صدر مؤخرا عن مطابع الشركة الشرقية بالدمام مجموعة قصص قصيرة جدا للقاص جاسم الجاسم، وهو الكتاب السردي الثالث له بعد مجموعته "شيطان الحبّ" وروايته "نافذة وبحر"، وتقع المجموعة في 111 صفحة من القطع المتوسط متضمنة 50 قصة قصيرة جدا، وصورا للوحات للفنانة التشكيلية حميدة السنان، إضافة إلى مقدمة قصيرة بعنوان "قبل سماع صوت الرمل" بقلم صديقه القاص والروائي حسن الشيخ، تناول فيها إشكالية الـ «ق. ق. ج». وألقى فيها الضوء على طبيعة قصص المجموعة.
وجاء في المقدمة: "القصة القصيرة جدا ظلت في مجال الصراع الفكري، في ماهيتها وكينونتها، وطولها وقصرها وأساليبها ومضمونها، إلا أن هذا النقاش الفكري بين النقاد، فضلا عن الأدباء، لم يحسم بعد، ولا أظنه سيحسم في الوقت القريب.
ومن هنا جاءت مجموعة "صوت الرمل" التي بين يدي القارئ وفيها الكثير من الدفق الشعوري والعاطفة والصدق. وفيها تجريب، ربما يصدم بعض القرّاء. وهي مجموعة تخاطب الوجدان، وتخاطب الإنسان البسيط، وتحاكي أحزان الناس البسطاء. فجاسم الجاسم لا يكتب للطبقة المثقفة، بل يكتب لمختلف شرائح القرّاء. وتلك الميزة في المجموعة". ومن قصص المجموعة نقرأ قصة بعنوان "زجاجة عطر":
كعادته، العم عبد الله يتجوّل بشكل دائم في السوق الشعبي، عرض عليه أحد أصدقائه زجاجة عطر رائحتها طيب الجنة، رُسِم عليها فتاة جميلة، هام العم عبدالله بالزجاجة حتى أنه أسماها "حورية الجنّة". وقبل النّوم.. رشّ الغرفة والفراش وحتى الوسادة ونام وحيدا ليحلم بحوريّة الجنة. في الصباح وجدوه ميتا، ودفنت معه زجاجة العطر!!.