احتفلت ألمانيا مؤخراً بمرور 31 عاما دون انقطاع التيار الكهربائي أي لم تنقطع الكهرباء عن أي بيت أو مستشفى أو مصنع أو شارع أو حتى عمود كهرباء ولو حتى لمدة دقيقة منذ (٣١ سنة و٢٤٥ يوما و٦ ساعات). الأغرب من ذلك أنهم ليس لديهم وزارة ووزير ووكلاء للكهرباء ولا يملكون إلا وزيرا للطاقة موكلا له مهام جسام بما فيها الكهرباء، والأغرب أن لديهم كهرباء بلا وزير ولدينا فى الدول العربية وزير بلا كهرباء !! ورغم أن مولداتنا ألمانية الصنع إلا أنها عربية الهوى! ومعلومة على الهامش "ألمانيا لا تقطع الكهرباء عن أي منشأة يتأخر أو يتقاعس صاحبها فى تسديد الفواتير ويعتقدون أن الكهرباء حق مكتسب للمواطن ولديهم قنوات وطرق حضارية وجميلة لاستخلاص الماديات ليس للمجال متسع لذكرها، واخواننا قطعوا الكهرباء على عائلة مواطن يؤدي واجبا مقدسا على الحد الجنوبي"!
إذا لماذا المانيا قطعت كل هذا الزمن دون انقطاع؟ وهُم كغيرهم لديهم زيادة فى الأحمال صيفاً وشتاءً لديهم مشاريع وحفريات .. بكل بساطة ألمانيا والدول الأوروبية تعتمد اعتمادا كاملا على الطاقة الشمسية، مع أن الشمس تشرق عليهم سويعات وتغيب الى اليوم التالي ويفتقدونها لشهور ، وشمسنا احتمال أن تشرق منتصف الليل ولا نستفيد منها إلا لتجفيف ملابسنا بعد الغسل! شمسهم لا تعادل 20 بالمائة مما يسقط على رؤوسنا، ومع ذلك اعتمادهم الكلي على الطاقة الشمسية (سواء بيوتا أو مصانع أو شوارع أو حتى القطارات ) .. القطارات في أوروبا اعتمادها الكلي على الطاقة الشمسية ! ورغم استهلاك المدٌن الصناعية على الطاقة الشمسية ألمانيا تصدر كهرباء لدول مجاورة!
أرامكو السعودية صاحبة المبادرات المتميزة تطمح لزيادة الاعتماد على الطاقة الشمسية، وفي مساعيها للوصول لذلك، مدت شبكة الكهرباء في المكاتب الرئيسة للمنطقة الإدارية في منطقة الصناعات الخفيفة في الظهران، بالطاقة المتجددة، من خلال ألواح الطاقة الشمسية التي وُضِعت فوق سطح المبنى.
وكان قد سبق ذلك بسنوات إقامة وحدات شمسية على مواقف انتظار السيارات بالقرب من مبنى المديرين، التي يتم من خلالها توليد الطاقة اللازمة للمبنى.
ومع تزايد الطلب على الطاقة في المملكة، ألزمت أرامكو السعودية نفسها بتوصيات كفاءة الطاقة الصادرة عن المركز السعودي لكفاءة الطاقة، وهي الجهة الحكومية المنوط بها تعزيز كفاءة استخدام الطاقة في أنحاء المملكة.
تخيلوا لو استغللنا الشمس فى توليد الطاقة .. ووضعنا ألواح طاقة شمسية على جوانب الطرق السريعة وفوق الابراج والمصانع فى عمل مؤسساتي مدروس عندها سنصدر الكهرباء ونبقي أسياد العالم في مجال الطاقة "نفط وغاز وكهرباء".