ما أن برزت في الأخبار العالمية أنباء حول زيارة مقتربة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، حتى بدأت الكثير من مراكز التحليل حول العالم في معرفة تأثير هذه الزيارة على العلاقة بين البلدين بصورة خاصة وأثرها على ما يجرى في المنطقة والعالم أجمع. وقد تباينت الكثير من التقارير حول ما يمكن أن تسفر عنه هذه الزيارة التي سيلتقي فيها الملك سلمان بن عبدالعزيز مع الرئيس الأمريكي باراك اوباما وعدد كبير من القادة السياسيين الأمريكان. وكذلك يترقب الكثير نتائج هذه الزيارة التي تأتي في وقت من أكثر الأوقات حساسية بسبب ما يحصل في المنطقة والعالم. وقد ركز الكثير من المحللين منذ عدة شهور على أهمية العلاقات بين البلدين وما يجري حولها خاصة أن الملك سلمان بن عبدالعزيز لم يكن متواجدا في قمة كامب ديفيد التي جمعت قادة دول مجلس التعاون. وكذلك يرجع تركيز الكثير من المحللين على هذه الزيارة كونها أول زيارة للملك سلمان منذ أن أصبح ملكا للبلاد رغم أنه التقى الرئيس الأمريكي أثناء زياراته إلى المملكة. وفي هذا الوقت ووسط ما يجري من مآسٍ في المنطقة بسبب ما عرف بالربيع العربي يبرز دور المملكة في تحديد مسار الكثير من الأمور التي تحدث في المنطقة، بسبب ما تحمله المملكة من ثقل سياسي واقتصادي واستراتيجي لدرجة أصبح العالم يراقب ما يجري في العاصمة السعودية الرياض وما تقوله أكثر من أي عاصمة أخرى في العالم. ومثال على ذلك فما أن هبطت اسعار البترول في الفترات الأخيرة حتى بدأ العالم يتساءل ما هي الخطوة التالية التي ستقدم عليها الرياض؟. وعندما بدأت بوادر تعقيدات الكثير في دول الربيع العربي فترى العالم أجمع يبحث عن الموقف السعودي.
إن زيارة الملك سلمان المرتقبة إلى واشنطن تحمل دلالات كثيرة أهمها متانة العلاقة الإستراتيجية بين المملكة وامريكا. وكذلك يتضح مما تم تناقله أن العلاقة السعودية- الأمريكية ومنذ القدم كان لها اثر مباشر على حل الكثير من المعضلات التي حدثت بالمنطقة. وما هذه الزيارة إلا امتداد لجهود المملكة وأمريكا لإعادة المنطقة إلى عهد ما كانت عليه قبل بدء ما يسمى بالربيع العربي الذي أخذ منحنى لم يكن يتوقعه أكثر المتشائمين. وأصبح هذا الربيع يهدد المنطقة بأكملها وجعل بعض الدول أكثر هشاشة وأصبح بابها مفتوحا للتدخل الخارجي خاصة ما نراه في العراق. وإضافة لما يجري فقد رأى العالم الاتفاق النووي بين دول الغرب وإيران واحتمال تأثيره على زيادة سخونة ما يجري في المنطقة. وفي هذه الزيارة سيرافق الملك سلمان بن عبدالعزيز وفد رفيع المستوى من المسؤولين في المملكة وذلك نظرا لما تمثله هذه الزيارة من أهمية ليس فقط للمملكة وامريكا، بل أهميتها تطال كل دول المنطقة كون الملك سلمان بن عبدالعزيز من القادة التي يحسب العالم كله لكل خطوة يقوم بها. فواشنطن والعالم أجمع ينتظر كل خير من هذه الزيارة.