تجميد التصرف وإعادة النظر في أوضاع العاطلين تحت أي بند، يعني تلقائيا تراكم البطالة وعدم معالجتها بصورة اقتصادية مجدية، وبالتالي تحقق قصور في أداء الأجهزة التنفيذية، وعدم فعالية وجدوى برامجها للتعامل مع هذه القضية الاستراتيجية، إذ لا يمكن أن تأتي معالجات لداء فيما تتسبب الإجراءات في بقائه في جسد الجهاز الحكومي المعني الأول بذلك.
مؤخرا صدر قرار تم تناوله بهاشتاق وسط المعلمات بتوظيف المعلمات المرسمات في وظائف تعليم محو الأمية في وقت توجد فيه آلاف من اللاتي ينتظرن التوظيف، وذلك بمثابة فرصة أو اختراق لأمل الحصول على وظيفة حتى وإن تواضع أجرها، ولكنه يبقيهن في أجواء المهنة والوظيفة ويوفر مصدر دخل أفضل من البقاء بلا شيء.
هاشتاق "العاطلات أحق بتدريس محو الأمية" بمثابة صرخة عبر موقع "تويتر" للمطالبة بالحصول على فرصة تدريس لا يمكن الحصول عليها في موقع آخر، فلا سبيل لمن تخصص في التعليم سوى العمل فيه، ذلك صعب لأن التعليم لا يمكن أن يكون كغيره من المهن التي يمكن أن يسلك فيها أي شخص وفقا لأي معطيات أو دراسات.
يمكن بالتأكيد للعاطلات أن يبحثن عن فرص أخرى للعمل؛ من أجل كسب العيش وتناسي فرصة لا تأتي للعمل في حقل التعليم، ولكن لهن الأولوية في حال لاح أي أمل لهن في مجالهن، وليس بالضرورة أن يكون الانتظار بمثابة قلّة حيلة، فذلك اختزال لطموحاتهن وحقوقهن الوظيفية، فهنّ ينتظرن ما يبرعن فيه ودرسنه طوال أعوام ويفضلن أن يمارسنه بإتقان وحب وشغف، وذلك بالتأكيد أفضل للأعمال.
كل تخصص أفضل لدارسيه، وإذا كانت المعلمات المرسمات حصلن على الوظيفة بأجر إضافي فهن لسن بحاجة له بأكثر من هؤلاء اللاتي ينتظرن منذ أعوام لنصف فرصة في العملية التعليمية، دون أن نغفل حقوقهن في اكتساب الخبرات والممارسة العملية التي تغذي طموحاتهن وتعود عليهن بأجر يساعدهن في الحياة، والأهم محو صفة العاطلة من قاموسهن، فذلك شعور سلبي سيء جدا ولا يعيشه أو يتعايش معه إلا مؤمل في وضع أفضل يتسرب للأسف على هذا النحو، وذلك يدخلنا في متاهة العامل النفسي الذي يدمر التطلعات ويهدم الآمال ويجعل الحياة صعبة دون أن يشعر المسؤولون الذين يتجاوزون حقوق هؤلاء وهن في حالة انتظار طويلة تصبح نوعا من العيش في كابوس لا يفارق المخيلة، ليلا ونهارا، ولذلك ينبغي أن تكون لهن الأولوية في أي فرصة أو نصفها، فهن ينتظرن ويرددن «يا ليل ما أطولك».