأكيد على عدم التدخل في شؤون أي بلد عربي". ويحاول حزب الله اللبناني التوسط بين الجهاد وإيران، للتوصل إلى تسوية متفق عليها، في حين يصر الأمين العام للجهاد رمضان شلح على أن حركته لن تغير موقفها بشأن اليمن. ووفقاً للمسؤول البارز فإن الجهاد لن تتخذ موقفاً ضد السعودية التي تقود العملية العسكرية باليمن. ويؤكد المسؤول "بالجهاد" أن حركته كانت تحصل من طهران على دعم مالي وعسكري ضخم، بالإضافة لدعم سياسي شامل للقضية الفلسطينية، وأنها تراهن حالياً على عودته، سيما وأن طهران غير معنية بخسارة الجهاد الإسلامي وفقاً لما أبلغه فيه مسؤولون من حزب الله يقودون الوساطة بين الطرفين".ويؤكد حسن عبدو الباحث في مركز فلسطين للدراسات، أن "الجهاد" تعيش أزمة مالية منذ عام. وقال لـ"اليوم"، البعض "يري أن طهران توقفت عن دعم الجهاد نتيجة الوضع الاقتصادي الذي تمر به إضافة لانشغالها في دعم جبهات أخرى كسوريا واليمن". وأضاف عبدو وهو مقرب من "الجهاد" و مطلع عن كثب على علاقات الفصائل الفلسطينية بطهران: "إن سببا سياسيا يقف خلف توقف دعم طهران للجهاد، سيما وأن الأخيرة اتخذت موقفاً محايداً اتجاه الأحداث الحاصلة باليمن، وهذا الموقف لم يكن مقبولاً من إيران التي ترغب بأن يكون للجهاد موقف واضح مما يجري باليمن". ويرى عبدو أن طهران عقب تسوية الملف النووي أصبحت أكثر عقلانية في دعمها للحركات التي توصف أوربياً بأنها منظمات إرهابية. وحول إذا ما كنت الأزمة المالية التي تعصف بالجهاد يمكن أن تؤثر على مستقبلها كحركة مقاومة للاحتلال الإسرائيلي، بين عبدو أنه يستبعد ذلك، واستكمل قائلاً "لها تأثير ولكن لن يكون كبيراً، والجهاد تأكد أنها حركة غير انتهازية، وأنها تتبني أجندة وطنية بالكامل وأزمتها المالية تؤكد أنها ليست امتداداً لأي قوي خارجية"، معتبراً أن ذلك يعمق مكانة الحركة في وجدان الشارع الفلسطيني. وأشار عبدو إلى أن المال الإيراني مهم بالنسبة للجهاد ويعتبر واحدا من قنوات دعمها، مؤكداً أن الجهاد لديها مصادر دعم من مصادر أخري لم يذكرها، مشيرا إلى أن الأزمة المالية للجهاد لا يمكن أن تدفعها عن التخلي عن برنامجها وخيارها الثابت بشأن مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، مستبعداً أن تغير الجهاد موقفها من أحداث اليمن. وقال:" الجهاد موقفها واضح هو عدم التدخل بالقضايا الإقليمية سيما وأن فلسطين بحاجة لدعم الجميع".