يُدشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اليوم الأربعاء في العاصمة الرياض مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية، ويفتتح مصفاة شركة ينبع أرامكو سينوبيك للتكرير (ياسرف)، حيث يتم إطلاق إشارة البدء لأعمال المصفاة رسمياً.
ويعد مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية مؤسسة بحوث مستقلة لا تهدف للربح، تكرّس جهودها لدراسة جميع أنواع الطاقة وما يتعلق بها من اقتصاديات وسياسات وتقنيات.
ومنذ أن أُوكُلت لأرامكو السعودية مهمّة تأسيس المركز، أحرزت الشركة خطوات واسعة في إنشاء البنية التحتية للمركز بأفضل المعايير الدولية، بما في ذلك بناء أحياء سكنية عالية الطراز، وإنشاء المرافق، وتدشين نظام لتوليد الطاقة الشمسية، وإنشاء مكاتب حديثة، ومجمع بحوث.
وقد مُنح مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية مؤخرًا شهادة (الريادة في التصاميم المحافظة على الطاقة والصديقة للبيئة) عن الحي السكني التابع له، وهو الأول من نوعه خارج أمريكا الشمالية والأول من نوعه من حيث الحجم، كما قامت أرامكو بتأسيس العديد من أنظمة المركز مثل الأمن وتقنية المعلومات.
وتم تأسيس وإنشاء مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية بطاقم من الخبراء من أرامكو السعودية، عَمِل بجدّ مع إدارة المشاريع في الشركة من خلال استخدام خبراتهم في بناء الشركة ونظمها وخططها لتحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين في إنشاء مركز بحوث عالمي.
وكان باحثون قد شاركوا في سلسلة من الورش الدولية أقامها المركز ووصفوا المركز بأنه «أكثر مراكز الملك الدراسات والبحوث البترولية ويعد مركز أبحاث عالميا يهتم بأبحاث البترول والطاقة والبيئة وسياساتها المستقبلية، ويهدف لأن يكون صرحًا لتبادل الخبرات والأفكار المتعلقة بالطاقة والبيئة وتوفير استراتيجيات وسياسات هادفة للمملكة وللعالم انطلاقاً من الدور الريادي للمملكة في مجال الطاقة والبترول».
وتشمل برامج المركز الرئيسية إنتاج الطاقة، تحولات الوقود وتقنياته، ورصد الموارد المختلفة للطاقة ودراسة جدواها الاقتصادية، وللمركز مهام منها تحسين نوعية استهلاك الطاقة من قبل المواطنين وكبح الهدر وحماية البيئة، ورفع جدوى مصادر الطاقة وتنويعها لتخفيف الاعتماد على الوقود الأحفوري، والتعرف على التوجهات العالمية، وتوقع سياسات انتاج الطاقة واستهلاكها.
كما يعمل المركز على الحرص على سلامة البيئة بالتزامن مع توفير الحد الأقصى من الطاقة، ويتعاون في ذلك مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية والاقتصادية والهيئات الحكومية، كما يسعى لعقد شراكات في الأبحاث مع جهات مختصة في العالم، ووضع برامج بحثية متخصصة للباحثين الزائرين تخاطب دول الجوار الخليجي والصين وشرق إفريقيا.
فيما تعتبر مصفاة شركة ينبع أرامكو سينوبيك للتكرير (ياسرف)، مصفاة طاقتها التكريرية 400 ألف برميل في اليوم تركز على أنواع الوقود النظيفة ذات الجودة العالية المستخدمة في وسائل النقل. وفي شهر يناير 2015، شُحنت الشحنة الأولى لياسرف والبالغة 300,000 برميل من وقود الديزل النظيف بنجاح مُحرزةً رقماً قياسيًا زمنيًا منذ التوقيع على المشروع المشترك في شهر يناير 2012 وتصميم المرافق والإنشاء وبدء العمل وحتى تسليم المنتجات.
وبكل المعايير، فإن النظر إلى نطاق وتعقيد هذا المرفق وعمليات تكرير المواد الكيماوية يجعل من هذا الإطار الزمني انجازاً فريداً من نوعه. وتُعد مصفاة ياسرف أكثر مصافي المملكة تطوراً، فهي تجمع أفضل التقنيات من جميع أنحاء العالم في مقر معالجة واحد يسمح لوحدات المعالجة التي تملكها بفصل لقيم النفط الخام الثقيل وتحويله إلى منتجات نهائية عالية الجودة. إضافة إلى هذه المصفاة العملاقة العالمية الطراز، يُوظف المجمع أحدث المنافع والأنظمة الخارجية لمساندة عمليات التشغيل، إلى جانب ما يرتبط بها من لقيم ومواد وسيطة وتخزين للمنتجات.
ونظراً لمعايير السلامة العالية والتميز في إدارة المشاريع، حازت ياسرف على جائزة «بلاتس» للطاقة العالمية كأفضل مشروع إنشاء للعام، وذلك ضمن حدث مميز أقيم في مدينة نيويورك يستعرض أفضل المشاريع من جميع أنحاء العالم.
ووفرت شركة ياسرف التي تم تشغيلها بالكامل نحو 1,200 وظيفة مباشرة و5,000 وظيفة غير مباشرة، بنسبة سعودة في المصفاة تصل إلى ما يقارب 74%، كما قام المشروع بإدراج نحو 600 موظف سعودي في برنامجه التدرجي لإعدادهم لتولي وظائف بدوام كامل في أعمال التشغيل والصيانة والعلاقات الصناعية والهندسة.
المركز لا يهدف للربح
..ويهتم بأبحاث البترول والطاقة والبيئة
مصفاة طاقتها التكريرية 400 ألف برميل في اليوم