الغربة عن الذات اصعب احساس يمكن ان يشعر به الانسان حينما نعيش غرباء عن أنفسنا نفتقد السلام الداخلي والطمأنينة التي تمنحنا الأمان وتشغلنا الحياة بايقاعها السريع وتلهينا بأرقامها المغرية، ونعتقد لوهلة ان الحياة كم نستطيع ان نحقق فيها وليس كيف نعيشها وتصبح الصورة لدينا ناقصة والمعادلة غير مكتملة لذلك نحن بأمس الحاجة ان نجدد علاقاتنا مع ذواتنا التي اهملناها وتستجد في حياتنا محطات يجب الوقوف عندها للتحاور، وأجمل حوار هو حوار الذات وأجمل عتاب هو عتاب الذات وذلك لمراجعة مسارنا ومن المهم ان نطرح على أنفسنا اسئلة عن حياتنا قد تكون بديهية لكنها ربما تجعلنا نرى أشياء لم تكن في مخيلتنا، ومن المهم ايضا ان نفكر كيف يمكن لنا ان نفكر كيف نسعد من حولنا ونهتم بمن نحب، لان كل النجاحات في العالم من دون مشاركة الآخرين هباء منثور وجهد ضائع والمصارحة مع الذات والوضوح في الرؤية يجعلان الانسان اكثر استقرارا وثقة في نفسه ومن حوله، وخاصة عندما يتجاوز الانسان المظاهر والتزاماتها ويركز مع ذاته كيف يسعد من حوله ونتعامل مع الحياة بواقعية ونعطي الآخرين مساحة من الحب والتسامح فإننا نكون اكثر اقترابا من أنفسنا، وحقيقة معدننا أقصى لحظات الامتزاج مع الذات هي لحظات العطاء لأن العطاء يقارب النفوس ويختصر المسافة ويريح الذات المتعبة، وخاصة عندما نحتسب ان العطاء من اجل رب البشر فكم نحن في هذه الفترة الصعبة التي يمر بها العالم بحاجة لتقارب ذواتنا وتحدي من يحارب ذاتنا الطبية التي تربت على حب الخير للغير والتعامل المتميز للجميع، ونبذ الكراهية وترسيخ القيم ونبذ كل ما يفرق قلوبا تعلمت من دينها اننا كالجسد الواحد اذا مرض عضو فيه تداعت له بقية الأعضاء بالحمى والسهر، لذلك يجب ان تسود روح المحبة والتسامح في كل الأمور التي تتطلب الحوار والنقاش في امور قد يكون لدى البعض قناعات بها، ومن الصعب على الآخر تقبلها ويجب ان نتقبل بعض الآراء والرأي الآخر مهما اختلفنا معه وان تجمعنا مساحة من الحرية التي كفلها لنا ديننا العظيم في كل الأمور. ان التعمق في الذات البشرية واسعادها يتطلب مراجعة أنفسنا ومحاسبتها حول كل ما يستجد وان نتعمق في داخلنا لكي يظهر لنا الجمال الداخلي الذي نحن بحاجته في كل وقت والابتعاد عن الاحتقان والتشنج في كل موضوع، لأننا نعيش فترة من الفترات التي يجب ان نكون اكثر تقاربا وتعاونا وتآلفا وتفاهما مع داخلنا، ومع من حولنا لكي تمر الحياة بحب وسلام كم أتمنى أن يكون لدينا مناهج في التعليم العام من البداية في مجال علم النفس البشرية والعلاقات الاجتماعية الذي هو من اهم العلوم في هذه الفترة، وكم نحن بحاجة للتعمق في أنفسنا ومن حولنا ونركز على فهم ما حولنا وما يجري فيها من أمور تتطلب وقفة الجميع لمراجعة ذاتهم التي أهملوها في خضم الحياة المتسارعة والغريبة إنني أتمنى.