متى ينهض النصر من عثرته؟!!

 سؤال عريض يحمل في طياته الشيء الكثير، يطرحه عشاق هذا الكيان العريق ويرددونه بعد كل مباراة منذ بداية الموسم وحتى الآن..  سؤال منطقي ينتظر إجابة شافية ووافية من أصحاب القرار في النادي العاصمي وتحديدا رئيس النادي لوضع النقاط فوق الحروف..  فما نشاهده حاليا مجرد بقايا نصر، كيف لا والفريق منذ بداية الموسم يعاني من حالة توهان أفقدته هويته وأضاعت شخصيته وأخفت ملامحه وبات صيدا ثمينا للفرق الصغيرة لتتزود بالنقاط على حسابه..  فبعد خسارة السوبر أمام جاره اللدود ودع مسابقة كأس ولي العهد من الدور ربع النهائي أمام جاره الثاني وهاهو الآن في الدوري الذي يحمل لقبه في آخر نسختين يترنح في مراكز المنطقة الدافئة ويتراوح مابين الخامس والسابع وهي مراكز لا تليق بحجمه ومكانته ولا تتواءم مع إمكاناته..  الغريب في الأمر أنه كلما لاحت بارقة أمل لعودة الفريق إلى وضعه الطبيعي نتيجة مستوى جيد أو فوز في مباراة سرعان ما يتبدد هذا الأمل في المباراة التي تليها ويعود للمربع الأول..  نتفق أن الفريق عانى من ضعف الإعداد وتأثر بغياب بعض عناصره الأساسية وكان ضحية لبعض الأخطاء التحكيمية الفادحة ولكن ما يقدمه من مستوى لا يشفع له بالمنافسة على الألقاب..  لا ننكر أن المدرب السابق داسيلفا كتب السطر الأول في صفحة التراجع المخيف ولكن المدرب يبقى جزءا من المشكلة وليس كل المشكلة التي من وجهة نظري المتواضعة تتجاوز فشل مدرب أو تراجع مستوى لاعب..  الحقيقة التي تجب أن تعرفها إدارة النصر أن وضع الفريق الراهن لا يبشر بالخير ولا يدعو للتفاؤل لاقتسام كعكة البطولات المحلية مع بقية المنافسين والتي لم يتبق منها سوى كأس جلالة الملك..  وفي اعتقادي أن الحلول الموضوعية لانتشال الفريق من أزمته الحالية التي وضعته في مهب الريح لا يمكن اختزالها في إلغاء عقد مدرب أو إعفاء إداري أو جلب لاعب أو مجموعة لاعبين وإنما تكمن في ترميم البيت النصراوي من الداخل واتخاذ عدة خطوات تصحيحية إن أرادت الإدارة ذلك ليستعيد الفريق بريقه ويعود بطلا كما كان..  إن أولى خطوات التصحيح، تبدأ بعقد اجتماع شرفي موسع يتم خلاله حل جميع الخلافات مع أعضاء الشرف سيما الداعمون الذين أوقفوا الدعم لأسباب لا يعرفها إلا رئيس النادي..  أما ثاني الخطوات فيجب أن تتمحور حول توفير دعم مالي عاجل يساهم فيه أعضاء الشرف المقتدرون ليتسنى للإدارة تخفيف الأعباء المالية المتراكمة وتسليم اللاعبين مستحقاتهم من مقدمات عقود ورواتب شهرية ومكافآت..  وتبقى آخر الخطوات التصحيحية في هذا الموسم، استغلال فترة الانتقالات الشتوية بالشكل الأمثل وتدعيم صفوف الفريق بلاعبين محليين وأجانب خصوصا في خط الدفاع ليتمكن الفريق من العودة وإن كانت متأخرة ويحقق مركزا متقدما في الدوري يضمن له المشاركة في دوري أبطال آسيا في النسخة ما بعد القادمة وينافس بشراسة على كأس الملك ودوري الأبطال الآسيوي.