حينما يقدم الإنسان على أمر يجب أن يكون هناك هدف واضح له، ولكن المستغرب هو أننا نشاهد أفعالا هذه الأيام دون أهداف، فحينما انتشر الإسلام بالفتوحات الاسلامية كان الهدف منها نشر الدين، وقد استشهد الكثير في سبيل تحقيق هذا الهدف، وعلى مر التاريخ واجه العرب والمسلمون أيضاً حروبا أدت إلى استشهاد الملايين في سبيل تحرير أوطانهم وأراضيهم من المحتلين، الهدف كان واضحا والغاية كانت شريفة، ما يحدث اليوم مع الأسف من قتل ليس له هدف سوى الفوضى والتخريب.
قبل أيام استهدفت العاصمة الفرنسية باريس بعدة عمليات إرهابية اعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها وراح ضحيتها أكثر من ١٢٧ قتيلا.
ولم تكن هذه العملية هي الاولى التي استهدفها التنظيم في فرنسا، ففي بداية العام كانت هناك عملية ارهابية راح ضحيتها ١٢قتيلا غالبيتهم من الصحفيين في هجوم مسلح استهدف مقر مجلة "تشارلي إيبدو" في العاصمة باريس، السؤال لماذا يهاجمون فرنسا دون غيرها؟ الجواب من شقين، الاول هو موقف فرنسا القوي من القضية السورية وتضامنها مع المعارضة، أما الامر الثاني فهو أن فرنسا محط أنظار كثير من دول العالم وأي عمل يكون له تأثير وبعد اعلامي كبير.
قبل يومين من انفجارات باريس وقع انفجار كبير في العاصمة اللبنانية وخلف عددا كبيرا من القتلى والمصابين واعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن العملية، ويستمر مسلسل التخريب والدمار فقبل أيام سقطت طائرة روسية وتبنى تنظيم داعش المسؤولية عن هذه العملية.
لا يمكن أن اتخيل أن تنظيما لم يتجاوز عمره الأربع سنوات يستطيع تنفيذ كل هذه العمليات المعقدة والخطيرة جداً على اراضي دول اجنبية، السؤال: من يمول هذا التنظيم ومن يقف خلفه؟ قد لا أجد إجابة له في الوقت الراهن ولكن من المؤكد أن هناك دولة كبيرة جداً هي من تقف خلفه وتقدم له الدعم والمساعدة!!.
الحرب على الإرهاب ماتزال ضعيفة جداً وما تقوم به بعض الدول هي مجهودات فردية، واتذكر حينما وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- يرحمه الله- إلى ضرورة إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب كانت نظرته بعيدة يرحمه الله، اعتقد أننا بحاجة ماسة الآن إلى الوقوف صفا واحدا لمحاربة الارهاب بشكل أكبر.