توجيهات قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله-، بدعم البرامج التنموية المختلفة، وتدشين منصة الخير الرقمي، تحت إشراف البرنامج الأممي الإنمائي؛ تمثل اسهاما متواصلا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لما بعد عام 2015م من جانب، وتمثل بلورة واضحة لفكرة المنصة بما يعكس الصورة الناصعة والصادقة لمبادئ وتشريعات العقيدة الإسلامية السمحة من جانب آخر.
ومشروع منصة الخير الرقمي يترجم النتائج التي تمخضت عنها المنتديات الحوارية بين الشباب السعودي والشباب الهندي لتبادل أفضل الحلول حيال سبل التنمية وتجسيدها كواقع مشاهد، بما يحقق أهداف البرامج الإنمائية المستدامة، ويطور فعاليات المنصة لتعزيز حضورها العالمي، ويعكس أدوار المملكة الريادية في مجال التنمية العالمية من خلال البرنامج الأممي الإنمائي حول العالم.
إنها خطوة مباركة، تستهدف تحقيق الخطوات الموضوعة للتنمية المستدامة، وإبراز أهمية دور المملكة القيادي للتعاون مع كافة الشركاء الاستراتيجيين؛ لتحقيق تلك الرؤية العالمية المهمة.
فالمبادرة الجديدة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- تجسد الدور الحيوي للمملكة في مجال التنمية والمساعدات الإنسانية، وتوسيع نطاقها بما يحقق مواجهة عالمية للتحديات التي قد تحول دون استمرارية التنمية المستدامة أو تحد من انطلاقتها الواثبة.
والمبادرة في حد ذاتها ترسم أهمية الحوار القائم بين الشباب من مختلف الأمم والديانات والثقافات؛ لإحداث التغيير المأمول لصالح التنمية العالمية، ومد يد العون لها؛ للمضي في مشروعاتها المختلفة حول ابتكار الحلول المناسبة لمسارات التنمية ورفد أهدافها المرجوة. فالتبرعات الرقمية تحت إشراف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سوف تحقق الكثير من الأهداف الإنمائية المطروحة على الساحة.
ويبدو أن توسيع نطاق عمل المنصة وزيادة عدد موظفيها سيؤديان حتما إلى تغطية العدد الأكبر من المشروعات التنموية، ويحققان الضمان الأمثل لوصول الرسائل الترويجية لشرائح أكبر من المتبرعين، ويحققان بالتالي تقييما شاملا لنتائج عمل المنصة في تحديدها لأوجه التحديات المستقبلية وكيفية الاستفادة من كل الدروس لتطوير خطط استدامة العمل لفترات طويلة قادمة.
والهدف التنموي المستدام للمشروع يتمحور في القضاء على الفقر والجوع، والوصول إلى الوسائل الممكنة لتحقيق أبعاد الصحة للجميع، والوصول إلى أعلى مستويات الرفاهية لبعض الشرائح المجتمعية، والحث على النمو الاقتصادي، وابتكار الأفكار التي تساعد على الإنتاج، وعقد الشراكات المختلفة لتحقيق مختلف الأهداف الإنسانية التي تسعى المنصة لتحقيقها وصولا إلى حياة أفضل.
وتغطية المملكة لكامل التكاليف المتعلقة بإنشاء منصة الخير الرقمي تؤكد حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على الاهتمام بتشغيل المنصة؛ لترجمة المبادرة الشبابية المطروحة، وتحويلها إلى مشروع قائم على الأرض لما فيه تحقيق الحلول المبتكرة للمشروعات الإنمائية. فالدعوة للحوار تعني انتهاج أفضل السبل الممكنة لتطوير ودعم العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية بين المملكة وسائر دول العالم على أسس ودعائم قوية.