تتسم أجواء المنطقة الشرقية هذه الأيام بالاعتدال الملحوظ، في حين يستمر انخفاض درجات الحرارة ليلا مع تراجع الرطوبة، قبل ان ترتفع مجددا بنسب متفاوتة على السواحل نهاية هذا الأسبوع.
وتأثرت أحوال الطقس في هذه الفترة بمرتفع جوي، وهبوب الرياح باتجاهات شمالية غربية نشطة السرعة، تتغير في الاتجاهات خلال الأيام القادمة، في الانتقال إلى نوء (الوسم)، وقد ظهرت مبشرات المطر مبكرة، حيث تغطي السحب اليوم الثلاثاء مساحات واسعة، ومن المحتمل المزيد من التراجع في درجات الحرارة في نهاية أكتوبر الجاري، بما يعني أجواء باردة ليلا، تسبق دخول فصل الشتاء.
فيما تستمر حالة عدم الاستقرار الجوي في شمال المملكة، ممتدة إلى شمال الشرقية وحائل وأجزاء من القصيم، متوقعة اليوم وحتى بداية الأسبوع القادم، وذلك بسبب تدفق كميات من الرطوبة في الطبقات الوسطى من الجو، وتأثير نشط لمنخفض البحر الأحمر، وقد تصحب ببعض الأمطار الرعدية الخفيفة إن شاء الله، وتكون مترافقة مع رياح سطحية مثيرة للأتربة والغبار، في مواقع متفرقة بين حين وآخر.
من جهته، قال خبير المناخ والفلك الدكتور عبدالله المسند، الأستاذ بجامعة القصيم، إن دخول نوء (الوسم) يكون يوم الجمعة القادم وفقاً لأفق السعودية، ويستمر 52 يوما محتملة الأمطار بإذن الله تعالى، وسميت هذه الأيام بالوسم لأن أمطارها تسم الأرض بالخضرة والكلأ والنبات، ومطر الوسم نافع للأرض وهو منبت للكمأة وأصناف النباتات البرية المختلفة.
كما يعد مؤشرا على بداية اعتدال الأجواء نهارا والبرودة ليلا، فيما يكون آخر يوم في موسم سهيل 15 أكتوبر موافقا ليوم الخميس المقبل، ويعقبه مباشرة الوسم في 16 أكتوبر، ويأتي دخول الوسم بعد دخول طالع الصرفة وهو آخر نجوم سهيل الأربعة، وسميت الصرفة بالصرفة لانصراف الحر عند طلوعها فجراً من الشرق أوائل أكتوبر، وانصراف البرد عند غروبها فجراً في جهة الغرب منتصف مارس تقريباً، والوسم ليس بمنزلة أو نجم في السماء، بل صفة لوقت من العام، وله من المنازل القمرية «العواء والسماك والغفر والزبانا».
وأوضح أن الليل يكون أطول من النهار في الوسم، ويستمر الليل يأخذ من حصة النهار بمعدل دقيقة و12 ثانية يوميا وذلك على وجه التقريب، حتى يكون طول الليل خلال آخر يوم في الوسم (6 ديسمبر) كما يتبين أن الليل يطول والنهار يقصر كلما اتجهنا شمالاً في هذا الوقت من السنة.
وقال إن هنالك اختلاف في وقت دخول موسم الوسم من حساب إلى آخر، ففي حين تقويم أم القرى يجعل دخوله في 16 أكتوبر، هناك حسابات أخرى تجعله قبل ذلك على سبيل المثال في 10 أكتوبر كما عند ابن بسام الفلكي رحمه الله، والاختلاف في وقت دخول الأنواء بين الحسابات الفلكية مسألة مقبولة، وجائزة عملياً في حدود 10 أيام تقريباً، ووفقاً لحساب أم القرى ينتهي الوسم في 6 ديسمبر فيكون عدد أيامه 52 يوماً، ومن جهة أخرى ففي الوسم يقع أبكر وقت لدخول وقتي صلاة الظهر والعصر، وفي آخره أبكر وقت لدخول وقتي المغرب والعشاء خلال العام وسيستمر بمشيئة الله تعالى حتى مطلع ديسمبر.
