مبادرة قطيفنا الجميلة إنموذجاً..
يستطيع الفن أن يلعب دوراً كبيراً في خلق مبادرات تطوعية، يكون هدفها خدمة المجتمع.. كم هو جميل أن يكون الفن للمجتمع والإنسانية حيث يتجلى العمل الفني بالعمل الإنساني، في كل موقع وكل مبادرة تجد كوكبة من المتطوعين، كل يعمل لوجه الله سبحانه وتعالى، الصغير والكبير، الجميع في انصهار تام للعمل التطوعي الخالص لله، ولا ينتظر أحد منهم سوى الأجر والثواب من رب العباد.
كم هو جميل العمل التطوعي بهذه الروح المعطاء.
بدأت قصة تجميل الواجهة البحرية بالقطيف في العام ٢٠٠٨م، من خلال استمتاعنا بجمال الطبيعة في الواجهة البحرية مع العائلة، وأثناء جلوسنا قرأت عبارة سيئة كتبت خلف كرسي، وكان رجل مسن وزوجته يجلسان على الكرسي، وخلفهما تلك العبارة، منها قررت أن أبادر في التغيير، وبالفعل تم الإعلان عن المبادرة في الزمان والمكان واجتمعنا قرابة مائة شخص، أطفالا وشبابا، ونساء ورجالا، نلون بألوان الحياة تلك الكراسي حتى أصبح المكان تحفة فنية، يرتادها الكثير من زوار المنطقة، وتم نشر ثقافة الجمال من خلال هذا العمل الجميل، كان البعض يراهن على فشل الفكرة، وأن العابثين سوف يخربون كل ما رسمناه من جمال، لكن التجربة أثبتت أن الجمال له تأثير كبير على المجتمع، وحينها كانت مشاركتنا في تجميل الواجهات البحرية في رأس تنورة والخبر والدمام.
وزادني هذا العمل حباً لمزيد من العمل في هذا الاتجاه، وأصبح مسح الخربشات والعبارات المسيئة على جدران المرافق العامة هاجسي الأول، واستبداله بألوان الفرح، وحين قررت إزالة الخربشات من على سور الكلية التقنية بالقطيف، طلبت من عميد الكلية أن يكون الطلبة هم من يساعدونني في إزالة تلك الخربشات، فكان سعيداً بالمبادرة، وذلك ليسعدوا بعطائهم، ويحافظوا على المرافق العامة حينما يشعرون بالفخر بمشاركتهم في نشر الجمال، سوف يكونون أكثر حرصاً على المحافظة على مدينتهم، وبالفعل كان كذلك، شاركوا وأبدعوا وحافظوا على جمال مدينتهم.
