الهياطة والمهياط كلمة صعب تهضم معناها أو تتحمل تصرف من يطبقها، هل هي عكس البساطة أو استعراض لأمور بالقول والعمل ولفت أنظار العالم لأفعال عجيبة وغريبة ومستنكرة من المجتمع، فنرى من يستعرض بالنقود ومن يغتسل بدهن العود ومن يسرف في الطعام ويتفلسف في الكلام ويستعرض قوته حتى في قيادة سيارته.. حتى الحيوانات لم تسلم من هياطهم وغرابة تصرفاتهم.
هل هذه الأمور تشبع رغبات مهزومة وتستعرض نفسها أمام نفوس محرومة، ماذا يريدون ولماذا يهايطون؟ فالطفل ربما يهايط بالقول ويقول ما يسعده في والده ويصفه بقوة خارقة وبطولة مطلقة وهذا ما يطلق عليه المهايط القولي، ولكن الغريب والعجيب هو استعراض الكبار بأموالهم وما يملكون من خيرات أنعم الله عليهم بها مثل ما يتم نشره في شبكات التواصل الاجتماعي برمي الفلوس وتغطية الأطفال بمبالغ خيالية في حركة غريبة واستعراض البذخ في تقديم ما لذ وطاب لدرجة اننا شاهدنا أن أحد المطاعم يكرم احدهم نتيجة طلبه اعدادا كبيرة من الذبائح وطبخ المفاطيح خلال شهر وتسليمه شهادة.
هل هذا العمل يتطلب أن يسلم شهادة تقدير وتصويره ونشره؟ الكرم والضيافة لا يحتاج لاستعراض وتسليم شهادات، فالكرم طبع جميل دون استعراض أو مبالغة، ان النعمة بحاجة للحفظ وعدم الاسراف وعدم التبذير، ان بعض الدول تعيش في حرمان وقهر من أبسط أمور الحياة وقد وصل الحال ببعضها للمجاعة والحرمان، فلماذا لا نحاول مد يد العون لتلك النفوس التي حرمت من أبسط الضروريات وتأمين الأساسيات لأسرهم.
نرى تلك الفئة تستعرض نفسها دون الإحساس بغيرها بأساليب قد تقهر الكثير وتحرق أعصابهم خاصة من أناس يقدرون النعمة ويحافظون عليها كي تدوم.. يجب أن يكون البعد عن هذه الأمور التي تسيء للشخص وتقلل من قيمته، اننا نعيش في فترة يجب ان يكون احساسنا بالغير بالوقوف معهم والسعي لسد أبسط حقوقهم.
كم نتمنى من كل بالغ في تصرفاته وصرفه أن ينظر حوله ويحاور نفسه ماذا كسب عندما تصرف وصور واستعرض هل أضاف شيئا يحقق رضا ربه ويسعد نفسه؟ أنا أقول لا وألف لا حتى الذين كانوا معه يصورون ما قام به كانوا في داخلهم مستغربين ومستنكرين ما يقوم به هؤلاء، ولقد أسعدنا التوجه لمراقبة تلك الفئة وغيرها ممن ترسل صورا غير ايجابية لمجتمع يحب الخير والتعامل مع الغير بكل حب واحترام.
إن هذه النعم سوف نحاسب عليها وكيف كسبناها وصرفناها.. فهل يكون شعارنا احفظ نعمتك تدم سعادتك، وحفظها يكون بان يكون شعارنا ألا تعلم يسارك ما صرفت يمينك، وان تفرج كربة ليفرج الله عنك كربة من كرب يوم القيامة، ويجب ان نكسب احترام الغير لا حقدهم واحتقارهم، أتمنى ان يرسل الجميع صورة تترجم تفكيره وحسن تدبيره.