طالعنا هذا الأسبوع ثلاثة أخبار تهم المرأة وتوثق المرحلة التي نمر بها بالصوت والصورة. الخبر الأول هو اطلاق صندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتنمية المرأة، لجائزة "لأنك سندي" تكرم من خلالها المرأة السعودية الرجال الذين وقفوا خلف نجاح زوجاتهم، بناتهم، أخواتهم، وكانوا سنداً لهن في تذليل الصعاب وإكمال طريقهن نحو النجاح وتحقيق الطموح على كافة الأصعدة المهنية، العلمية، الاجتماعية.
وتأتي حملة #لأنك_سندي إيماناً بأن المرأة لاتبدع في أي مجال من المجالات دون أن يكون الرجل سنداً لها، تعميقاً لمبادئ الشراكة والوفاء والانسانية، (وأظنها مبادئ سمو أمير الانسانية سلطان بن عبدالعزيز الذي نذكر لحظات تدشينه للصندوق ودعمه للجامعات الاهلية والمدن الصحية والأفراد، ولو لم يكن لهذا الصندوق عدا اسم «سلطان» لكفاه تميزاً وتألقاً. ما أجمل روحه- رحمه الله- وما أكرمه وأجزله مادياً ومعنوياً لمن هم حوله). أمر آخر يفرد لصندوق الأمير سلطان هو تخصصة بتنمية المرأة كجمعية مسجلة في الدولة وهو أمر يدعو للفخر والاشادة بالتفكير والتخطيط السامي الذي يقف خلفه.
طالعنا هذا الأسبوع خبر السماح للنساء بالسكن في الفنادق بلا محرم رغم أن القرار قد صدر عام 2008 م من قبل وزارة التجارة بالتنسيق مع أجهزة الدولة وعلى رأسها وزارة الداخلية. ولا أعلم سبب اثارته لكن الحقيقة أن هذا القرار بقدر ماهو مصيري ومهم، خاصة لمن تقطعت بهن السبل من النساء ولا يجدن محرماً يعتمد عليه، إن وجد! لكنه يجعلنا في مواجهة أمام العالم وأنفسنا بأن النساء بحاجة للموافقة والوصاية على ابسط احتياجاتهن الانسانية! وهذا أمر مزعج ومحرج ويثير البلبلة في الداخل والخارج، وبدل أن نتتبع القرارات وكأن كل قرار يعتبر انتصاراً وانجازاً، فإننا بحاجة لقرار شامل بأهلية المرأة وقدرتها، قرار يمكنها من التعليم والعمل والعيش بكرامة.
الأمر الأخير هو الواقع مرة أخرى والذي فرض نفسه على مرشحات الانتخابات البلدية بجدة، حين اعترض الرجال على جلوسهن وتصويرهن، الأمر الذي لم يحصل مع مرشحات الأحساء. وبين أقصى شرق وطننا الحبيب وأقصى غربه، تتكرر مثل هذه المواقف التي تحكي بصدق تداخل مشاعرنا واختلافاتنا حيال قبول ورفض مشاركة المرأة اجمالاً، المشاركة التي يدعو لها الجميع لكن لا يتم الاستعداد للحظاتها كما يجب. مع وجود شقي النقيض الذكوري لدينا، أي أنه يوجد من الرجال من يستحق التكريم لأنه سند وحزام وهامة على الرأس، ومن هم بحاجة للتذكير بأن يستحوا من الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كانت النساء وصيته للجميع، وندعوهم وندعو لهم بأن يكونوا السند الذي تبحث عنه النساء.