DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الحسم السعودي وعرض بوتين لجوء الأسد

الحسم السعودي وعرض بوتين لجوء الأسد

الحسم السعودي وعرض بوتين لجوء الأسد
أخبار متعلقة
 
حين تدخلت المملكة العربية السعودية في اليمن وبنت تحالفاً دولياً لاستعادة اليمن، لم يكن أمامها إلا هدف انقاذ اليمن من الخطر الداهم، وهو خطر الاختطاف، وحين تدخلت السعودية قبل ذلك وعبر المنظومة الخليجية في حماية أمن البحرين مع بدء الربيع العربي، كانت تتدخل لأجل الواجب وحق الأخ على أخيه، وبهاجس عروبي، وحين أصرت السعودية على الحل السياسي في سوريا والتغيير، كانت تدرك أن سوريا فيها كل عقد المنطقة، التي يجب أن ينتهي بها وجود الأسد في مقعد الرئاسة؛ لأن هذا الوجود هو الذي سمح لإيران بالتغول على مصائر المنطقة وهو الذي ما زال يربك الإقليم ويهدد المنطقة. اليوم تصدر التلميحات من طرف روسيا القوة الضامنة لوجود الأسد دولياً حتى الآن، بأن وجود الأسد قد يكون محلّ نقاش، وفي النهاية ضمن إطار مرجعتيه «جنيف1» وهو ما قد يعيد السؤال عن تنظيم السلطة في المرحلة الأولى لرحيل الأسد أو قبيل ذلك الرحيل تهيئة الأرضية السياسية السورية، إن تكلل أمر خروج الأسد بالنجاح. أما بالنسبة لقوى المعارضة السورية والتي برغم كل قواها المتعددة، فإنها لم تخلق ثغرة كبيرة في الجدار السوري الرسمي الذي ثبت أنه صلب حتى الآن مهما كانت القوى التي تدعمه ومهما كانت شرعية ذلك الدعم، فما ثبت اليوم بعد كل الدماء والارواح السورية التي ازهقت بسبب الثورة أن رحيل الأسد لن يكون بسهولة، لكنه لن يتم بدون إغراء روسي للأسد أو رفع اليد الروسية جراء اضطرار روسيا لذلك، أو اقتناع الأسد بحقيقة أن بقاءه مرهون بالوجود الروسي فقط، وأن رفع اليد الروسية قد ينهي الأسد كما انتهى القذافي بيد ثوار عابثين لم يمنحوه حتى نهاية مقبولة او مرتجاه بل شوهوه وعذبوه، والأرجح أنه قد يكون تعرض للتمثيل. هذا الخيار، خيار نهاية القذافي كلما تصوره الأسد، ارتعب، قد يكون استبعده مرحلياً لوجود دعم روسي، لكنه يعلم أن الدب الروسي لابدّ له من إياب، وان البقاء لن يطول، وأن الرهان لن يكون مديداً على جنرال الكرملين وقيصره، فهو أيضاً مضطر لعودة مقاتليه وطياراته مع ارتفاع كلفة الوجود العسكري هناك، نعم يخشى الأسد مصيراً مشابهاً لمصير القذافي، وهذا ما يشكل شيئاً من قناعات الرحيل المضمون إن وفرته روسيا بشكل آمن. وهنا نأتي إلى حديث الرئيس فلاديمير بوتين لصحيفة «بيلد» الألمانية بقوله: «.. إنه من السابق لأوانه القول ما إذا كانت روسيا ستؤوي الأسد الذي تفككت بلاده جراء حرب أهلية مستمرة منذ نحو خمسة أعوام..» وأضاف: «أولا على الشعب السوري أن يكون قادرا على التصويت، ثم سنرى ما إذا كان يتعين على الأسد مغادرة بلاده إذا خسر الانتخابات..». عملياً كان حديث بوتين أشبه بصعقة للأسد الذي بدأ يفكر بأن ما كان شرطاً مفروضاً منه قبل أعوام على مبعوثي الأمم المتحدة، أو ما كان يصرح به للإعلام، فإنه اليوم لا يصدر منه، فحديث المصير الختامي للأسد لم يعد يصدر اليوم من قبل الأسد، بل من قبل بوتين، إذ اصبح المصير لعبة وهاجساً مؤرقاً له، وحين يؤكد بوتين أن ما يقوم به الأسد على الأرض قد لا يكون كله صواباً فإن الحكمة الشامية قد تمنح الأسد واعوانه فرصة التدبر بأن النهايات باتت مفتوحة، فقد قال بوتين: «..مجدداً لا يفترض أن يعني هذا أن كل شيء على ما يرام في سورية أو أن الأسد يفعل كل ما هو صواب..». هذا الحديث الذي لا شك فيه بأن القيادة الروسية غيرت في أهدافها بعيدة المدى، وأنه قد يؤثر على المشهد السوري ويعجل بالحل، هو من باب الخيارات المفكر بها سوريا اليوم، فبوتين لا يمكن له البقاء في سوريا، وقد أتمّ استعراض القوى المبتغى الذي أراده امام الولايات المتحدة، وهو إذا يحدد أهدافا استراتيجية للعام 2016 لروسيا وعلى رأسها استعادة التوازن وتعافي الاقتصاد الروسي الذي تلقى ضربات متتالية خلال 2015، فإنه يبدو مقتنعاً بأن الأزمة مع الجار التركي القريب ستضاعف ازماته خلال العام الحالي اقتصاديا إذا طال أمد الصراع في سوريا. بوتين الذي شهد روسيا عام 2000 وهي بقايا امبراطورية ممزقة، استعاد الحضور السياسي اليوم بشكل جيد، وبدأ العام المنصرم كأقوى الشخصيات العالمية، ولاعب أساسي في الشرق الأوسط، لكنه حين يقرأ المخاطر في البقاء في سوريا ومعها الإصرار السعودي في المنطقة على أن نهاية الأسد حتمية لرؤية ضوء في النفق السوري، فإنه يعرف إن كانت روسيا تحارب في جبهة واحدة سوريا أم لا، كذلك فإن ثمة قوى إقليمية أخرى هي المملكة العربية السعودية تحارب في أكثر من جبهة وضد التطرف وضد اختطاف المنطقة من قبل إيران، وأنها لا تتهاون في أمر المصير السوري، وأن الرياض لم ولن تبدي ليونة في الموقف من الطاغية بشار الأسد وأنها لا تناور بورقته، في حين أن بوتين بات يقر اليوم أن الأسد ارتكب أخطاء، وأنه قد يمنح خيار اللجوء إلى روسيا، وهو ما ألمح إليه بصراحة، وأنه قد يستخدمه كورقة لعب في أي وقت ويرمي به ليعوض خساراته الأخرى.