إن الوطن في مفهومه الأشمل ليس جغرافيا فحسب، وإنما هو إنسان وحضارة وتاريخ، دونها تتحول الجغرافيا إلى مجرد أطلال.
فأقول لكل من عادى هذا الوطن، إنه لم يبخل عليك يومًا في شيء، واحتضنك من أول يوم خرجت فيه إلى الدنيا، وأعطاك الكثير والكثير، علمك من جهل، وكستك رماله الذهبية وأرضه الخضراء بأنواع النسمات، وحلمت فيه بأحلى الأمنيات، وشربت عذب مائه، وتنفست العزة فيه، آمنت فيه بربك ونبيك، وأمنت فيه على أهلك وبيتك، ساوى بين الفقير والغني بخيراته.. فما أوضع من يخونك ويهدر دم ابنائك ويستهدف أمنك ويلوث هذا التراب الطاهر بأفكار ومعتقدات بعيدة كل البعد لا عن الدين فحسب بل الإنسانية والصواب.
ولكي تعرف وطني السعودية بشكله البراق، عليك أن تبصر العالم العكسي على حقيقته، بتجربه بسيطة، ضع رأسك مكان قدميك إلى الأسفل، وضع قدميك مكان رأسك إلى أعلى، وتطلع جيداً سترى أن مثل ما أنت في وقفتك المعكوسة عالما معكوسا منكوسا يحتاج إلى تقييم وتقويم واستقامة؛ كي يحقق طهر بلدي الغالي الذي لا يوجد في الكون من هو أجل منه، واروع من نظرته الشاملة وبصيرته الوسطية للحياة والمجتمع، البعيدة عن الأفكار المنحرفة أو التشدد المكفر للبشر، الذي لا يخدم لا أجندات ماسونية وأفكارا متطرفة دخيلة على عالمنا ومجتمعنا الطاهر النقي، المحمي بإذن الله بدينه ومقدساته وابنائه المخلصين الشرفاء.
إننا في هذا الوقت محتاجون للتلاحم الوطني لا للفرقة والتشتت والآراء التي لا تعود بالنفع عليك أو على وطنك، فلا تصدقوا أبداً مقولة «إن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية»، إنه يجعل الخلاف قضية شائكة ومعقدة تعجز عن حلها المنظمات الدولية وتفضي إلى كارثة.
إننا بحاجة إلى جرعات حب؛ لكي نستأنس النفوس الصغيرة المتوحشة المغرر بها، وكذلك بصرعة غضب تقطع حبل الوريد بأقرب الناس لك، إذا استهدف أمن هذا الوطن وسلامة من فيه.
إن نظرتي للجمال من خلال رؤية أخلاقية إنسانية تعني أن لا جمال للصورة ما لم يواكبها جمال السريرة.
