في الأحوال العادية يستطيع الناس التحكم في أنفسهم وألسنتهم، يمكنهم التماسك واصطناع الوقار، وإنتاج لغة جسد ملتزمة، وتنميق الكلمات وحتى «المسح على الجوخ» بمهارات عالية.
لكن لا يمكن أن يستمر الإنسان يمثل في كل الأحوال، ففي فورات الغضب وفي السلوكيات الانتهازية يحدث إنتاج لا إرادي للواعج النفس الأمارة بالسوء، التي في مناسبات كثيرة تختطف لغة الجسد لحسابها، فيصبح المرء وجسده في خدمة اللحظة الآثمة.
الحوادث التي تقع في المملكة، محزنة ومؤلمة، ولا توجد فيها سوى حسنة واحدة لا غير، هي أن الخفافيش تخرج، على وقع الصيحات، من الأغبرة والظل، لتعلن خبثا يعتمل في الصدور وعدوانية مريضة ضد المملكة ومواطنيها وقيادتها. وأيضاً الحوادث في المملكة هي «موسم» خروج الثعابين من جحورها لتنفث سمومها.
ولاحظت أن بعض هذه الخفافيش والثعابين، إسلاميون إخوانيون أو سلفيون، لا ناقة لهم ولا جمل في أي حادث ولا هم متضررون ولا مستفيدون، وإنما «متطوعون» لإنتاج الخبائث التي تترع بها أنفسهم، ويشاركون في حملات الردح والتشكيكات الظالمة الخوانة ضد المملكة، ولـ«وجه الله».
أحدهم أستاذ «أخلاقيات إسلامية» ومع ذلك يتمتع بسلوكية عدوانية ولا يترك أي حادث إلا و«يبادر» لارتكاب السوء والخبائث، بشكل يناقض أي أخلاقيات عرفها البشر، ويتضاد مع شيم الأخلاقيين في أي مكان وفي أي دين وفي أي عقيدة.
وهو يتقصد ويسرع لتوظيف أي حادث وتوظيف نفسه تطوعاً في الحملات العدوانية ضد المملكة، حتى أنني أكاد أجزم أنه يفعل ذلك بهدف وظيفي، أي لحساب آخرين وإرضائهم، إذ ليس من المنطق أن يعلن هذا الكم من الخبث المؤذي، وهو استاذ أخلاقيات، و«إسلامية» أيضاً، مهما كان انحناء نفسيته المنحرفة.
والعجيب.. كيف يدرس طلابه الأخلاقيات؟ وهم سيقرأون بعد قليل تغريداته المليئة بالسوء والنتن والتشكيك وكل ما هو ضد الأخلاقيات وما يحسب أمراضاً عدوانية في السلوكيات البشرية.
ولا أعلم ما الأخلاقيات التي يدرسها لطلابه؟، هل مثلاً يقول لهم إن الإسلام يدعو إلى التشكيك والظن والتقصد الغمز واللمز، وكيف يفسر قوله تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ» ـ 6ـ الحجرات. وهو بعد قليل سيهاجم المملكة ويخترع تأويلات من عنده ويبث تشكيكات وتهماً.
وكيف يفسر قوله تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً»ـ12ـ الحجرات. وهو بعد قليل سيتجسس على المملكة ويتقصد ويبحث عن أي اتهامات ليلصقها في المملكة ويهمز ويلمز ويوظف نفسه في خدمة آلة الدعاية المضادة للمملكة ولجهودها في خدمة الحرمين الشريفين وخدمة المسلمين والإنسانية.
وتر
هل رأيتم البهية؟
مروعة بالخوف.. ونواح ومآتم.
تحمل صرة خبز.. وأسمال ملابس قديمة..
وتركض حافية، في لجة العتم، وصوت البارود..
تعبر نحيب ثكالى..
وأمواج بحر غاضب..
وحرس حدود مدججون بالقسوة..
وتيمم وميض نجم يتيم في الأعالي..