تناقص أعداد المحللين المهتمين بسوق الأسهم!.. لم يعد أصحاب الاختصاص المزيف بالأعداد التي كانت في مرحلة سابقة. ولم نعد نسمع تلك المصطلحات التي كنا نتقبلها منهم مع الأيام عندما كانت الأرباح في اوجها.
الكثير من المصطلحات تعودناها منهم في تلك الفترة مع أننا لا نفقهها ولا هم يعنونها.. وبعد الخسارة أصبحنا نتساءل عن ماهية كل ذلك، ولكن لم نجد القادر على البيان والتبيان. فلا تذبذب يذب ولا يرد ارتداد ولا سقف يغطي القاع.. فقط عندما كانوا يقولون (جني ارباح) عندها نكتشف أن هناك من كان يغري المتعاملين للبيع ليربح أو يشترون ليتخلص هو من الخسارة!! هل نلوم المحللين للأسهم ممن اشغلونا ونحن في الواقع من شغلنا انفسنا بمتابعتهم وصدقنا تنبؤاتهم، وضخمناهم وانقدنا لهم دون وعي.. مع ان الأيام أثبتت الحقيقة التي تؤكد أن اولئك المحللين هم أكثر من عانى من الخسارة وكانوا بحاجة للتوجيه والاستنارة أكثر من غيرهم وخاصة أن سوق اسهمنا ليست له قاعدة تحكمه ولا نهجا ولا طريقة ولا حتى معطيات يمكن تحليلها والتنبؤ بها!!.
الميزة الاساسية لمحللي اسهمنا الذين كنا نتابعهم ونصدق كل ما يوجهون به بأنهم مسالمين.. لا يتميزون لا بالشكل ولا بالمظهر يخيفهم اللون (الاحمر) لا يريدونه ويتوقفون عنده ويتألمون كثيرا عن كل ما سيواجهه أتباعهم بسببه.!!!
كل شىء في حياتنا بالإمكان أن يعوض.. المال يأتي ويذهب.. وليست مشكلتنا مع المحللين في الاقتصاد.. فالاسهم على مستوى العالم تمرض وتتعافى.. وتنزل وترتفع.. مشكلتنا الحقيقية في واقع مجتمعنا، اؤلئك المحللين الذين يؤولون الأفكار ويؤججون المشاعر ويشحنون الأنفس ويحكمون على المظاهر ويتوقعون الأسوأ..
مصيبتنا ليست فيمن اجتهد بدون علم ولا تخصص في توجيهنا لبيع وشراء الأسهم حتى كان ما كان!!.. مصيبتنا الحقيقية فيمن يحلل ليسرق عقول أبنائنا ليكونوا وقودا للإرهاب والتطرف والقتل والتدمير..
واقعنا يقول إننا نصدق بسهولة لكل من ينصب نفسه ليكون مستفيدا ويجعل مصلحته وأهدافه هي الأولى بدون وعي أو دراية منا..!!
فهل أصبحنا بيئة جاذبة لكل من يمارس شيطنته علينا !! عشرات الألاف من شهادات الهندسة المزيفة.. والأخطاء الطبية تنبئ عن أعداد الأطباء غير المؤهلين. وشهادات الدكتوراة التي لا تشهد لحامليها بنبوغهم.
كل شيء يهون ويحتمل إلا من يدعون أنهم مفكرون حتى أوهموا أبناءنا وسلبوهم كل تفكيرهم!!