حين الإمعان في نشاط الشركات التي تمول وتسهل أعمال الإرهاب نجد أن غالبيتها تقع ضمن تصنيف المصارف أو شركات التأمين أو مكاتب السفر والسياحة، وهذا ليس نتاجا للصدفة، بل هو مقصود. كما أن أماكن تأسيس شركات الواجهة للمنظمات الإرهابية في دول محددة، وهذا أيضا ليس محض الصدفة. فالغرض من اختيار المصارف وشركات التأمين من قبل المنظمات الإرهابية تقديم التغطية المالية للارهابيين من خلال التمويل وتضليل الجهات الأمنية عبر العمليات المالية المتكررة والمتعددة بين الشركات الواجهة حتى يصعب تعقبها ومعرفة منشأها وسبيل التصرف بها. وبالمثل، الغرض من مكاتب السفر والسياحة تسهيل تنقل الإرهابيين من مكان إلى آخر، بالإضافة إلى تبرير الإيداعات الوهمية والتي غالبا ما تتم في المصارف التي تنتمي لنفس المنظمات الإرهابية. يدير منشآت الإرهاب عادة ذوو اطلاع ومعرفة بالقوانين المصرفية الدولية وذوو علاقات متعددة بالمنشآت السياحية والعقارية المختلفة، وكلهم يحظون برعاية دوائر سياسية متنفذة ومتغلغلة ترى أن بالإرهاب يمكن تحقيق غايات ومصالح سياسية واقتصادية تنمي من خلالها نفوذها وتحقق مصالحها. كما أن التحقيقات والوقائع التي كشفت عنها سلطات التحقيق المالية الأمريكية تؤكد على تواطؤ مصارف دولية مع هذه الكيانات الإرهابية وبعضها بلغ به الأمر حد تقديم دورات تدريبية في كيفية اختراق العقوبات الدولية على الدول والمنظمات الإرهابية.
قيام وزارة الداخلية في بلادنا «بتصنيف أسماء لقياديين ومسؤولين من حزب الله على خلفية مسؤولياتهم عن عمليات لصالح الحزب في أنحاء الشرق الأوسط، بالإضافة إلى كيانات تعمل كأذرع استثمارية لأنشطة الحزب» إنجاز يصب في مصلحة أمن وأمان مواطنينا ويساهم بشكل مباشر في الأمن والسلم الدوليين. وهو ليس بالجديد على وزارة الداخلية التي كانت وما زالت في مقدمة الأجهزة الأمنية على مستوى العالم في إحباط المؤامرات الإرهابية للمنظمات والدول التي ترعى الإرهاب وتغذيه وتموله وتغطي على تحركاته. لا يخفى على متابع أن حزب الله اللبناني ذراع إيرانية لإشعال المنطقة والعالم، ولا شك أن كل ما تقوم به إيران بشكل مباشر عن طريق عناصر الحرس الثوري أو جهاز استخباراتها، أو بشكل غير مباشر من خلال حزب الله وغيره من المنظمات الإرهابية يصب في خانة تدمير المنطقة وانهاكها سياسيا واقتصاديا حتى تحقق أهدافها في السيطرة والتوسع خدمة لمصالحها ولمصالح الكيان الصهيوني الذي لا يهدف إلا لإضعاف المنطقة وانهاكها وتدميرها وتشويه معتقدنا الإسلامي وتراثنا العربي الذي يدعو للسلام والتعايش مع كافة الأديان والثقافات في العالم. حزب الله اللبناني منظمة إرهابية، تسعى مع غيرها من العصابات الإرهابية لنشر الشر والتخلف بكل أنواعه، وبدعم من إيران والكيان الصهيوني، وكلهم ينشطون في تأسيس الكيانات التجارية بغرض التغطية على تحركاتهم المالية، سواء مصارف أو شركات تأمين أو شركات سفر وسياحة وغيرها الكثير مما يقدم تغطية على أعمالهم المنغمسة في الإرهاب. منشآت الإرهاب التجارية لا يقوم عليها سذج أو مغرر بهم، بل يقوم عليها ذوو خبرة واطلاع على الأعمال المصرفية والقانونية المختلفة، يستخفون الثغرات اللغوية لتحقيق اجندتهم التي لن تسمح بلادنا بتمريرها مهما بلغت بهم القدرة على الحيلة، ومهما بلغ بهم المكر والخبث. متخصصون باعوا ضمائرهم للشيطان مقابل حفنة من الأموال القذرة، كما تخذيهم عقيدة ملتوية وفكر مترد يبرر القتل والإرهاب.
لن تسمح بلادنا بتمرير الإرهاب من خلال أي وسيلة وتحت أي ذريعة مهما كان مصدر دعمها ومنشؤها. بلادنا نبع السلام، وصوت عدالة يصدح في أذن دوائر الظلم والعدوان، وأمن شعبنا وأمانه خط أحمر لا يتجرأ عليه أحد إلا ويهلك.
الجماعات الارهابية قاموا بافتتاح مكاتب سفر وسياحة دولية لتسهيل تحركاتهم
