جعلت طهران المشاعر المقدسة ساحات استحضار لفتن الماضي. يؤججون العداء والكراهية. يستفزون حجاجا مسالمين، أتوا من كل فج عميق. استفزاز خارج العبادة والدين، يستعرضون مسيرات (هرج ومرج)، تحدّ جاهلي يثبت انعدام مسئوليتهم. ثم تنادي طهران بتدويل المشاعر المقدسة؛ بدعوى فشل المملكة في إدارة الحج. يحكمون بطبعهم وعلى أنفسهم. ونظل نسأل: أليس في طهران رجل رشيد؟!
إنجازات طهران سجل دموي، عنصري، طائفي. حربها مع العراق. عشرات الآلاف من القتلى المسلمين. ثماني سنوات من رفض الخميني للتفاوض والصلح؛ للتخلص من الشباب الإيراني المضحوك عليه. أجج مشاعرهم بأشرطة تخريف وتخاريف، كانت تنشرها بصوته أجهزة الاستخبارات المعادية للعرب والمسلمين. حتى وقف إراقة دماء المسلمين شبّهه الخميني بتجرعه للسم. أي جرم هذا وحقد؟!
أعدم الخميني عشرات الآلاف من الشعب الإيراني بعد أن تمكّن. أي جرم هذا وحقد؟! هل كان ذلك تقربا إلى الله؟! هل تدخلات طهران في الشئون العربية عبادة؟! جعلت الشعب العراقي العربي عدو بعضه. استطاعت ميليشياتها ببغداد انتزاع عروبة العراق من دستوره. جريمة فارسية تنبئ بالحقد وروح الانتقام والتوسع الإقليمي. يقتلون على الهوية. هكذا انجزوا الدمار والهلاك والخراب للعراق.
لبنان يعاني من تدخلات طهران. سوريا حولتها ساحة قتل ودمار. اليمن كادت أن تقع فريسة. تدخلاتها لم تتوقف في الشأن العربي. تسعى لجعل الدول العربية كومة خراب. عرق فارسي عنصري حاقد. يسعى لتصفية العرب عبر الخونة والسذج. طهران أعلنت تدخلها رسميا في شئون (5) دول عربية. هل هذه دولة تنشد السلام وتدعي الإسلام؟!
لتذكير المطبلين لطهران وتوجاهاتها الصفوية. لتذكير المخدوعين وأصحاب الوهم. للتذكير بإنجازات المملكة في المشاعر المقدسة. تجاهلها الفُرس عنوة. الإنجازات في المشاعر المقدسة هدفها خدمة ضيوف بيت الله. طهران تتجاهل إنجازات المملكة في المشاعر المقدسة، وتتجاهل نجاح المملكة في إدارة حجاج بيت الله. يعلنون الأسباب ببجاحة وصلف. خسئوا وخابوا.
مشاريع السعودية لم تتوقف منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-. آخرها التوسعة الكبرى للمسجد الحرام، دشنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. مساحة التوسعة (1.5) مليون متر مربع. ساحات، جسور، مبان مساندة، وخدمات. استيعابها (2) مليون مصلّ، بجانب (100) ألف طائف في الساعة. من أجل التوسعة تم نزع ملكيات بلغت أثمانها (40) مليار ريال. وبعد.. ما هي إنجازات طهران للإسلام والمسلمين؟!
هذا إنجاز قطار الحرمين السريع. يربط مكة المكرمة، جدة، المدينة المنورة. تكلفة محطة مكة المكرمة (3.5) مليار ريال. تكلفة محطة جدة (3) مليارات. تكلفة محطة المدينة المنورة (1.5) مليار ريال. محطات لخدمة حجاج بيت الله الحرام وراحتهم. وهذا إنجاز مشروع سقيا زمزم. التكلفة (2) مليار. مشروع ينتج (5) آلاف متر مكعب يوميا من مياه زمزم. (200) ألف عبوة يوميا. سعة (10) لترات لكل عبوة. كل هذا من أجل المسلمين عامة. وهذا إنجاز مشاريع تفويج الحجاج والمعتمرين ومراقبة سلامتهم. (8) مسارات إلكترونية؛ لتسهيل إجراءاتهم في مدة لا تزيد على (5) دقائق.
لماذا تتجاهل طهران إنجازات السعودية في مجال خدمات المشاعر المقدسة؟! وهذا إنجاز قطار المشاعر المقدسة؛ لتسهيل تنقل حجاج بيت الله. كلّف (6) مليارات ريال. وهذا إنجاز مشروع جسر الجمرات، كلّف (4.5) مليار ريال، يستوعب (300) ألف حاج في الساعة، طوله (1000) متر. عرضه (80) مترا. تم تصميمه لتحمّل (13) طابقا؛ لاستيعاب (5) ملايين حاج. وهذا إنجاز مشروع خيام مشعر منى، (160) ألف خيمة، على مساحة (2.5) مليون متر مربع. تستوعب (2.6) مليون حاج. وهذا إنجاز مشروع كسوة الكعبة.
لماذا تتجاهل طهران إنجاز مشاريع مزدلفة على مساحة تزيد على (900) هكتار؟! وهذا إنجاز مشروع الهلال الأحمر، (36) مركزا إسعافيا بكامل المعدات. يستوعب (2) مليون حاج. (147) فرقة أرضية. طائرات جوية. مراكز على طول جسر الجمرات.
هل سمعت طهران ومجانينها عن إنجاز مشروع النقل الترددي؟! (20) ألف حافلة مخصصة لنقل ضيوف بيت الله. بجانب النقل الاعتيادي (31) ألف ناقلة. هذا بخلاف استنفار كل أجهزة الدولة، في كل موسم حج؛ لخدمة ورعاية وسلامة ضيوف بيت الله. وبعد... طهران لا تقل عن داعش خطرا على السنّة والشيعة. كل متعاطف أو متعاون معها مغرر به أو خائن لعروبته. في كلتا الحالتين هو عدو لنفسه ولوطنه ولأمته.