قبل عامين في (2014م) صدرت موافقة مجلس الشورى بادراج «توصية إضافة برامج اللياقة البدنية والصحية للبنات بما يتوافق مع طبيعتهن وفق الضوابط الشرعية، وبوضع برنامج متدرج لاعتماد وجبة تغذية صحية للطلاب والطالبات في مدارس التعليم العام». ورغم أهمية القرار وارتباطه بصحة وعافية أجيال الطالبات التي ثبت لنا معاناة الكثير منهن من ازدياد الوزن والسمنة وتزامن ذلك مع انتشار الهشاشة ونقص الفيتامينات وازدياد أمراض الطفولة، لكن وللأسف مازال الحراك من الجهات التنظيمية في التعليم العام خاصة في ما له علاقة بالوجبات أقل من تطلعاتنا كآباء وأمهات! ما نقوله لا يعني أن تمارس الطالبات مسابقات الكرة والكاراتيه والجودو، لكنها تعني أن فاتورة الدولة ممثلة بوزارة الصحة أمام ترهل الأطفال من السمنة والسكري وتغيير نمط الحياة ستكون أقل، وتعني أن حياة الطالبة الفكرية والصحية هي على رأس أولويات وزارة التعليم.
أمر آخر هو الطرح المجتمعي السابق للوزارة أيضا بتغيير أوقات الدوام الرسمي، واشرككم بترجمة مختصرة لدراسة معلنة بجريدة (أمريكا اليوم) بعنوان (أوقات الدوام مبكرة جداً على المراهقين) والمبنية على توصية الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأطفال والتي تفيد بأن «الأكاديمية طلبت من المدارس بأن تبدأ الحصص الثامنة والنصف لتسمح للمراهقين في فترة النمو من مقاومة التغييرات الفسيولوجية التي تدفعهم للسهر، ضماناً لحصولهم على ساعات نوم تتراوح بين ثماني ساعات ونصف إلى تسع ساعات ونصف. وقد تأسفت الأكاديمية أن تقرير مركز مكافحة الأمراض أظهر أن ما نسبته 83% من المدارس الأمريكية تبدأ حصصها تمام الثامنة وثلاث دقائق! وشاركتهم بذلك الرأي الأكاديمية الأمريكية لأمراض النوم معلنة (أنتم تطلبون من الأطفال أن يدرسوا الرياضيات وأدمغتهم فعلياً نائمة)، لا تذكروني بجدولة المدارس السعودية فكل المواد العلمية تبدأ بين السادسة والثامنة (للأسف). ودافع مديرو المدارس بأن الجدولة المطلوبة ستؤثر على مواعيد حصص الرياضة. وخلصت التقارير من المنظمات أن مراهقي اليوم (الأمريكيون طبعاً) هم فعلياً محرومون من النوم والنمو السليم». الترجمة انتهت لكن إن كان مراهقوهم محرومين من النوم والدوام يبدأ من الثامنة في المدارس، فما التحصيل الفعلي لدى طلابنا وهم يزقزقون مع العصافير.
القراءة تصنع انساناً كاملاً، والمشورة تصنع انساناً مستعدا
فرانسيس بيكون