DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

ثقافة العمل.. إلى أين تتجه؟

ثقافة العمل.. إلى أين تتجه؟

ثقافة العمل.. إلى أين تتجه؟
أخبار متعلقة
 
في دولٍ كالمملكة العربية السعودية وغيرها ممن تمتاز بناتج محلي مرتفع ودخل جيد للفرد، غالباً ما تتولّد ثقافات عمل ذات خصوصية متفردة، حيث يبذل أغلب الباحثين والباحثات عن العمل جهداً كبيراً للحصول على وظيفة إمّا حكومية أو بشركة كبرى في القطاع الخاص على أقل تقدير وهذا شيء طبيعي، إيماناً منهم بأن هذا هو الاختيار الصحيح، محاولين قدر الإمكان تجنب الكثير من الوظائف التي لا تتناغم مع ثقافة ونظرة المجتمع «القاصرة» كالعمل في قطاع التجزئة وخاصة وظائف قطاع التغذية والوجبات السريعة مثلا أو الأعمال الحرة أو الحرفية المهنية البسيطة بما في ذلك البيع والشراء، وقد يكون ذلك واقعاً يمكن قبوله على المدى القصير، لكن ماذا سيحدث لهذا الواقع على المدى البعيد؟ بمفهوم العرض والطلب سيتكدّس شبابنا وبناتنا في فئات محددة من الوظائف كالوظائف الحكومية أو وظائف الشركات الكبرى بالقطاع الخاص وسيصبح الطلب على تلك الوظائف كبيراً جداً مقارنة بالوظائف المعروضة خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الحالية، مما سيؤدي لانحسار فرص التطور الوظيفي بسبب المنافسة الشرسة بين الموظفين والموظفات لمحاولة إثبات الذات واختلال ميزان العرض والطلب، بينما الوضع على النقيض تماماً في القطاعات والوظائف الأخرى والتي يهرب منها أغلب الباحثين والباحثات عن العمل كوظائف قطاع التجزئة التي ذكرناها مسبقاً أو الأعمال الحرفية المهنية البسيطة وكذلك البيع والشراء، حيث تعرض الوظائف بغزارة مقابل أعداد قليلة خجولة ممن يرغب فيها، وفي هذه الحالة ستضطر تلك الشركات لزيادة جاذبية وظائفها إما من خلال عرض مرتبات تنافسية تزيد عن القيمة السوقية أو من خلال وضع مسار مهني (Career Path) مغر وهذا بالتأكيد سيدعم فرص التطور الوظيفي للباحثين والباحثات عن العمل وسيختصر لهم الكثير من الوقت بسبب محدودية المنافسة. ولمن يعتقد بأن العمل في بعض هذه الأعمال عيب، فليتذكر أن آدم عليهم السلام كان مزارعاً ونوحا عليه السلام كان نجاراً وإدريس عليه السلام كان خياطاً وداوود عليه السلام كان حداداً ومحمدا صلى الله عليه وسلم كان راعياً للغنم ولنتذكر جميعاً أن ثقافة العمل المتطورة هي العدو اللدود للبطالة. قبل ١٠ سنوات فقط كان من «العيب» أن تعرض وظيفة ما في قطاع التجزئة وخاصة وظائف قطاع التغذية والوجبات السريعة مثلا أو الأعمال المهنية على أحد شبابنا أو بناتنا وقد يعتبرها البعض إهانة، وكنّا بالكاد نجد سعودياً يعمل بها، أما الآن فثقافة العيب بدأت بالاندثار وأصبحنا نجد شبابنا وبناتنا في أغلب وظائف قطاع التجزئة والوظائف الأخرى التي ذكرناها حتى وإن كان بعضهم يعمل على استحياء، وأكاد أجزم لكم أنه بعد ١٠ سنوات من الآن سيتحول هذا العيب بقدرة قادر لمصدر فخر واعتزاز، وسنجد من شبابنا وبناتنا من يتباهى بعمله في تلك الوظائف، وتذكروا ذلك جيداً، لأن تغيير ثقافة العمل خاصة في دول كالمملكة يحتاج للوقت إضافة للتوعية من خلال نماذج مميزة من شبابنا وبناتنا ممّن حققوا نجاحات مبهرة في العمل بتلك القطاعات وهم كثر ولله الحمد. الخلاصة: المستقبل.. في الوظائف التي يهرب منها الجميع الآن.