الأهمية التي أشار إليها قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- أثناء استقباله -مساء أمس الأول- وزير خارجية الولايات المتحدة، بتأمين الحماية للشعب الفلسطيني من الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة، في ضوء ما تعانيه الأراضي الفلسطينية المحتلة من تعسف اسرائيلي بلغ ذروته وتزامن مع الاعتداءات السافرة على القدس الشريف.
هذه الأهمية لا بد من تفعيلها على أرض الواقع، من خلال تدخل الأمم المتحدة؛ لوضع تلك الحماية موضع التنفيذ حول القدس الشريف، الذي يتعرض اليوم لانتهاكات صارخة من قبل اسرائيل ما زالت تهز مشاعر المسلمين في مغارب الأرض ومشارقها، وما تتعرض له الأراضي الفلسطينية المحتلة من اعتداءات مستمرة وتشجيع اسرائيل المستوطنين للنيل من الفلسطينيين والعدوان على حقوقهم المشروعة.
آن للعالم أن يتحرك بسرعة؛ لوقف نزيف الدماء في الأراضي الفلسطينية المحتلة، عن طريق حماية دولية تضمن عدم مواصلة اسرائيل لممارسة بطشها وتنكيلها وتجاوزاتها ضد الفلسطينيين المطالبين بحقوقهم المشروعة، والمطالبين بعدم انتهاك حرمة المسجد الأقصى، والمطالبين بوضع حدود قاطعة للاحتلال عن طريق الوصول إلى حلول عقلانية ومنطقية تنهي معاناتهم وتقيم دولتهم المستقلة على تراب أرضهم الوطني.
وقد طالبت المملكة مرارا وتكرارا بأهمية العودة للمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي؛ للبحث في إقامة الدولتين المستقلتين كحل قاطع وحيوي؛ لبسط السلام في المنطقة والحيلولة دون تفجير الأوضاع فيها، وبدون البحث الجدي والفاعل في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف فإن أزمة الشرق الأوسط العالقة سوف تبقى متأججة وقابلة للامتداد لأمد غير معلوم.
وهو تأجيج يرتبط بعدم الوصول إلى حل ينهي الصراع القائم، وبالتالي فإن الأزمة ستبقى مشتعلة لتحصد المزيد من القتلى والجرحى بين الطرفين، وهو أمر لا يستدعي حماية الشعب الفلسطيني من بطش اسرائيل فحسب، ولكنه يستدعي أيضا تدخلا دوليا لحث الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي للعودة إلى المفاوضات والبحث في إقامة الدولتين المستقلتين؛ لانهاء الأزمة العالقة التي تعد من أطول الأزمات السياسية المشهودة في العصر الراهن.
ولا يلوح في الأفق ما يمكن ايقاف النزيف الدموي في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلا بتدخل دولي معلن؛ لحماية الفلسطينيين وحماية مقدسات المسلمين، ومن ثم الشروع في اتخاذ الخطوات المناسبة للعودة إلى التفاوض في سبيل ايجاد الحلول القاطعة لإنهاء معاناة الفلسطينيين وتسوية الأزمة العالقة في المنطقة بتطبيق القرارات الأممية، ذات الصلة، التي ما زالت اسرائيل تستهين بها وتضرب بها عرض الحائط.
لن تنتهي تلك الأزمة العالقة إلا بعودة الحقوق الفلسطينية المشروعة لأصحابها، وايقاف الاعتداءات المتكررة على مقدسات المسلمين، ووقف شهية المستوطنين لارتكاب مزيد من الحماقات والاعتداءات على الفلسطينيين من جانب، وعلى المقدسات الإسلامية من جانب آخر.