إن الدول المتقدمة تسعى جاهدة إلى تطوير الجانب الثقافي للشعب، وتبذل هذه الدول ميزانيات مالية لتحقيق هذا الهدف وذلك بمختلف الوسائل سواء التعليمية أو التربوية أو الإعلامية وغيرها؛ لأن الشعوب المثقفة هي سند قوي وأساسي لتنمية الوطن وتطويره في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة سواء الاجتماعية أو الاقتصادية أو العمرانية وغيرها.
إن التطور الثقافي في المجتمع السعودي يحتاج إلى نقلة نوعية تؤسس مواطنا واعيا ومدركا لما يدور حوله وما يجب أن يفعله هذا المواطن وما يجب ألا يفعله دون الحاجة إلى رقيب أوعقاب، حيث إننا نعاني من قلة الوعي الثقافي لدى بعض أبناء شعبنا الغالي، والدليل على ذلك لماذا تكون لدينا أعلى نسبة وفيات في العالم نتيجة حوادث السيارات! ولماذا تكون لدينا أعلى نسبة هدر للنعم (الطعام ) بالعالم! وهكذا قس على نظافة الشوارع والأحياء وحماية المرافق والمتنزهات أو المحافظة على المال العام وغيرها كثير من الأمثلة.. لذا فان الوعي الثقافي للشعب هدف مطلوب جداً لأن الأمر لا يتعلق بموضوع واحد أو موضوعين، بل يرتبط بفكر وعلم ومعتقد ومنهج حياة كامل وهو ينتقل من جيل إلى آخر ويشمل الجميع دون استثناء.
إن المواطن السعودي الكريم لديه كافة المقومات الدينية والأسرية والاقتصادية ليكون انسانا مثقفا وواعيا، ومن الطبيعي أن هذا الأمر (التطور الثقافي) يتحقق من خلال برنامج علمي واجتماعي متدرج بحيث يشمل الجميع الصغير قبل الكبير والأنثى قبل الذكر وسكان القرى قبل المدن، على أن يكون البرنامج الثقافي متقدماً ويستفيد من كافة الوسائل سواء المدرسة أو المسجد أو المقهى أو المتنزه أو الإعلام وغيرها، وأن لا يكون البرنامج الثقافي مؤقتا أو مرتبطا بزمن ولكن مستمر على مدار اليوم والسنة لخدمة أبناء وطننا لما فيه مصلحتهم وتطوير حياتهم..وإلى الأمام يا بلادي.
