منذ سنوات والمواطن في المملكة يسمع ويرى حملات من الخارج، موجهة ضد المملكة لأهداف مختلفة، وقد سمع المواطن هذه الحملات منذ عشرات السنين، سواء أثناء ما يسمى زمن القومية العربية أو المد الناصري وغيرها من المناسبات التي كان يتم الرد عليها بالصمت، ولكنه صمت كان الكثير يفهم مغزاه. ومع مرور الوقت كانت النتائج كفيلة بأن تثبت أن المملكة كانت على حق وأن الزمن والوقت كان كفيلا بإثبات صحة وجهة النظر السعودية. وفي هذا الوقت الذي تغير فيه أسلوب طرح الخبر وسرعة انتشاره وسهولة تزييفه، أصبح لا بد للمملكة أن تغير من أسلوب الرد الذي من الضروري أن يكون بأسلوب يستطيع الشرق والغرب فهمه وفهم ما يرمي إليه.
وفي الوقت الحالي، هناك هجمات إعلامية ضد المملكة، لم يسبق لها مثيل، ولأسباب عدة، وأهمها: التشكيك في قدرات المملكة السياسية والاقتصادية والاجتماعية رغم أن التقارير التي تقوم بها مراكز البحث والتحليل ترى أن المملكة استطاعت -رغم ما يجري في المنطقة من قلاقل- أن تعتبر من أكثر الدول ثباتا في النواحي السياسية والاجتماعية، بل أن الكثير يرى أن المواطن السعودي من أكثر الشعوب تلاحما مع قيادته، ولكن في واقع الأمر هذا لا يمنع من قيام الأقلام السعودية وآلة الإعلام الرسمية من أن تتحرك لتوضيح وجهة النظر السعودية وشرحها وبأسلوب السهل الممتنع، الذي يكون له تأثير كبير خاصة إذا كان صاحب القلم أو المتحدث لا يمثل جهة رسمية؛ لأن الغرب يستمع أكثر للرأي الخاص أكثر من الرأي الرسمي، وهذا لا يحتاج إلى كثير من الجهد، بل كل ما يحتاجه هو تنسيق بسيط؛ لكي يتمكن صاحب القلم السعودي من أن يتحرك في الإتجاه الصحيح. وقد رأى الكثير سواء في الوطن أو خارجه بعض المتحدثين والكتاب الشباب عندما استطاعوا التخاطب مع العالم، وعبر قنوات وصحف ذات شهرة عالمية؛ ليحدثوا فروقات كبيرة فيما كان يسمعه العالم وبين ما يريد أن يقوله المواطن السعودي، والشيء الذي زاد من قوة الحجة للمتحدث السعودي هو أن كل الأحاديث جاءت بصورة عفوية، ولكنها كانت ذات تأثير كبير. ولعلم القارئ، فهناك متحدثون من المملكة أخذوا على عاتقهم مهمة الدفاع عن المملكة وإيضاح وجهة نظرها عبر اجتهادات شخصية، عكست قدرا كبيرا من الحب والوفاء لهذا الوطن، وبدا واضحا أن بعضهم يتحدث بإلمام ومعرفة لكل الشؤون الخارجية، ويتحدث عن أكثر من موضوع بأسلوب من السهولة للمستمع الغربي والشرقي أن يفهم ما يريد إيصاله هذا الكاتب والمتحدث السعودي، وقد تعرفت قبل فترة بسيطة على بعض من يكتب ويتحدث من الشباب السعودي، ووجدت أن لديهم مواهب كبيرة وقدرا كبيرا من المعلومات التاريخية والسياسية وغيرها مما يجعلهم سندا كبيرا لوسائل الإعلام الرسمية التي بالطبع لها دور فعال وقوي للتخاطب مع هيئات رسمية أخرى.