البيوت من اجل السكن والاستقرار والعيش بسلام هذا هو الأصل الذي من اجله أنشئت مهما اختلفت مساحتها وهندستها ولهذا يحرص الجميع على ان يكون المسكن من الأولويات في حياته وهو حق مشروع لهم.
وللبيوت قدسية خاصة وما يجري داخل البيت خيره وشره من حق اهله ولا يجب ان يتجاوز حدوده مهما كانت المبررات، وفي ظل توسع دائرة التواصل الاجتماعي التي أسقطت كل الأسوار وجعلت من بيوتنا أشبه بالعورة المكشوفة، والخصوصية التي كنا نحرص عليها تحطمت ولم يعد لها اهمية واصبح التمايز والتفاخر بالمقتنيات وما يجري داخل الأسوار حديث المجالس فـ.. اعياد الميلاد وحفلات النجاح وكل المناسبات تنقل على الهواء مباشرة، وقد يتعمد البعض اقامة حفلة بدون مناسبة او اقامة حفلة عياد ميلاد القطط والكلاب كما فعلتها احداهن لقطتها (نوسي) وخسرت من اجلها عشرات الآلاف!!) والهدف فقط التصوير والنقل للمتابعين.
البث لا ينقطع خلال اليوم وترتفع وتيرته بالأعياد والمناسبات وعدسات التصوير ترصد كل متحرك وساكن.
اليوم أكلنا ولبسنا وخرجنا واشترينا وبعنا واحيانا تهاوشنا وتهادينا وقد يتعمدون الكذب والمبالغة من اجل الظهور والتفاخر وكل ما يحدث يجب ان يوثق بالصوت والصورة!
احدهم ثبت الكاميرات في منزله والنقل المباشر من المطبخ والمخبز والمسبح وغرف الطعام، وكأنك تشاهد مسلسلا دراميا والبث للمتابعين الذين يتجاوز عدد مئات الآلاف واغلبهم ارقام ليس لها وجود على ارض الواقع وإنما الهدف الشهرة وإقناع الناس بوضعه الاجتماعي المميز.
اقول للجميع وخاصة النساء،، للبيوت اسرار وخصوصيات ونقلها امام الناس امر غير لائق وقد تكون سببا في اثارة زوجة على زوجها او تندر زوج بزوجته، ومن المؤكد ان يكون الأثر المترتب سلبيا والناس على صنفين اما حاسد او معجب وكلاهما قد يصيب ولا احد يشكك في تنامي الظاهرة، وكانت سببا غير مباشر في ارتفاع معدل الخلافات الزوجية والأسرية التي ظهرت مؤخرا،،
يقول الرسول - صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم - «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان» وفي السلسلة الصحيحة وصحيح الجامع للألباني، «استعينوا على قضاء الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود».
للجميع التحية..