ونحن نستقبل عاماً جديداً أسأل المولى أن يجعله عام خير وبركة وعز للجميع.
أود تذكير إداراتنا الحكومية العزيزة بأن المواطن السعودي إنسي وليس جنيا يستطيع أن يتحرك بخفية خلال دقائق ليذهب ويعود متى ما أرادوا!
ولذلك نتمنى من صميم القلب أن تدرك إداراتنا الحكومية هذا الأمر فتجعل إجراءاتها وشروطها متوافقة مع قدرة البشر، ومن ذلك أن تضع في حسبانها أن المواطن لا يستطيع أن يتواجد في أكثر من مكان في نفس الوقت، ولا يستطيع أن يقطع المسافات بسرعات كبيرة.
قد تنكر إداراتنا هذا الأمر، وتتهمني بالمبالغة وأنني أبحث عن فتح استراحة للرقية الشرعية، وقطعاً لهذا الظن الآثم سأعطي أمثلة حية لجنجنة المواطن الكريم:
لنبدأ بالمبدأ الإداري السعودي الذي يكثر ظهوره في مناطق الأطراف (معاملتك ما هي عندنا، معاملتك في الرياض!)، هذا المبدأ يلقيه مدير الإدارة القصيّة بسهولة وبدون أي مراعاة لظروف هذا المواطن وقدراته، فقد تكون عائلة من الأيتام الذين لا عائل لهم، وقد يكون فقيراً لا يملك السيارة! لا يفكر أحد في هذه المعاناة فالمواطن كأنه جني ومطلوب منه أن ينهي معاملته في الرياض قبل أن ينتهي الوقت المخصص ويصبح لا إمكانية في الحل!
مثال حي آخر وهو آليات التعامل مع المواطنة السعودية رغم أننا نعرف خصوصيتها، فهي ملتزمة بحجابها ولا تقود السيارة وذات زوج وأولاد في الغالب، وبعضهن لا عائل لهن، ومع ذلك تجد ما تكلف به وما يطلب منها لا يتم فيه مراعاة هذه القدرات المحدودة إطلاقاً ولا أنها أخت لها حقوق كبيرة علينا!
مثال ثالث: كم التأشيرات التي يجب أن تتقافز على وجه معاملتك مع كل مراجعة، من الموظف المختص إلى مساعد رئيس القسم إلى رئيس القسم إلى مساعد المدير إلى مدير مكتب المدير إلى الصادر، ثم تبدأ رحلة البحث عنها في الوارد بعد عودتها، المهم أن تدور هذه الدورة وبأسرع ما يمكن، رغم أنه لو لم يكن هناك شك مرضي بين موظفي هذه الإدارة لم نحتج لكل هذه التأشيرات!
أيضاً شروط التوظيف والقبول التي تعلن بين فترة أخرى، عندما تقرؤها لا تشك إلا أنها تنطبق على جن، وجن مخصوص أيضاً.
عموماً لو ذهبت أعدد جنجنة المواطن لانتهى المقال ولم تنته الأمثلة، فالمدير يريد موظفيه جناً يعملون وينقلون له الأخبار ويقدمون له الاحترام، وحافز يريد التحديث أسبوعياً مهما كانت الظروف، والزوجة تريد أن ترد على الجوال في أي مكان كنت، والزوج يريد بيتاً كالمسلسلات وزوجة كالممثلات وطبخاً من أرقى الطبخات، وهكذا!
وكل عام وأنتم بخير ورحمة!